لا أنكر انبهاري بفيلم بيكسار الجديد " Toy Story 3"، الفيلم لا يقل أبداً عن أجزائه السابقين، مازال شاهداً علي نجاح خلطة بيكسار في صناعة الأفلام منذ عام 1995، لكن رغم هذا الانبهار بالفيلم إلا أن فيلماً آخر من إنتاج بيكسار كان أكثر إبهاراً بالنسبة لي هذا العام، إنه "Day & Night" ذلك الفيلم القصير الذي عرض قبل بداية فيلم Toy Story 3
Day & Night يحكي قصة الليل والنهار، يناقش قضية في غاية التعقيد مسألة جدلية خاضها معظم البشر بين من يحب النهار ومن يحب الليل، هل تحب الليل؟ تحب السهر والتمتع بسحر الأماكن في هدوء بعيداً عن صخب النهار، أم تحب النهار حيث مشهد شروق الشمس وأصوات العصافير وندي الصباح الباكر.
رغم تعقيد الفكرة وتنوع مظاهر الاختلاف بين الليل والنهار، إلا أن هذا الفيلم القصير الذي لم تتعدي مدته الست دقائق كان مختلفاً عن كل ما ابتكرته عقلية بيكسار خلال السنوات الماضية.
الفيلم جمع بين الرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد، ومن خلال يدين نراهما علي الشاشة تمثل كل يد إما الليل أو النهار، النهار في منتصفه شمس ومشهد يحدث في النهار داخله، والليل في منتصف قمر ونري مشهد يحدث في الليل داخله.
تبدو علاقة الليل والنهار متوترة في البداية ثم مع محاولة اكتشاف كلاً منهم للآخر تسيطر الغيرة عليهما، النهار يتمني أن يستمتع بالألعاب النارية التي تحدث في الليل، والليل يتمني أن يري قوس قزح، حتى يجد الليل والنهار نقطه مشتركه بينما، تجعل كل منهم يحب الآخر.
الفكرة قد تكون لها أبعاد سياسية أو فلسفية كبيرة في العلاقة مع الآخر، لكن أري أن تلك القصة تستحق بجدارة أن توضع مع القصص الكلاسيكية التي استمتعنا بها ونحن صغار لتبقي في ذاكرة التاريخ ليستمتع بها أجيال كثيرة، فالقصة رغم بساطتها فأنها بالتأكيد صنعت بحرفية شديدة ليست غريبة علي بيكسار ومن اللحظة الأولي في الفيلم حتى نهايته ستستمتع بخلطة بيكسار السرية التي مكنتهم من العمل لسنوات طويلة، ورغم ذلك فإنهم مازالوا قادرين علي إبهارنا بشكل مستمر.