مجموعة من الشباب منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم المتحرر ومنهم المتدين، وجميعهم يعيشون حياة مليئة بالاضطراب، والتأرجح ما بين إتخاذ قرار وتنفيذه ثم إلغاؤه بسرعة البرق، ويحاول هؤلاء الشباب تحقيق أحلامهم...اقرأ المزيد لكن يعوقهم التردد وأشياء أخرى كثيرة.
مجموعة من الشباب منهم الغني ومنهم الفقير ومنهم المتحرر ومنهم المتدين، وجميعهم يعيشون حياة مليئة بالاضطراب، والتأرجح ما بين إتخاذ قرار وتنفيذه ثم إلغاؤه بسرعة البرق، ويحاول هؤلاء...اقرأ المزيد الشباب تحقيق أحلامهم لكن يعوقهم التردد وأشياء أخرى كثيرة.
المزيدتعبيرا عن مشاكل وحياة الشباب المراهق، ركز الفيلم على ثلاث عناصر من الشباب فى المرحلة الجامعية، وهم يمثلون الطبقات الاجتماعية الثلاث، فالأول أحمد حسن (عمرو عابد) الشاب الطائش...اقرأ المزيد المتهور، المتذبذب بين دراسته والإهتمام بإتمامها، وبين مايراه من حالة أخيه الأكبر عبدالرحمن، الذى تخرج وأدى الخدمة العسكرية ومازال يبحث عن عمل، ومازال يأخذ مصروفه من والده مثله تماما، أما والده الموظف حسن (خليل مرسى) فهو حريص على مراقبته حتى لايتأخر بعد منتصف الليل، ويدعوه دائما لإستذكار دروسه، حتى لايرسب مرة اخرى، دون أن تكون بينهما لغة مشتركة، أو حد أدنى من التفاهم، فأحمد دائم الكذب، لذلك لايصدقه والده أبدا، ووالدته (لمياء الأمير) المتعاطفة معه ضد شدة والده، والسلبية فى نفس الوقت، واحمد على علاقة عاطفية مع طالبة الطب مى (صفا تاج الدين)، التى تعلم بكل مشاكل وعيوب أحمد، وتحاول بذل الجهد لإصلاح عيوبه ونصحه، لأنها تشعر بأنها مسئولة عنه، وهو إحساس ينتابها لتكون مسؤولة عن شخص ما، وليس هو المسئول عنها، وكأن إحساس الأمومة يتحرك بداخلها، والثانى عمرو (كريم قاسم) من الطبقة المتوسطة، ويعيش مع والدته (سلوى محمد على) المغلوبة على أمرها، وأخته الأصغر (علياء عساف)، بعد ان تركهم والده وتزوج بأخرى، وأصبحت صلته بهم، هى إمدادهم بالمال، وعمرو بكلية الهندسة، بناء على رغبة والده، أما هو فأحلامه الإلتحاق بكلية الإعلام، رغم أن امكانياته لا تؤهله للعمل الصحفى، ويتمرد عمرو ويقرر تحويل أوراقه من الهندسة الى الاعلام، فى بداية العام الدراسى الجديد، ويساعده خاله للإلتحاق بأحد الصحف، مستغلا نفوذه، ليجد عمرو نفسه عالة على الصحيفة بلا عمل، ويقضى عمرو وقته مع أصدقاءه بتدخين المخدرات وممارسة الجنس مع العاهرات، ولعب الكرة بالنادى، والمكوث أمام التليفزيون والكمبيوتر، والثالث حازم (احمد حاتم) وهو من الطبقة الثرية، فوالده (طارق التلمسانى) المشغول دائما بالمستشفى والعيادة، ووالدته (نهال الشريف) سيدة مجتمع، ويمتلك حازم سيارة فخمة، ودائما معه نقود ومفاتيح شقة أخرى، تمتلكها الاسرة يستخدمها مع أصدقاءه لإستضافة العاهرات، وحازم على علاقة عاطفية مع منة بدر (راندا البحيرى) زميلته فى كلية التجارة، وهو لايدرى إن كان يحبها أم يقضى وقتا معها، وهى الاخرى طائشة ومترددة وتأخذ القرار سريعا، وتتخلى عنه أسرع، لاتعرف ماذا تريد بالضبط، فهى تريد تجربة التدخين، وتسمع درسا دينيا، فتقرر ارتداء الحجاب، وتطلب من حازم تحديد العلاقة بينهما، فإما الخطبة أو القطيعة، ولكنها فى اليوم التالى تشعر بحرارة الجو، فتخلع الحجاب لتحتفل مع أصدقاءها بعيد ميلادها، وتشاهد أفلاما جنسية، وتسجلها على الموبايل، وتكون غلطة عمرها عندما يفض حازم بكارتها فى سيارته، ويتخلى عنها بدعوى انه لايتزوج من أخطأ معها قبل الزواج، وتضطر منه للبوح بسرها لشقيقتها (ياسمين اسماعيل)، التى تبلغ والدها بدر (محمد ابو داود) والذى يلجأ للشرطة، فيتم الصلح ويتزوج حازم من منة فى قسم الدقى، ولكن حازم يشعر بأنه غرر به وأن منة إجبرته على الزواج فيطلقها، ويتقدم لمنة عريس (حسام الحسينى) فيندم حازم ويشعر بحبه لمنة، ولكنها إنصرفت عنه بعريسها الجديد. يضبط أحمد وهو يدخن البانجو فى الطريق مع صديقه شادى (كريم شيرين)، ويقبض عليهم ويحتجزون فى القسم، ولكن اللواء احمد سعيد (عادل برهان) خال شادى يخرجهم من الحجز، ويقوم والد احمد بطرده من المنزل، ليستعير مفتاح شقة حازم، ليحل مشكلة الإقامة، ويبحث عن عمل فلا يجد، لعدم إمتلاكه أية مؤهلات لأى عمل، سواء إجادة لغة أو كمبيوتر، أو أى مهارة أخرى، فيضطر لمصالحة والده ليعود للمنزل خانعا، وتعلم مى بتدخينه للمخدرات، فتقطع علاقتها به. ويجتمع الأصدقاء الثلاث احمد وحازم وعمرو ومعهم الصديق الرابع طارق (احمد الحداد)، ويستغلون سيارة حازم فى إصطحاب عاهرتين، وينزل طارق من السيارة لإحضار الخمور اللازمة للسهرة، لتصدمه سيارة ليلقى مصرعه، ليصدم الأصدقاء الثلاث، وأمام جلال الموت، يقلعون عن كل مايغضب الله، من خمور ونساء، ويرتادون المساجد للصلاة، ويستمعون للدروس الدينية بالتليفزيون، حتى اصابهم الملل، وأرادوا التخفيف، فعادوا للتدخين واللهو، وركبوا العجلة الدوارة بالملاهي، والتى توقفت بهم وهم فى الأعلى، ولم يستمع أحد لإستغاثتهم. (أوقات فراغ)
المزيد"هى دى مصر يا عبلة" لا اعرف لماذا ترددت هذه الكلمة فى راسى بعد ان شاهدت فيلم اوقات فراغ ؟ هل لانه يحكى قصة الشاب المصرى الضائع الذى لا حلم له الا المتعة الوقتية والهروب من الواقع بالجنس والمخدرات !! ام لان احداث الفيلم هى نتاج طبيعى لحالة الطيش ، الحرية الزائفة ،التهور، الضياع، التذبذب ، التمرد، الفراغ التى نمر بها ؟! هذا الفيلم هو نتاج مصغر لحقبة زمنية يمر بها الشباب المصرى الان . فالفيلم يعكس حياتهم ويجسد مشاكلهم وأحاسيسهم والواقع أنك ستجد جميع شخصيات الفيلم فى حياتك، ما بين أصدقاء وجيران...اقرأ المزيد وزملاء أو حتى قد تجد نفسك فى شخصية من تلك الشخصيات . فالفيلم ركز على رسم الشخصيات بشكل كبير فظهرت عميقة وتعايشنا معها بشكل كبير ولهذا استحق هذا الفيلم لكى يكون للشباب فقط . ولكن مهلا فلماذا لا يكون هذا الفيلم للكبار ايضا ؟ فالفيلم جاء ليجسد العلاقة بين الابن المتهور الطائش (أحمد ) والاب المتزمت المتحجر المبتعد عن الواقع والصدام الحادث بينهما لنقص التفاهم وافتقار الحوار بينهما . وجاء هذا الفيلم ليجسد بطلين لم يظهرا أو يقوما بدورهما احد وكان ذكرهم فى مشهد واحد فى جملة واحدة من الفيلم ولكن كانا الدعامة الاساسية التى أججت نيران الاحباط وعدم الانتماء لهذا الوطن . البطل الاول هو (عبد الله) شقيق (احمد) الذى تخرج من الكلية وامضى الخدمة العسكرية وهومطيع لوالده ورغم ذلك فهو عاطل يبحث عن عمل ومعتمد على والده كليا وجزئيا . الامر الذى دفع (احمد) ليؤكد وجهة نظره فى الحياة من تجربة شقيقه . وتكمن أهمية هذا البطل ليمثل شبح البطالة فى مصر ولاحظوا التشابه بين البطل والبطالة كما لو كانوا وجهان لعملة واحدة . اما البطل الاخر الذى كان دوره محوريا رغم انه الحديث جاء عنه فى مشهد واحد من الفيلم وهذا البطل هو (الوساطة ) التى جعلت (حازم) يلتحق بجريدة رغم انه لم لا يمتلك الامكانيات او الاستعداد لذلك بل ولم يكن حتى التحق بكلية الاعلام ولكن دعونى اسميها (الوساطة الحميدة ) والسبب فى تسميتها بذلك ان (حازم) شاب يعشق الاعلام وحاول الوصول لحلمه اما غيره فانه لا يعشق شيئ او حتى ان يكون حلمه الالتحاق بعمل ولكن (الوساطة الخبيثة) التى دفعته الى هذا العمل . جاء التمثيل ليكون من ابرز ايجابيات هذا الفيلم فالقائمين عليه تشعر من اول وهلة انهم جاءوا بلا رتوش الماكير او بهرجة السينما فالتلقائية كانت المحرك الرئيسى للفيلم سواء فى تلقائية التمثيل او استرسال الحوار او حتى تتابع الاحداث الطبيعية التى تراها يوميا . وخلال الفيلم يتنقل هؤلاء الشباب بين التردد والتذبذب ولك ان تلمسه من شخصية (عمرو) الذى يقع مع منة فى هوى الرزيلة ثم يتراجع بنذالة وخسة وبمجرد ان يعرف انها ستتزوج يرجع اليه الحنين اليها والغيرة من عريسها أوشخصية منة التى تقوم بارتداء الحجاب ثم تخلعه وتعاود ارتداؤه او انصراف الشباب الى التدين الشديد بعد وفاة صديقهم ثم رجوعهم مرة اخرى إلى المخدرات والجنس، وهم فى هذا التذبذب يعكسون حالة الاضطراب التى يعيشونها ويعيشها معظم الشباب . لكن يعاب على الفيلم هو محاولة كاتبى الفيلم ( وهم شباب ويعد هذا الفيلم هو بدايتهم فى عالم السينما ) تناول كافة المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى المخدرات ، البطالة ، الجنس ، الوساطة ، الزواج العرفى ، علاقة الاباء بالابناء ، فقد الانتماء ووضعهم فى فيلم واحد لكن الجدير بالذكر ان هذا الفيلم لم ياتى لكى يحل مشكلة ولكن ليلقى الضوء عليها والباقى على ....... الكبار!!! هذا الفيلم هو قصة حياة معظم الشباب المصرى والعربى ولهذا استحق كـى يكون أفضل فيلم مصري لعام 2006 باستفتاء جمعية النقاد المصريين .
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
انزل للواقع لتصنع فيلما جيدا !! | مصطفى جمال اسماعيل | 2/2 | 21 مايو 2011 |