الفرح...نظرة عميقة الى السعادة الحقيقية.

خرجت من دور العرض عقب مشاهدتي لفيلم الفرح,وانا راض وسعيد تماما بما رايت ,وظلت هذه الكلمة تتردد في عقلي (الفرح),ما هو الفرح الذي اراد صناع الفيلم الإشارة اليه؟ هل هو احدى الأفراح- التي تقام في المناطق الشعبية- المليئة بالصخب والسكر والرقص , أم أنه رمز الى التغيير والانتقال الى حياة جديدة مختلفة لصاحب الفرح. ابطال الفيلم كل منهم له فرحه الخاص, ولكل منهم حياته الخاصة التي ستتغير مع الفرح سواء بالسلب او الإيجاب . فرح زينهم (خالد الصاوي)الذي يريد جمع النقطة لشراء ميكروباص. فرح العروسين المزيفين(جمانة مراد و ياسر جلال)المحتاجين للنقود لعمل عملية تستر فضيحتهما. فرح المونولوجيست(صلاح عبد الله)محاولا التباهي-كذبا- امام ابنه بأنه مشهور وناجح رغم انه اصبح يقضي حياته على القهوة عاطلا دون جدوى. فرح بائعة البيرة(دنيا سمير غانم)التي عاشت حياتها مسترجلة خوفا من ظلم الناس, حتى آتتها الفرصة لتحيي انوثتها -التي دفنتها سنوات طويلة- عند اعجابها باحد معازيم الفرح. فرح الراقصة(سوسن بدر) التي تابت على يد ام زينهم وقررت ان تعيش بشرفها. فرح النباطشي(ماجد الكدواني)الذي اراد ان يثبت للناس جميعا انه الأفضل رغم الندبة الكبيرة المشوهة لوجهه. فرح الزوجين (حسن حسني و مي كساب)في التعبير عن الحب الزوجي بعد مرور وقت طويل عن طريق أخذ الزوج للحبة الزرقاء. .... وبقي اتخاذ القرار ,انها اللحظة الحاسمة التي ستحدد مجرى التغيير (الى السعادة وتحقيق الهدف او الى العكس تماما),انها رسالة سامية تحث على البحث عن الذات اخرجها المتألق سامح عبد العزيز بسلاسة ووضوح ومصداقية جعلت عيناي ملتصقتان بالشاشة طوال فترة العرض , تمكن المخرج والكاتب بشكل ملفت ورائع في الصاق المشاعر المختلفةببعضها(الحزن,الضحك,الحسرة,الغضب). اما على صعيد التمثيل فكان ماجد الكدواني في اروع حالاته,وايضا خالد الصاوي و دنيا سمير غانم وجمانة مراد,اما اضعفهم فكانت مي كساب. آسف لإطالتي عليكم ولكني اردتكم ان تشاركوني (...الفــرح...)