سحر التأمل والخيال

يٌمكن لأي شخص أن يوفر طعامه ومسكنه ويحقق الآمان لنفسه دون أن يقتل ويسفك دماء ويسلب أرواح، ممكن كمان تعانق بإيمانك وصمودك أي خوف، أو تهديد موجه ليك وتغيره لصالحك، مش بس كدا... خيالك الواسع ممكن تبني به أحلام وتعيش فيها تضمن ليك سعادة ممكن تكون مؤقتة بس أكيد مؤثرة ، كل ده واكتر من الرسايل اللي قدمت من خلال فيلم Life of pi بتتعلم منها حاجات كتير ويمكن كمان تعيش في سحرها لفترة طويلة، وانبهارك بيها مش هينتهي مع كلمة النهاية،

ومع أول مشهد للفيلم وافتتاحية بحديقة حيوانات بمدينة نيودلهي حتشوف أجمل كلاسيكيات ممكن تشاهدها، بساطة في الأداء والتصوير ولقطات مبهرة، وتسلسل غاية في السهولة لسرد حكاية (باي)، ومشاهد ساحرة بتطوف معها داخل عالم جميل من الخيال ممزوج ببعض العقل...

لم يكتفي الفيلم بتقديم جانب بصري رائع وإنما قدم خطوط درامية أخرى من خلال صورة أكثر جمالا وروعة كان منها عرض طرق كفاح الإنسان ضد الطبيعية ومحاولة تغلبه عليها وتسخيرها أو التعايش معها، رؤية تعدد الأديان والتسامح العظيم الذي يربط بينهم واﻹيمان بحياة أخرى مش ملك ليك في الوقت ده ولكن هي في انتظارك، كمان فكرة انه يقدم في نهاية الفيلم قصتين ويحطك ف اختيار صعب واختيار واحدة منهم زي ما حط اصحاب شركة السفينة مابينهم وإن كان ده دلالة على إنك في حالة اختيار دائم طوال حياتك،

ويمكن من أكتر الأشياء اللي استخدمت بطريقة جيدة كانت خاصية الفلاش باك واستخدمها في سرد الأحداث والتعريف بحياة الشاب (باي) في طفولته وحياته مع أسرته ونشأته واللي من خلالها زادت مساحة السحر،

ولابد من الإشادة ببطل الفيلم الممثل سوراج شارما الذي قدم دور باي في الصغر وكيف نجح في تقديم مشاهد مميزة بأسلوب حرفي وكأنه ممثل محترف مستغلا كل إمكانياته في ذلك، وكذلك أداء الممثل عرفان خاف في دور باي وهو كبير ، والقدرة على تقديمه تعبيرات وانفعالات ذو ألحان ومعاني دلت على الرغبة في التواصل والاختلاط والتعرف على الحياة المحيظة من خلال التأمل والخيال

الفيلم في النهاية يحمل العديد من الأفكار والمساحات الواسعة التي يمكن من خلالها السباحة في عالم كبير مقدما تفسيرات عديدة للكثير من التساؤلات اللي ممكن تصادفك في حياتك عامة.