النقاد يمتنعون ... عفوا أيها المشاهدون .

لن أتحدث عن الفيلم هذه المرة ,فقط سأتحدث عن الفنان عادل امام صاحب الاشكالية الخاصة التى تسببت فى مثل هذا الفيلم, قد نختلف على اختيارات عادل امام السينمائية قديماً وحديثاً، ولكن لا أحد يختلف على أصالته الفنية كفنان مهم صاحب تجربة ورصيد فني كبير، ولكن هل تصنع التجربة والرصيد للفنان حصانة ضد النقد؟ يخطئ من يظن هذا، لأن النقد والناقد لا يتعامل مع الفنان بقيمته التاريخية - التى يجب ان يحافظ هو شخصيا عليها - وإنما بمستوى العمل الحاضر على الشاشة، وقد ورث الفن العربى حالياً بعض مفاهيم السياسة في العالم الثالث، حيث يقابل الفنان حب الجمهور بدكتاتورية تجعله متعالياً على النقد والمخرج والسيناريست والصحفيين،وصار الفنان هو من يختار القصة والمخرج بل والمنتج أحيانا وقد يغير من يريد وما يريد كيفما يريد, لذلك يتحول بعض الفنانين الي قديسين ، المثير للدهشة اصابة بعض النجوم ممن يعملون مع عادل امام في أفلامه ومسرحياته بحالة استنفار دائمة للدفاع المطلق عن الزعيم بداعي وبدون داعي، فإذا قال أحد إن فيلم «بوبوس» فيلم سيئ انبرى هؤلاء في الحديث حول عادل امام الفنان الرمز والصرح والقيمة الكبيرة التي لا يجوز الهجوم عليها،

ورغم أن من يقول هذا فنانون يفترض أنهم يدركون الفرق بين نقد فيلم وأداء ممثل ومهاجمة فنان لأسباب شخصية فإنهم يستمرون في ترديد نفس الكلام حول زعيمهم مما يوحي للقارئ أو المستمع بأن الناقد والصحفي ارتكب جريمة مشينة حيث لا يجوز نقد الزعيم، بل ومن الغريب أن البعض منهم يدافع عن عادل امام باهتمام يزيد عن اهتمامه بالدفاع عن نفسه وعن أعماله الشخصية , كانت «يسرا» قد بدأت حملة الدفاع عن «عادل امام» الزعيم الرمز بعد عرض فيلم «بوبوس» حيث اعتبرت الهجوم على الفيلم وعلى أداء عادل امام في هذا الفيلم تطاولاً على فنان هو بالنسبة لها تاريخ السينما المصرية، ووصفت نقاد «عادل امام» بأنهم مأجورون، وقد كررت هذا التعبير كثيراً في العديد من اللقاءات الصحفية والتليفزيونية حتى نسي الناس مساوئ الفيلم نفسها، وأصبح الحديث حول جواز نقد أعمال «عادل امام» من عدمه، وإذا كان تاريخه الفني الكبير يعني أنه قد غفر له ما تقدم من أفلامه الضعيفة وما تأخر، فإن تصريحات «يسرا» أو غيرها من الممثلين من أصدقاء «عادل امام» لن تساهم سوى في استفزاز المستمعين والمشاهدين الذين قد يحبون النجوم فيغفرون لهم أخطاءهم لأنهم ببساطة شديدة يعتبرونهم بشرايخطئون وخير الخطائين التوابين