تأخير تصوير مسلسلات موسم رمضان 2023... ما زال العرض مستمرا.

  • مقال
  • 01:06 مساءً - 26 مارس 2023
  • 1 صورة



بطبيعة الحال، أصبحت مشاهدة المسلسلات عادة ثابتة في شهر رمضان، بجانب الصوم وأداء العبادات وباقي الأنشطة.

وكل عام، يدخل المشاهدون في حيرة من أمرهم لاختيار ما سوف يشاهدونه من مسلسلات في الشهر الفضيل، كما يحرص المنتجون على طرح عدد كبير من المسلسلات في هذا الشهر الذي أصبح موسما مضمونا لنجاح أي مسلسل أو برنامج على المستوى المادي من خلال بيعه للقنوات، والعوائد المالية الضخمة من الإعلانات التي تمثل الممول الأكبر للقنوات الفضائية حتى تمكنها من شراء مسلسلات وبرامج جديدة صالحة ﻷن تكون أول عرض، لكي تكون فيها أسعار عرض الإعلانات داخل الحلقات أضعاف ما يتم تسعيره في بقية أشهر السنة.

وفي الآونة الأخيرة، أصبح تأخير تصوير مسلسلات رمضان أمرا اعتيادا، وغالبا ما تبدأ معظم شركات الإنتاج تصوير المسلسلات رغم عدم اكتمال كتابة حلقاتها، بالرغم من معرفتهم المسبقة لموعد قدوم شهر رمضان قبل أكثر من عشرة أشهر! ويصل الأمر أحيانا إلى استمرار كتابة الحلقات وإجراء تعديلات عليها حتى الثلث الأخير من شهر رمضان، وهذا يضع صناع العمل تحت ضغوط كبيرة ﻹكمال العمل ليخرج بصورة جيدة، أو حتى على الأقل بصورة مقبولة.

وهذا الأمر أدى لضعف جودة الاعمال المقدمة فنيا وتقنيا، فلجوء الكاتب إلى الإسراع في تسليم الحلقات وعمل التعديلات التي يطلب منه إجراؤها أثناء تصوير الحلقات يؤدي إلى الاستسهال لإكمال المسلسل بأي صورة ممكنة، ولا عزاء لمنطقية الأحداث أو عدمها، أو حتى ما يتم التمهيد له في الحلقات الأولى. أما بالنسبة للأخطاء التقنية، فظهرت في عدة مسلسلات أخطاء وعيوب في الصوت والتصوير والإضاءة بل وحتى في الراكور. وهذا يحدث في الغالب بسبب إجهاد العاملين في مواقع التصوير نسبة لعملهم لساعات طويلة جدا تصل ﻷكثر من 14 ساعة متواصلة، ولا وقت لإعادة تصوير المشاهد أو أيجاد حلول للمشكلة.

كما يظهر الإجهاد بصورة أوضح على الممثلين لأنهم من يظهرون على الشاشة، خاصة كبار السن منهم.

وهذا الأمر استمر حدوثه لسنوات دون حدوث أي تغيير أو تطوير في الصناعة بالرغم من انتباه المشاهدين والنقاد لهذه المشاكل، ومطالبتهم لتلافي هذه الأمور ﻷن المشاهد أصبح أكثر ذكاءً، وإلماما بالجوانب الفنية والتقنية ويصل الأمر أحيانا إلى حد السخرية من هذه العيوب والمشاكل بصورة لاذعة على صفحات "السوشيال ميديا" ولكن لا حياة لمن تنادي! وحتى الآن، بدأ شهر رمضان 2023 وما زالت الكثير من المسلسلات قيد التصوير وقيد الكتابة، وأعمال أخرى تم تأجيل عرضها وخرجت من السباق الرمضاني بسبب عدم اكتمالها أو حدثت مشاكل أثناء تصويرها ولم يجد منتجيها أو مخرجيها أي حلول تسعف هذه الأعمال ونذكر منها على سبيل المثال:الحشاشين، 11 سبتمبر،آخر الزمن، بيت السيدة، محارب، الجبل. لذا يبدو واضحا وجليا أن عرض مسلسل تأخير تصوير المسلسلات ما زال مستمرا، وصناع هذه الأعمال والقائمين على الصناعة لم يدركوا حتى الآن أن هذا الأمر يمثل مشكلة خطيرة على الدراما المصرية ويهدد ريادتها الإقليمية على مستوى الوطن العربي. ففي الأونة اﻷخيرة، دخلت في الساحة عدة دول كانت تعاني من مشاكل عويصة في صناعة الدراما، مثل: لبنان، العراق، اليمن، المغرب، الجزائر، تونس، وسوريا التي عادت مجددا بعد فترة سُبات استمر لفترة قصيرة، بالرغم من وجود مشاكل سياسية واقتصادية وعدم استقرار أمني في تلك البلدان، ناهيك عن دول أخرى تمتلك كافة المقومات الممتازة لصنع أعمال ممتازة أيضا - مثل، السعودية، الكويت، البحرين، قطر وتركيا- تسير بخطى ثابتة وسوف تصعد بسرعة الصاروخ.

وصلات



تعليقات