بعد فشل جمال في الدراسة يقرر العمل مطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، ويحاول شقيقه الكيميائي صلاح إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش صُنعت في المعمل من مواد عطارة غير ضارة...اقرأ المزيد وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش، وتنال التركيبة إعجاب أحد تجار المخدرات، ويسقط صلاح أمام إغواء المال الذي يتوالى عليه بسبب تركيبته.
بعد فشل جمال في الدراسة يقرر العمل مطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، ويحاول شقيقه الكيميائي صلاح إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش صُنعت في المعمل من مواد...اقرأ المزيد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش، وتنال التركيبة إعجاب أحد تجار المخدرات، ويسقط صلاح أمام إغواء المال الذي يتوالى عليه بسبب تركيبته.
المزيدشقيقان من أسرة محافظة لأب تربوي. نجح الشقيق الأكبر صلاح أبو العزم (يحيى الفخراني) في حياته العلمية والعملية حيث تخرج في كلية العلوم قسم الكيمياء وعمل بإحدى الشركات الحكومية بعد...اقرأ المزيد حصوله على درجة الدكتوراه. يعيش حياة هادئة مع زوجته رجاء (نورا) وابنه الوحيد كوكي (كريم أبو زيد) برغم ظروف المعيشة القاسية وراتبه الحكومي الذي يقضي احتياجاته الشهرية بصعوبة بالغة لكنه قانع بما قسمه الله له. أما الشقيق الآخر جمال أبو العزم (محمود عبدالعزيز) فشل في حياته العلمية بعد أن تم فصله من كلية الحقوق فلم يجد غير طريق الضياع مع الموسيقيين والأفراح الشعبية وتجار المخدرات وأصبح مدمن للحشيش الذي لا يفارقه أينما ذهب. حزن الأخ الأكبر على حال شقيقه الأصغر بعدما وجده عبداً للكيف. يصنع صلاح لجمال توليفة من الحنة ومواد العطارة والزيوت العطرية والروائح الكيماوية تشبه الحشيش تماماً في اللون والملمس والخامة والرائحة لكنها تخلو تماما من المخدرات وأعطاها لشقيقه فخدع فيها وتناولها هو وأصحابه على أنها قطعة حشيش أصلية. وبعدها بيوم فاجئه شقيقه الأكبر بأن ما شربه بالأمس ليس بالحشيش وإنما توليفة عطارة خالية تماماً من المخدرات وحاول إقناعه أن الكيف ما هو إلا وهم يحققه ضباب الدخان وضجيج المجلس. يحاول جمال استغلال عبقرية أخيه وأقنعه أنه سيحاول الامتناع عن المخدرات الحقيقية بشرط أن يصنع له قطعة كبيرة يفرقها على أصحابه ويشرب منها ليبتعد تدريجيا عن المخدرات الحقيقة. وافق الأخ الأكبر وصنع له قطعة كبيرة لهذا الغرض البريء. لكن جمال استغل أحد تجار المخدرات عبده الكرف (محيي الدين عبدالمحسن) ليبيع له هذه القطعة لأحد التجار على أنها مخدرات حقيقية ووعده أن هناك كمية أكبر سيتعاملون بها مستقبلا. وبالفعل وصلت القطعة لأكبر تجار المخدرات سليم البهظ (جميل راتب) عرف من النظرة الأولى إنها ليست مخدرات ولكنه أعجب بعبقرية صانعها خاصة إنه لن يجد صعوبة في تحويلها لمخدرات بطحن كمية من حبوب الهلوسة وخلطها مع الخلطة البريئة لصلاح أبو العزم. بعدها أقنع جمال شقيقه صلاح ببيع هذه الخلطة لتجار المخدرات لأنها غير ضارة بصحة من يتعاطاها من البشر وبالتالي فهي خدمة قومية جليلة تحمي الناس من أضرار المخدارت لاعتقادهم أنهم يشربون مخدرات حقيقية وإنما في حقيقة الأمر هي خلطة غير ضارة من صنع الكيميائي صلاح أبو العزم. مرت الأيام وحقق الشقيقان مبالغ كبيرة من توزيع هذه الخلطة فأوهم صلاح زوجته أن دخله الزائد بسبب عمله بإحدى الشركات بعد الظهر بينما استثمر جمال ماله في تسجيل شريط كاسيت يحتوي على كلمات وأغاني هابطة. إلى أن اكتشف الكيميائي صلاح عن طريق الصدفة أن خلطته مضاف إليها حبوب الهلوسة وأن أضرارها أبشع بكثير من أضرار تناول الحشيش الحقيقي. فامتنع عن صناعة المزيد من خلطته وطالب شقيقه بسحب الكمية المطروحة في الأسواق قبل أن يموت الآلاف من البشر بسببها. وبالطبع فشل الأخ الأصغر جمال في ذلك. في الوقت الذي طلب التاجر الكبير من جمال تجهيز طن من الخلطة بعد أن أعلمه بأنه عرف حقيقة الأمر وأنه كان يشتري حنة وليس حشيش. ذهب جمال إلى أخيه يطالبه بتجهيز الطن بسرعة خوفاً من بطش التاجر الكبير فرفض الأخ. فاضطر التاجر إلى خطف جمال أبو العزم وتعذيبه لكي يرشده على من يصنع هذه التركيبة السحرية. لم يتحمل جمال التعذيب وأرشدهم على عنوان شقيقه. فأحضروه ولم يلب طلب التاجر بل أهانه وبصق في وجهه مما دفع التاجر إلى الانتقام منه وجعله أسيراً له بعد أن حقنه بالمخدرات وحبسه. فأصبح صلاح بعدها حمل وديع يصنع له ما يريد. تحول صلاح أبو العزم الكيميائي المحترم ذو المبادئ والأخلاق الحميدة إلى مدمن مخدرات هو الآخر ولكن رغماً عنه. في الوقت الذي تاب فيه شقيقه جمال عن الغناء الهابط والمخدرات تماماً بعد ما شاهده من ذل له ولشقيقه. فتبدلت المواقع وعاد الفيلم لنقطة البداية. فبدلاً من أن ينقذ صلاح شقيقه من أضرار المخدرات أصبح هو مدمن بغير رغبته بينما امتنع شقيقه عن الإدمان برغبته وليس بإلحاح شقيقه الأكبر الذي خسر كل شئ كصحته وبيته وعمله.
المزيديستحق الكاتب محمود أبو زيد لقب مدرسة السيناريو والحوار عن فيلم (الكيف)، الذي تناول فيه بحرفية عالية العلاقة بين الغناء الهابط والمخدرات اللذان يغيبان العقل، ويؤديان إلى نفس النهاية. بعد أن فشل جمال (محمود عبد العزيز) في دراسة الحقوق، وجد ضالته في الغناء بالأفراح الشعبية التي قادته إلى قاع الوسط الفني حيث يوجد متسع للمُدعين ومدمني المخدرات، فيسقط في ذلك المستنقع مستدرجا معه أخيه الكيمائي صلاح (يحيى الفخراني)، الذي حاول إنقاذ أخيه من براثن الإدمان بعدما صنع له خلطة شبيهة بالحشيش ولكنها دون مخدر...اقرأ المزيد ليثبت وهمية الكيف، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وتقع الخلطة ف يد من لايرحم وهو سليم البهظ (جميل راتب) أحد أكبر تجار المخدرات في مصر، الذي لا يتورع عن تعذيب جمال أو مزاجنجي وتحويل أخيه الكيمائي إلى مدمن في سبيل الحصول على سر خلطة الكيف، التي برع الكاتب محمود أبو زيد في تركيبها عندما رسم شخصيات العمل بعناية ، وأصاب في انتقاء الاسم المعبر عن كل شخصية، ويبدو أن الكيميا لعبت دورها بالفعل في إنجاح العمل حيث بدى التفاهم والتكامل واضحا بين الكاتب والمخرج علي عبد الخالق، الذي أحسن اختيار فريق الممثلين ابتداء من الأبطال للمساعدين وانتهاء بالكومبارس واختيار أماكن التصوير بعناية، وحتى الموسيقى التصويرية أبدع فيها الموسيقار حسن أبو السعود الذي لحن ايضا أغاني الفيلم التي كتبها المؤلف بعناية فصارت جزءا من نسيج الفيلم المحكم، الذي يتناول قضية من القضايا الهامة التي لم ولن تنتهي، ولذا سيظل فيلم الكيف أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.