رواية مثيرة و فيلم مختلف

ينجح الثنائي المتفاهم أحمد مراد و مراون حامد في نسج خيوط الرواية ورسم ملامح الشخصيات ببراعة ، مع عناصر الفيلم الأخرى من أداء الممثلين وحرفية الاضاءة التي تضفي جوا من الغموض والرهبة على الأحداث ، تتغلغلها موسيقى هشام نزيه الرائعة . مقارنة بالراوية الأصلية فهي أعمق في رسم الشخصيات وانفعالاتها ونقل القارئ بخياله الى الأحداث في تسلسل درامي مميز عن الفيلم ، ولكن هذا هو الحال فطالما كانت القراءة اكثر متعة وتشويقا و بها اسهاب يالسرد عن الفيلم الذي يلتزم بايقاع درامي محدد ونمط معالجةسينمائية مختلفة عن الكتاب يجعل السيناريست يرتب المشاهد في تسلسل اخراجي مختلف للعمل كي ينتقل من سطور على الورق الى صورة حية باشخاص واقعيين على الشاشة ، بما في ذلك حذف يعض الشخصيات واضافةأخرى ـ اغفال بعض الخطوط الدرامية ، تبديل بعض المشاهد الروائية والحوار بين شخصيات العمل بما يتناسب مع العمل السيتمائي .. ولا يمككنا باي حال من الاحوال ان نقول بأن كاتب الفيلم قد خرج عن مضمون الرواية لان كاتب الفيلم والرواية شخص واحد ولأن هذا لم يحدث بالفعل . بالنسبة للفترة الزمنية للفيلم الصادر سنة 2018 قكانت احداث الرواية تتكلم عن الشاب طه الزهار في سنة 2008 ما قبل ثورة يناير أما الفيلم فقد قفز 10 سنوات للامام مابعد الثورة ، فتغيرت أحداث وشخصيات لمواكبة فترة عرض الفيلم الذي تأخر في اخراجه كثيرا ،حينما أعلن احمد حلمي عن تنفيذ العمل لكنه لم يكتمل هذا المشروع وبرأي فان زمن الرواية كان أفضل . أحمد مراد من الكتاب الهامين والموهوبين في هذه الفترة العصيبة من الجفاف الأدبي والابتكار القصصي ، فهو يحترف الحبكة ورسمتاريخ للشخصيات فهو كاتب يكتب وهو يرى وقد تمثل نجاحه المدوي في الفيل الأزرق رواية وفيلما وهذا لم يتحقق بنفس القدر في تراب الماس يمكن لاختلاف الموضوع او ان الصورة لم تصل الى مستوى الرواية او لتوقيت العرض ولكن نصيبها من النجاح مقبول جدا والمخرج قد وظف جميع الأدوات الممكنة بحرفية حسب الميزانية المتاحة . أغلب الأدوار تم اختيارها بعناية والبعض كنا نطمح بالأفضل وكان آسر ياسين اكثرهم توفيقا . وعزت العلايلي اضافة مميزة للفيلم، اما منة شلبي في دور سارة فاعتقد ان منه ادت الدور المطلوب ببراعة وكنا نتمنى ابراز مساحة اكبر للدور والقاء ضوء أكبر على تاريخ الشخصية . كما نعيب على الفيلم اختفاء شخصية ياسر صديق طه الزهار ، وظهور طه بغير اصدقاء وكان ستثري هذه الشخصية الأحداث . الفكرة عالمية وانسانية تتحدث عن العدالة المفقودة ، وكيف ياتي احدهم لينصب تفسه مخلص البشر من الفاسدين ليلقى حتفه على ايدي أحدهم ويورث سره بالصدفة لابنه من خلال دفتر صغير ليحاول الثأر من قاتل أبيه . لن أطيل عليكم أكثر فهناك من الزملاء من أسهب في نقد الفيلم . في النهاية ررواية مشوقة انصح بقرائتها واقتنائها وفيلم مختلف فكريا في زمن الاسفاف والهبوط الابداعي المتزايد . شابوه كل فريق العمل وفي انتظار ابداعات اكثر . محمود الجيلاني