قد يكون البعد عن جماليات الصورة من إضاءة وحركة ومؤثرات صوتية وبصرية الأمر الذي أنجح فيلم (اختطاف) أو (Gone) أو كان سببا في خروجه بهذا الشكل وهذه الواقعية... فقصة الفيلم بسيطة تتناول هوس قاتل ومختطف قرر أن يطارد فريسته السابقة التي استطاعت أن تهرب منه، وخطف شقيقتها. أيضا خدمت المشاهد السريعة والمتلاحقة قصة الفيلم وكانت مشاهد الفلاش باك والتركيز على حادث الأختطاف الأول من أكثر المشاهد التي ناسبت تصاعد الايقاع، وساعدت في رسم الخطوط ومحاولات التنبؤ بشخصية المختطف.
وقد استطاعت الممثلة الموهوبة (أماندا سيفرند) أن تؤكد على موهبتها في هذا الفيلم والتي اثبتتها في العديد من الأعمال الناجحة السابقة كان منها (In Time)، ومن هنا ظهر ذكاء المخرج (هيتور داهاليا) ونجاحه في استغلال تلك الموهبة أفضل استغلال.
وإذا كان كل السابق من مشاهد مثيرة ومشوقة، واستخدام أدوات جيدة، واستغلال موفق لمواهب فنية يشير إلى شخص عبقري واحد تمثل في مخرج العمل فإن تحرير المشاهد وكتابتها يعتبر القائد الأول في تميز هذا الفيلم؛ وهذا ما نجح فيه المؤلف (اليسون بيرنت)، فالحبكات الدرامية التي وضعها لرسم شخصية الجاني كانت كلها موضوعية ومنطقية وزادت من دائرة الشك لتحيط بعدة أشخاص، كذلك تقديم شخصية (جيل) في أول المشاهد بأنها فتاة مستهترة وتستاء شقيقتها من أفعالها ثم إظهارها في دور الفتاة المهتمة بشقيقتها والتي قررت أن تبحث بنفسها لإنقاذها أمراً زاد من الإبعاد الإنسانية لهذا الشخصية فتبدأ التعاطف معها.
الفيلم جيد ويبدو أفضل الأفلام التي تقدم نفس الفكرة.