بعد وفاة زوجها تتحمل منى (فاتن حمامة) مسئولية تربية أبنائها الستة بجانب عملها في وزارة التربية والتعليم، ومع نمو الأولاد تزداد مشاكلهم، وتزداد معها أعباء والدتهم في التربية، خاصًة مع وصول أغلبهم لسن...اقرأ المزيد المراهقة، فتتوتر العلاقة بينها وبينهم، وفي نفس التوقيت، تقع (منى) على نحو تدريجي في قصة حب مع رجل الأعمال أحمد رأفت (أحمد مظهر)، لكنها لا تستسلم لمشاعرها بسهولة بسبب حيرتها بين تفرغها لأبنائها، وتفكيرها في مستقبلها مع (أحمد).
بعد وفاة زوجها تتحمل منى (فاتن حمامة) مسئولية تربية أبنائها الستة بجانب عملها في وزارة التربية والتعليم، ومع نمو الأولاد تزداد مشاكلهم، وتزداد معها أعباء والدتهم في التربية، خاصًة...اقرأ المزيد مع وصول أغلبهم لسن المراهقة، فتتوتر العلاقة بينها وبينهم، وفي نفس التوقيت، تقع (منى) على نحو تدريجي في قصة حب مع رجل الأعمال أحمد رأفت (أحمد مظهر)، لكنها لا تستسلم لمشاعرها بسهولة بسبب حيرتها بين تفرغها لأبنائها، وتفكيرها في مستقبلها مع (أحمد).
المزيدمنى حمدى (فاتن حمامه) من أسرة ثرية، تزوجت بالعقل والقلب من محمد (على جوهر)، الذى كان يفتقد العائلة الكبيرة، فتاق لعائلة مكونة من عشرون إبناً، جميعهم على حرف الميم، ليكون إمبراطورية...اقرأ المزيد ميم، ولكنه مات بعد الإبن السادس، ليترك لزوجته منى، المسئولة بوزارة التربية والتعليم، مسئولية رعاية أبناءها الستة، حيث يقطنون فى فيللا كبيرة تحيطها حديقة أكبر، بارقى مناطق القاهرة، حي الزمالك، فجمعت أبناءها الصغار، وأخبرتهم أنه لم يتغير شيئ بفقدهم والدهم، فالعقل الذى كان يفكر به، مزال فى راسها، والقلب الذى كان يحبهم به، مازال فى صدرها. ولأن منى مازالت فى مقتبل العمر، فعندما تعرفت على رجل الأعمال الرحال أحمد رأفت (أحمد مظهر)، نما الحب فى قلبيهما، وإستمرا فى المواعدة واللقاء، كلما جاء للقاهرة، وهى تفكر فى عرضه للزواج منذ عشر سنوات، بسبب إنشغالها بعملها كمسئولة كبيرة بوزارة التربية والتعليم، وإنشغالها الأكبر بمشاكل أبناءها، بعد زيادة أعمارهم، ودخولهم فى مراحل المراهقة والتمرد، ومحاولة الاستقلالية، مع فهمهم الخاطئ للحرية. الإبن الأكبر مصطفى (سيف ابو النجا) الطالب بكلية الحقوق، الذى يتزعم إخوته، ويعتبر أمه هى الديكتاتورية الرأسمالية المتحكمة فى الأسرة، ويتزعم ثورة سلمية وإنقلاب على نظام الحكم بالمنزل والكلية، ومديحة (حياة قنديل) الطالبة بالفنون الجميلة، تحاول إذابة الفوارق بين الجنسين، لافرق بين ولد وبنت كلاهما انسان، وتتصرف وترتدى ملابس الأولاد، ولها زميل دراسة، تعتبره صاحب، ومها (ليلى حمادة) الطالبة بالثانوية العامة، وتمثل الجانب الرومانسى بالمنزل، بقراءاتها، وعلاقتها العاطفية بزميل دراستها نبيل، ولامانع من زيارته فى منزله، وتبادل القبلات، وعندما تعلم الأم، تضربها على تصرفها الأحمق، وتدعوها لمقابلة زميلها فى الفيللا أمام أعينها وأعين باقى إخوتها، مما يثير غيرة أخيها محمود (أحمد نجيب) الطالب بثانية ثانوى، والذى يمثل الرجعية المحافظة على التقاليد، رغم أنه عازف جيتار ، ويتزعم فرقة موسيقية من زملاءه الشباب من الجنسين، ويأتى الإبن الخامس مدحت (هشام سليم) الطالب بأولى ثانوى، وهو فى بداية مرحلة المراهقة، وبلا هوايات تشغله، ولايكفيه مصروفه لشراء السجائر، فيسرقها من العلبة الخاصة بأمه منى، كما ينفعل جنسياً ويقبل شغالة صديقه على، فى الاسانسير، ويتم ضبطه، أما الإبن الأصغر ممدوح (أسامه أبوالفتوح) بمرحلة القبول الإعدادي، فهو يلعب كرة القدم بعشق، ومازال لا يفهم شيئاً من حقائق الحياة، فهو مازال فى مرحلة الطفولة المبكرة. تعانى منى من مشاكل الوزارة المتزايدة، ومشاكل أبناءها بالمنزل وخارجه، وتنشغل بحبها لرجل الأعمال المهندس أحمد، الذى يلح عليها فى طلب الزواج، وعدم إهمالها لحقوقها كإنسانه، وتستطلع أراء أبناءها فى أمر زواجها، فتحصل على موافقتهم، الأقرب الى الرفض، ومابين الحرية الخاطئة، التى يفهمها الأولاد، فى حرية شرب السجائر أو التأخر خارج المنزل، أو إقامة علاقات مع الجنس الآخر، أو حرية قراءة ماعن لهم من كتب سواء عن الحب أو الجنس، وبين رفض الأم لمعظم رغبات الابناء، يقترح مصطفى، إقامة انتخابات لإعادة هيكلة مجلس إدارة للمنزل، يتم بالانتخاب، ويرحب الجميع ويلحون، وترضخ الأم، ويترشح مصطفى مقابل أمه منى، التى لم تأخذ الأمر بمحمل الجد. وفى فترة الدعاية الإنتخابية، تتحول الفيللا الى ميدان دعائى، مغطى باللافتات المؤيدة لمصطفى نصير الموسيقى والقراءات الحرة ولعبة كرة القدم، وفى يوم الإنتخاب، يقام حفل بحديقة الفيللا، يدعي له كل الأصدقاء، لمشاهدة التجربة، وتقوم البنات بدعوة المهندس أحمد رأفت، ويحيي محمود وفرقته الحفل، ويشارك فيه العاملون بالفيللا، ممثلين للطبقة الكادحة، ولهم حق الإنتخاب، وتضع الأم منى عينيها فى وسط رأسها، لملاحظة تصرفات أبناءها الطائشة، فمدحت يتناول البيرة ويفقد وعيه، وتحمله مع إبنتها مديحة لداخل الفيللا، ومها تراقص صديقها، وتقترب منه لحد العناق، وتطلب منى من إبنها محمود عزف موسيقى سريعة، حتى تتباعد الاجساد، ومديحة تصدم فى صديقها الذى رفض والده زواجهما، ويعلنها أنه لا يستطيع الإعتماد على نفسه، بمرتبه الضئيل بعد التخرج، فتقطع علاقتها به، لعدم قدرته على تحمل المسئولية، وتحاول منى تهدئتها، وتطلب منها الإستفادة من التجربة، حتى مصطفى الكبير العاقل، تصرف بطيش وأحضر بيرة فى الحفل، ومحمود مشغول فى الباند الموسيقى، والصغير ممدوح ملتصق بأمه، وهى تجالس المهندس أحمد. وتجرى العملية الإنتخابية، وتكون كل الأصوات لماما، حتى صوت مصطفى كان لأمه، إعترافاً بجميلها وتحملها للمسئولية وحدها، وهنا لا يجد المهندس أحمد مكاناً له وسط هذه الإمبراطورية، فيقرر المغادرة والسفر للخارج، ولكنه لم يفقد الأمل فى موافقة حبيبته منى. (إمبراطورية "م")
المزيدمصريّ، ملوّن، غير مألوف، يعود لفترة السبعينيات، يلي الزمن الجميل ويتممه. وجد في تلك الحقبة الزمنية التي تلت الدمار، وقت ما كان العالم يتجه إلى الفن والثقافة والحب كال(هيبيز) عوضًا عن الحرب والقتل كالسياسيين، كما حدث في مصر أيضًا، الحقبة التي تغيرت فيها العقليات والتعامل مع الأمر الواقع بنظام جديد ومستجد عن قبل؛ فهو التغيير الفكري من الناصري إلى "إمبراطورية م". الفيلم الفريد من نوعه الذي أنتج عام "1972"، وألف من قبل كاتب الحب والحرية إحسان عبد القدوس معاونًا من قبل أبو السرد العربي نجيب محفوظ،...اقرأ المزيد ومن إخراج حسين كمال، وبالطبع ممثلًا مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وفارس السينما المصرية أحمد مظهر وأولاد شكل نقطة البداية لمسيرتهم الفنية منه. فهو يحكي عن أرملة، تعمل في وزارة التربية والتعليم كمسؤولة هناك، لها ستة أولاد من مختلف الأعمار بدءًا من شاب يدرس في كلية الحقوق إلى طفل يتعلم الأبجدية في الإبتدائية، مات زوجها وهي صغيرة في العمر ووكلها مسؤولية الأولاد. ومع مرور الزمن وبلوغ أغلب الأولاد سن المراهقة، تواجه الأم منى مرحلة التمرد منهم ومطالبتهم بالحرية التامة التي تجردها من دور الأم في منظور المجتمع العربي. وفي الوقت نفسه، يتقدم لمنى صديق قديم ليتزوجها لكنها تخشى الزواج منه قلقًا على أولادها. قد ذكر بالفيلم العديد من القضايا التي تشغل الجمهور العربي عامةً والمصري بالأخص. وبشكل مميز ظهرت الشخصيات ممثلة كل قضية كما قال الممثل سيف أبوالنجا (مصطفى): ‘إن فيلم إمبراطورية م ليس اجتماعيًا فحسب كما يظن الكثيرون، بل سياسي قومي بالأساس، حيث ترمز الأم إلى مصر، وأبنائها باختلاف أعمارهم للدول العربية، وتضحيتها في سبيل استقرارهم‘. لكن هنا تناقش وجهة نظر أخرى عن ما قاله أبو النجا، فإن منى الأم التي لعبت دور الرئيسة الدكتاتورية الرأسمالية، التي تتحكم بقوانين وأموال الأولاد في البيت، مما جعلها مصدرا للثورة والإنقلاب على طريقة الحكم من قبل الأولاد، فكان الأكبر مصطفى، رمزًا للقضايا الاجتماعية التي تمثل الشعب بأكمله، بقضية التحرر الفكري والثورة السلمية باستخدام الديمقراطية، مثل دور التعليم في الدولة تمامًا. أو مديحة التي كانت تتصرف مقلدةً "الرجالة" كما وصفتها الأم منى إما بملابسها أو باستخدام الغليون (الـپايپ أو الpipe) ، فهنا اعتبرت مديحة أنها كسرت العرف بين الجنسين أو بكلمات أخرى مفهوم القضايا الجندرية. وكان الشعب بأكمله وبكل الطبقات الإجتماعية وخاصة الطبقة الفقيرة والوسطى، التي دائمًا ما تبحث بعد الحاجات الأساسية إلى الرفاهية كالحب والزواج المبكر والجنس والتدخين ممثلًا بشخصيتي مها ومدحت . وعن محمود الذي بلوّر دور الشعب المتعلم المتمسك بعاداته وتقاليده غير المتحضرة والمنغلقة عن العالم، وظهر هذا التخلف الحضاري عندما مانع خروج مها مع زميلها ومواعدته. وصور ممدوح أصغرهم، الشباب والأطفال الذين يعبرون عن الرغبات كشيء أساسي في الحياة تمامًا مثل وزارة الشباب. أما عن الدادا عزيزة والحارس اللذين اعتبروا بالقصر كالطبقة الفقيرة والبسيطة في الدولة. وبجانب الشخصيات داخل القصر، ظهر أحمد (أحمد مظهر) عشيق الأم، دخيلًا معتبرًا كشخصية على الهامش، ولم يستطع الدخول إلى الإمبراطورية ويصبح عضوًا فيها. وبالتالي ظهر القصر أو المنزل أنه الدولة التي تحوي كل الأفكار ومترأسة بأم واحدة، ومتشعبة بهيئات ووزارات كالأولاد أجمع. وكل الشخصيات والأماكن التي ظهرت في الفيلم لم تكن للتسلية، بل حملت صورًا للحياة الحقيقية. على الرغم من أن الحبكة سياسية واجتماعية وثقافية في آن واحد، قد حوت هذه الرواية على الرومانسية من قبل عبدالقدوس. فكانت مها التلميذة في المدرسة راعية الرومانسية بقراءتها لكتب الحب وارتباطها بصديقها وزميلها في المدرسة. أيضًا وبشكلٍ غير معتاد، كانت الأم على علاقة مع أحمد الذي انتظرته طوال الوقت، ومع قرارها للزواج منه، كانت قلقة بشأن التغيير الذي سيحصل لأولادها وأن تعيش حياتها لوحدها دون التفكير بهم. فكانت إضافة الرومانسية طريقة قاطعة وتباينية وتفارق بين التفكير بالعقل والعاطفة. اختير "إمبراطورية م" من ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في السينما المصرية من قبل النقاد في المرتبة التاسعة والثمانين. وشارك في مهرجان موسكو العالمي عام 1973، ممثلا لمصر. ويعتبر الفيلم عملًا استثنائيًا لسيدة الشاشة، فقد كان أول عمل فني لها تم تمثيله في مصر منذ عودتها من ظلم الرئيس كما أشارت من قبل، عادت بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر ورحيل ناصريته واشتراكيته ومع استلام السادات للحكم. فإن الفيلم تطرق للحركة الانتقالية التي حدث في مصر كما تم الإشارة من قبل، وتطرق إلى موضوع حرية المرأة ودورها في المجتمع وبناءه متركزًا في منى التي تعمل كمسؤولة في الوزارة وكأم في العائلة في آنٍ واحد. أخيرا، لا سيما أن "إمبراطورية م" قد أخرج قبل 50 عاما لكنه ظل لا يمثل أشرطة الفيديو والكاميرات ودور السينما فقط بل يمثل دولًا كاملة بأي مكان وزمان إما في الماضي أو في المستقبل. وتعليقي هنا، هل للفيلم قيمة فنية؟ وهل خرج بعده فيلم ينافسه بنفس الأفكار؟ ومتى سوف ننتظر فيلم آخر يضاهي "إمبراطورية م"؟