محاربة الفساد بقصص الحب

من عنوان الفيلم (حب في الزنزانة) تظن منذ الوهلة الاولى انه قصة حب عميقة شاعرية جمعت بين اثنين انتهت بسجن قصتهما دون تحررها وانتهائها بالمتعارف عليه وهو الرباط المقدس ..لكن تلك المرة الحب نشأ بالفعل خلف قضبان السجن أتي بقصة معبرة عن لحظات قمة ف الرومانسية والانسانية...هكذا اجدها عند مشاهدة الفيلم ولحظة انتظار بطلته سعاد حسني لحبيبها عادل امام كل يوم في نافذة الزانزنة الخاصة بها وبراعتها في تصوير انفعالاتها وتعبيرات وجهها عند مقابلته...وبعيدا عن السيناريو المحبك الذي دفعني للتعاطف كليا مع شخصية البطل وما لاقه طوال احداث الفيلم من ظلم وقهر وتلك القصة الرومانسية التي وقع فيها يناقش الفيلم قضية هامة من قضايا الفساد بتلك الحقبة الزمنية (السبعينات) وما تفشى في المجتمع من عمليات تخريب ونهب ملقيا الضوء ع محاولات العديد من الاشخاص الذين وافت المنية ضمائرهم في البحث عن النفوذ والسلطة باسهل الطرق وهي المتاجرة بارواح البني آدمين حيث صور شخصية رجل الاعمال الانتهازي (جميل راتب) الذي يتاجر في العديد من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية غير مباليا بما تؤثر على الصحة العامة وما ينتج عنها من كوارث قد تؤدي إلى الموت ...كذلك عرض مشكلة الطبقة الوسطى وما تلاقيه من انعدام الدخل ومشاكل الشباب في العجز عن تحقيق احلامهم فيضطروا إلى التضحية بأنفسهم كما فعل بطل القصة (عادل امام) وقرر الزج بنفسه خلف القضبان الحديدية بدلا من رجل الاعمال (جميل راتب) الذي اتهم ف احدى قضايا الفساد، ليقدم توليفة مقنعة من الرومانسية الممزوجة بالاسى والحسرة ع حال البلد واهلها