فالكري : هوليوود في خدمة الصهيونية.

تحذير : قد تحتوي المقالة التالية على بعض تفاصيل الفلم. لطالما كانت السلطة الرابعة أو الإعلام من اقوي السُلطات و التي تفننت الصهيونية باستخدامها لخدمة مصالحها حتى حصدت تعاطفاً على جميع مستويات العالم ، دون أن يتمكن العرب من استخدام هذا السلاح الفتاك ولو لمرة واحدة . وفي هذا الفيلم بالتحديد ستجد أسلوب دعم الصهيونية بطريقة أخرى (غير المباشرة) ، غير التي عهدناها في الأفلام السابقة .

و باختصار و حتي لا اطيل فان محور قصة الفلم حول الضابط الوطني المخلص جداً لوطنة كلاوس ستافنبرج كما صورة الفلم و الذي يقوم بدورة الممثل الامريكي توم كروز ، وستلاحظ أن تركيز الفلم في قسمة الأول عن تأنيب ضمير هذا الضابط لاتباعية هتلر في سياستة اتجاة احتلال اوروبا و حرق اليهود ، ويقرر مع مجموعة من الضباط المحبين لالمانيا أن يتخلصوا من هتلر من خلال تفخيخ مكان الاجتماعات الذي يقيم فيه و يدرس فيه اخطر خططة العسكرية ، وان اول المحاولات لزرع قنبلة في الطائرة يبوء بالفشل بسبب خلل في القنبلة و يقوم بانشاء عملية فالكري للسيطرة على برلين في انقلاب ابيض يطيح به بالحزب النازي بعد مقتل هتلر او اغتياله.

و الفلم بشكل عام جيد من حيث الإخراج و الإنتاج الا أن التركيز فيه كان على عنصر التشويق و شد الاعصاب ، لكن رسالة الفلم حول الاختراقات التي حصلت على اعلى مستويات القيادة و حتى (اسفل ذقن هتلر) و في عهد النظام النازي تحديداً لم تكن معقولة خاصة حول الاسطورة المهولة التي انتجتها الصهيونية العالمية عنه و صورت انه الشر المطلق و اللقطة التي يقوم فيها توم كروز باستبدال خطة طوارئ (فالكري) و اعادة صيغتها و اقناع هتلر بالتوقيع عليها دون قرائتها لم تكن مقنعة اذا ما عرفنا عن هتلر دهائة و سرعة بديهته وحرصه الشديد وإلا لما كان احتل اوروبا و نجح في قيام دولة صناعية عملاقة مثل المانيا بعد توقيها المذل على معاهدة فرساي ، كما أن شخصية هتلر ظهرت في لقطات معدوده و كانت مسطحة تمامًا ، والفلم كان يركز على الانقلاب اكثر من شيئ اخر.

اما فيما يتعلق بقيام توم كروز بالسيطرة على برلين و اعتقالات (ركز على اعتقال فقط ) اكبر ضباط الجيش الالماني و التي اصر عليها توم كروز دون اراقة الدم ، و قيام بعض عناصر الاحتياط باعتقال اكثر من 2000 عنصر من الشرطة السرية (الجيستابو) دون طلقة واحدة لم يكن مقنعاً على الرغم من أن اجواء الفلم توحي بعبقرية القادة الذين اعدوا للاطاحة بالحزب النازي مع انها على ارض الواقع من طبيعة بلد كألمانية و حزب صارم كالنازية شبة مستحيلة.

أداء توم كروز ظهر باهتا و على غير عادة لمن عهدة بافلام مثل Minority report او top Gun او mission impossible ، وكان أداء الممثلين حولية مقنعا اكثر.

اما في نهاية الفلم عند اكتشاف أن اغتيال هتلر فشل و من ثم اعتقال المجموعة التي قامت بالانقلاب بعد أن سمح توم كروز لمعظم طاقمة بالإفلات من العقاب عن طريق تركهم يعودون ادراجهم الى مواقهم بعد أن كانوا أدوات للانقلاب شفقة عليهم لم يعطي الشخصية مصداقية و إنما اظهارها بصورة الملاك الطاهر الذي يخاف على أفراد شعبة و من ثم اصدار اوامر اعدامهم دون ادني تردد و رميهم بالرصاص دون رحمة يرسخ فكرة دموييه النازية وأنها لم تعطي لهم فرصة محاكمة عادلة على الرغم من أن ستافنبرج (توم كروز) اعطى الخيار لم اراد أن يتبعة او يعود أدراجة و من ثم ذكر أن هؤلاء الضباط الذي اعدموا توم كروز تم قتلهم و اعدامهم لاحقاً بعد شهور ، يريد أن يوصل رسالة مفادها انهم لو اتبعوا طريق الحق لما قتلوا لكن النازية تستحق الموت.

و بالنهاية ترسيخ لفكرة الشر المطلق للنازية و أن ما حصل لهم قليل و يستحون ما حصل لهم وانهم لم يرحموا حتى شعبهم على الرغم من أن النازية كانت قائمة على تقديس العرق الآري الألماني و هذا الأمر يناقض التاريخ بكثير من الأمور و فيه الكثير من اللغط ، وتدعيم لفكرة الصهيونية حول الضحية اليهودية على يد أبشع جزار بالتاريخ. بحيث تكون هوليوود تؤكد على رسائلها بشأن إخلاصها للصهيونية و ترسيخ أفكارها.

بالنهاية لا يسعنا سوى أن نقول الفلم جيد يستحق المشاهدة ولا بأس به اخراجيا اما من حيث القصة فدس السم بالدسم كان بطريقة مباشرة جداً ، ونقول زودوتها حبه.