قصة كفاح فتاتين تواجهان أحداثًا عدة في إطار دراماتيكي مشوق حيث يناقش الفيلم قضايا نسائية فكرية وعاطفية واجتماعية من خلال مجموعة من النساء العوانس وكيف يواجهن المجتمع بمسألة تأخرهن في الزواج.
قصة كفاح فتاتين تواجهان أحداثًا عدة في إطار دراماتيكي مشوق حيث يناقش الفيلم قضايا نسائية فكرية وعاطفية واجتماعية من خلال مجموعة من النساء العوانس وكيف يواجهن المجتمع بمسألة تأخرهن...اقرأ المزيد في الزواج.
المزيدحنان عزالدين (زينه)، أمينة مكتبة بكلية الطب، وإبنة عمها داليا (صبا مبارك) طالبة الدراسات العليا بكلية الطب، إقترب عمرهما من الثلاثينيات ولم يتزوجن بعد، ولم يمارسن الجنس بأي صورة،...اقرأ المزيد ويعانيان من الحرمان الجنسي والعاطفي. حنان الطالبة والموظفة المثالية، تعيش مع أمها (عفاف مصطفي) وشقيقها محمد (وائل سامي)، الذى يعمل فى وظيفتين، ولكنه لا يحصل على الدخل المناسب، ويسعي للعمل بالخارج، فى أي وظيفة، مقابل دخل أكبر، ونجح فى مسعاه، كما يعيش معهم إبن خالتهم طارق (حسام الجندي) الذى انهي دراسته ويستعد للهجرة، ويجاور حنان فى السكن، ابله عايده (سلوي محمد على) التى تخطت سن الزواج وتعاني من الوحدة. تلجأ حنان لجمعية توفق الراغبين فى الزواج، وتضع شروطاً بسيطة، وكل حين تخفف من تلك الشروط، لا ترغب فى شبكة او مهر أو حتى فرح، ولا تمانع فى السن الكبير او يكون لديه أولاد، وعندما وقعت عيناها على الموظف الجديد جمال (محمود البنا)، نصبت شباكها حوله، وتجاوب معها، وصارحها بحبه لزميلتها الأصغر صفاء، وطلب منها معاونته للزواج بها، ولجأت حنان لطبيبة نفسية (نهال عنبر)وحضرت معها جلسات علاج جماعية، حتى أخبرتها الحاجة خيرية (سميرة عبدالعزيز)، رئيستها فى العمل، بوجود شخص يريد التعرف عليها بنية الزواج، ورحبت به، فقد كان العريس يدعي خالد حسين (أياد نصار) مدرس بكلية الحقوق، وتقابل مع حنان، ولم تكن لديه اي مشكلة سوي رغبته فى التأكد من سلامة غشاء بكارة حنان، ولم تمانع حنان من العرض على طبيبة نساء أكدت سلامة الغشاء، ورغم ذلك تردد خالد فى إتمام الزواج، وعندما عانت حنان من نزيف، نصحها الطبيب بإزالة الرحم المليئ بالأورام الحميدة، قبل تحولها لخبيثة، وأمهلها عام ونصف للحصول على عريس لتصبح أماً، قبل إزالة الرحم، لذلك وافقت على مقابلة خطيب يعمل بالخليج، وليس لديه وقت للمعاينة سوي ربع ساعة، يشاهدها بالمطار أثناء عودته للخليج. أما إبنة العم داليا، والتى كانت متفوقة سابقاً، ولكن ظروفها العائلية حالت دون حصولها على الماجستير فى الوقت المناسب، فهي تعيش مع أمها المقعدة (هدي الصيفي) وشقيقها الأصغر عمرو (عمر حسن يوسف) الذى تخرج ولم يجد عملاً حتى الآن، وتنفق داليا عليه، ويقضي عمرو وقته مع صديقه (أحمد جمال سعيد) يلعبان النرد ناقمين على حياتهما، ويفكران فى السفر للخارج، ولكن عمرو يحتاج لمبلغ كبير للسفر، وتعده داليا بالمعاونة. تتقابل داليا مع زميل الدراسة جمال صادق (رامي وحيد) وتري فيه فتي أحلامها، وتحاول الإقتراب منه أكثر، وتساعده فى نشاطه المعارض للحكومة، من خلال نقابة الأطباء، حتى تكتشف أنه خائن وجاسوس على زملاءه لدي أجهزة الأمن، وتكتشف داليا أن زميلتها فى السكن بالقصر العيني، الدكتورة هويدا (جيهان سلامه) تمارس الجنس مع زميل لها خلسة، وحتى تضفي الشرعية على تلك العلاقة، فقد وقعت مع زميلها ورقة زواج عرفي، ومن خلال الشات تعرفت داليا على الناقم على أوضاع البلد والثائر اليائس المترجم جمال (أحمد وفيق)، وإتفقا على الحديث سوياً فى همومهما، دون اللقاء، فكانت تستريح نفسياً فى حديثها معه، حتى أخبرتها الحاجة خيرية بوجود خطيب يدعي أيضاً جمال (طارق لطفي) يعمل مهندساً زراعياً، يصلح قطعة أرض بالصحراء، ووافقت على مقابلته، وعلمت بكل مشاكله التى يتعرض لها بالصحراء، ووافقت على مشاركته رحلة الكفاح، وقطعت حديث الشات، ولكن مشاكل المهندس تفاقمت وعجز عن سداد قرض البنك، وإضطر للهرب خارج البلاد قبل القبض عليه، وعادت داليا لحديث الشات، وتقابلت مع المترجم فى أحد الحدائق، بعد أن كتب هجوماً على الحكومة على النت، فتم القبض عليه بالحديقة. سافر شقيق داليا وصاحبه للخليج، على العبارة التى غرقت، ونجا عمرو وغرق صاحبه، بينما نجح طارق إبن خالة حنان فى الهجرة، وقامت حنان بإصطحاب إبنة عمها داليا للمطار، لمقابلة الخطيب المستعجل، لعل واحدة منهن يبتسم لها الحظ. (بنتين من مصر)
المزيد"بنتين من مصر" كان إسم مؤقت للفيلم منذ بداية التصوير الا ان المخرج ومنتجة العمل تركاه كما هو .
بالرغم من أنه فيلم ليس سياسياً إلا أنه ظل سجين الرقابة الفنية لفترة طويلة
فتحي عبد الوهاب كان مرشحا للمشاركة في الفيلم كضيف شرف الا انه اعتذر لانشغاله بالعديد من الاعمال .
بعد عرض فيلمى رسائل البحر للمخرج داوود عبدالسيد و تلك الايام للمخرج احمد غانم هذا العام يأتى فيلم بنتين من مصر كثالث فيلم سينما حقيقى يستحق النقد و المشاهدة . و نحن امام فيلم مصرى للغاية استعرض دون حشو او سطحية مجموعة من القضايا التى تخص المجتمع ونجح مخرجه و كاتبه محمد امين فى تلك المعادلة الصعبة , فناقش فى جرأة من خلال قضية العنوسة قضايا البطالة و الفساد و الهجرة غير الشرعية و الزواج العرفى و حتى مشاكل صغار المستثمرين فى مصر . ونجح بمشرط جراح ماهر و فنان حقيقى فى عرض كل هذا من خلال اسلوبه...اقرأ المزيد السينمائى الخاص الذى لا يعتمد فقط على الصورة بل صورة و صوت وعلاقة بين اللقطات وكذلك بين محتويات كل لقطة من شخوص و ديكورات و خلفيات واضاءة و مؤثرات صوتية تدور فى خلفية المشهد لتعطى ابعادا اخرى للفيلم ككل . يبدأ الفيلم فى نعومة من خلال تعريف المشاهد بالشخصيات و يحتوى على مشهد بديع فى ختام عيد ميلاد حنان – زينة – بطلة الفيلم و مجموعة من النساء اللاتى تأخرن فى الزواج يسألن صديقتهن المتزوجة حديثا عن ليلة الدخلة و احساسها بعد الزواج , ثم ينتقل بنا بعد ذلك الى منطقة مؤلمة من الاحاسيس التى تنتاب المرأة العانس ثم يفيقنا من دهشة هذه الاحاسيس - التى لا يعرفها الرجال و سمعت عن بعضها فقط النساء اللاتى تزوجن سريعا - الى احداث صادمة من كاصابة الاخ بالشلل نتيجة غرق العبارة التى حاول الهجرة من خلالها و اصابة حنان باورام فى الرحم و كذلك هرب خطيب داليا – صبا مبارك – خوفا من السجن . ثم ينتهى الفيلم بكل التنازلات التى تقدمها تلك المرأة التى تتأخر فى الزواج تحت ضغط مجتمع قاسى لا يرحمها حتى تصل الى ان تكون معروضة فى "فاترينة " انتظارا لمعاينة ذلك العريس الذى لم يسمح وقته الا باستعراضها هى و ابنة عمها و صديقتها سويا فى المطار. *** محمد امين كاتب و مخرج الفيلم اتخذ طريقا مختلفا هذه المرة فبعد طرحه استغلاله للكوميديا فى فيلميه السابقين " فيلم ثقافى " و " ليلة سقوط بغداد " لطرح وجهة نظره , يلجأ فى بنتين من مصر الى ال " ميلودراما " . لا يعيبه فقط الا بعض المشاكل فى الحوار نتيجة استخدام بعض الالفاظ التى صارت غريبة على مجتمعنا او قديمة كما يقول البعض و كذلك استخدامها على لسان اكثر من شخصية فى الفيلم مما يؤكد انها مشكلة وليست سمة لاحد الشخصيات الحوار على " الشات " بين داليا و جمال الذان لا يعرفان بعضيهما الا من خلال شاشة الكومبيوتر كان عبقريا و نجح تماما فى ان يكون واقعيا و عميقا و ليس مبتذلا. نقطة اخرى تحسب لمحمد امين فى هذا الفيلم , وهى التسكين الرائع للمثلين فى ادوارهم , و هذا الاحساس يلازم المتفرج كلما تعرف على شخصية جديدة فى الفيلم , لدرجة ان البعض يندهش من تعاطفه السريع مع بعض الممثلين و اندماجه معهم رغم رفضهم فى اعمال اخرى . زينة اكثر من رائعة , فها هى تمثل مرة اخرى بعد فيلم الجزيرة , ترك لها المخرج مساحة تمثيلية فانطلقت و ابدعت و اضافت للصورة القاتمة بعض الضحكات بعفويتها و خفة دم جديدة على ادائها التمثيلى صبا مبارك مفاجأة الفيلم , تلك الممثلة الاردنية التى انتظر البعض – وعلى رأسهم كاتب المقال - ان تكون هفوة صانعى الفيلم – لكونها ممثلة اردنية تمثل فى " بنتين من مصر " بل و تكون احداهما – فادهشتنا و نجحت فى التبشير بموهبة تمثيلية كبيرة تهدد عرش نجمات الصف الاول طارق لطفى ادى دورا رائعا , بدا و كأنه كتب خصيصا له , خرج به من عباءة الشرير الكريه أو الطيب الغير مقبول التى اصابته بها الدراما التليفزيونية . احمد وفيق رغم فشله سابقا فى ترك اى انطباع جيد لدى الجمهور , رغم عمله مع مخرج بحجم يوسف شاهين او بـ " شطارة " خالد يوسف , الا انه هذه المرة فى مكانه الصحيح , ادى و اجاد مها رشدى مونتيرة محمد امين الاثيرة التى عملت معه فى فيلميه السابقين تعود للتألق من خلال مونتاج هذا اليفلم بعد العديد من الاعمال المحبطة . رعد خلف صانع موسيقى هذا الفيلم , تلك الموسيقى التى تحولت الى بطل انتظره المتفرجون و تفاعلوا معه تماما كاحد شخصيات الفيلم و بشرقيته و احساسه العالى , تحية خاصة لموسيقى قادم و بقوة . ايهاب محمد على و جلال الزاكى مديرا التصوير , ليس بجديد عليكما تلك الصورة المبهرة بتفاصيلها الدقيقة و الحزينة . فيلم " بنتين من مصر " قد لا ينجح تجاريا , لانه فيلم يضغط على جروح المجتمع المتورمة و المليئة بالصديد وسط طوفان من الافلام الكوميدية التى تريح الادمغة والنفوس مع غيرها من المكيفات و المسكنات التى تسكت صوت الالم . ولكن سيبقى هذا الفيلم كتأريخ لفترة من تاريخ مصر , وصل فيه احساسنا بسعادة العيد الى مجرد تبادل التهانى بين الزعماء و الملوك العرب.
عنوان النقد | اسم المستخدم | هل النقد مفيد؟ | تاريخ النشر |
---|---|---|---|
بنتين من مصر : عندما تعيش واقعك مرتين | بهاء حجازي | 9/9 | 25 ديسمبر 2013 |
بنتين من مصر..ادبحنى يا معلم! | Fady Baha'i Seleem | 11/15 | 6 يوليو 2010 |
فيلم حقيقي يستحق المشاهدة | camelia taha | 6/6 | 25 يوليو 2008 |