The Covenant: عنوان واضح للصداقة

  • نقد
  • 09:00 مساءً - 11 مايو 2023
  • 5 صور



بعد عدة أفلام عظيمة مثل: RocknRolla، Sherlock Holmes، وKing Arthur: Legend of the Sword، وThe Gentlemen، قدم لنا المخرج جاي ريتشي، فيلمه الجديد The Covenant، والذي يحكي قصة واقعية تدور حول الرقيب جون كينلي (جيك جيلنهال) الذي يقود قوة عسكرية في مهمة للبحث عن أسلحة وقنابل مخبأة من قبل طالبان، ومع قتل مترجمه في إحدى المهمات الأخيرة، واتخاذ المتطوع أحمد (دار سالم) كمترجم له، إذا بكينلي يتعرض لإصابة بالغة تهدد حياته، فيتلقى المساعدة من قبل أحمد، الذي يسعى لنقله إلى بر الأمان، ولكن تتعقد الأمور عندما يجد أحمد نفسه على قائمة المطلوبين من قبل طالبان.

الفيلم يبدأ بتعريف حبكته الأساسية في أول مشهد حيث يقع إنفجار كبير لشاحنة أثناء الحرب في أفغانستان، حيث تدور معظم القصة في هذه المنطقة، ومع استخدام عنوان صريح مثل العهد/ The Covenant، يصف ما يحدث بين رجلين بينهما عهد فعلي، فيتعلمان الثقة ببعضهما البعض، والمخاطرة بحياتهما حتى ينجو كلاهما، بالإضافة إلى بعض الأفكار الموضوعية المستخدمة لاحقًا في الفيلم، وهو ما اعتبره دراما تقليدية نوعا ما، حيث هناك الكثير من أفلام الحرب في أفغانستان، على مدار العقود السابقة التي تظهر البطولة بطريقة مجيدة للغاية، وتقدم قصص تحمل نفس المعنى، بالإضافة إلى بداية طويلة دامت تقريبا ما يقرب من 40 دقيقة لوضع الأساس لما سيأتي بعد ذلك، مع مشاهد متكررة لهروب كينلي وأحمد من طالبان، والتي أرى أنه من الممكن اختصارها في عشر دقائق على الأكثر

ولكن ما يقدم إنجازا حقيقا، ويجعل الفيلم ذو مكانة ليست بقليلة تقديم النصف الثاني من الفيلم بهذا الشكل؛ حيث يُشار من خلال بعد المشاهد إلى البيروقراطية المعقدة في نظام الولايات المتحدة، وكيف خلق صراع كبيرا بين جون ونفسه لاحقًا، وإحداث نقطة نزاع كبيرة عن الوعود التي تقدم والتحنيث بها، وكيف يمكن لحكومات مثل أمريكا بجلالتها التخلي عن حلفائها السابقون بمجرد أن يصبحوا عديمي الجدوى وعلى المحك.

أيضا إعداد جاي ريتشي لبعض المشاهد القوية حقًا، وبشكل مثير ومختلفة عن أفلام الحرب بشكل عام، والتي اعتمدت بطريقة مباشرة على الإشارة إلى أهمية الأسرة، ومدى إلحاح الحياة الأسرية لكل من هؤلاء الرجال، على قرارتهم، فنراهم يتقاتلون بكل ما أوتو من قوة للحفاظ على عوائلهم، على الرغم من كونهم شخصيات ليست برئيسية في الفيلم، وكذلك التأكيد على أنها لم تكن حرب بأفغانستان فقط، ومجرد تبادل لإطلاق النار بين أمريكا وطالبان، وإنما هي حرب نفسية أكثر للأفراد الذين شاركوا فيها. وهنا نلاحظ خروج ريتشي في هذا الفيلم عن منطقتة المؤلفة الخاصة به، والتي قدمها في أكثر من عمل فني سابق، حيث مشاهد الحركة البسيطة، والشخصيات بحوار أنيق ذكي مثل حوارات Operation Fortune: Ruse de guerre، ومؤخرا في فيلم الإثارة والأكشن Operation Fortune: Ruse de guerre؛ وبعيدا عن الحبكة الفرعية مع عشرات الشخصيات التي تكون قصصها مليئة بالمكائد والمفاجآت، ليخوض قصة حرب واقعية وجريئة حول الولاء والشجاعة مركزا على شخصتين فقط بشكل درامي واعي. كما يزيد التصوير السينمائي للمصور إد ويلد، وكذلك الموسيقى التصويرية لـكريستوفر بينستيد خلق إحساسا قويا وشبيها بالدراما الوثائقية.


أما بالنسبة للإداء التمثيلي فيتمتع (سالم)، و(جيلنهال) بكيمياء قوية في مشاهدهما المشتركة، مع تقديم كل منهما لأداء قوي ﻷدوارهما، وتضخيم التفاعلات العاطفية بين الشخصيتين، وخاصة سالم الذي أظهر من خلال شخصيته العديد من المعاني النبيلة لرجل عادي تدفعه أخلاقه لحمل جون في عربة خشبية، عبر الغابات والجبال الوعرة والمناطق المؤججة بطالبان، بالرغم من معرفته بما سيحل عليه وعلى أسرته من تنفيذ عهده هذا

أيضا جلينهال الذي قدم أحد أفضل عروضه في شخصية جون كينلي، حيث رجل يثق بمترجمه الجديد ويقرر رد الجميل مهما كلفه الأمر، فهو ممتاز كالعادة وتمثيله طبيعي بدون أي تأثيرات خارجية.

ما يجب ذكره أن الفيلم لم يحقق الإيرادات المرجوة، ففي ظل ميزانية بلغت 55 مليون دولار أمريكي، حقق الفيلم بافتتاحية بأمريكا وكندا حوالي 6 مليون دولار، بالإضافة إلى أرباح عالمية تخطت الـ 15 مليون دولار بقليل.

بالنهاية يعد فيلم The Covenant، من أكثر الأفلام إثارة والتي تم إنتاجها حول الحروب مؤخرا، والتي تركز بشكل مباشر على العناصر البشرية العميقة، بدون المبالغة في العنف البصري.


وصلات



تعليقات