يعتبر مسلسل (نهاية العالم ليست غدا) بطولة حسن عابدين وتوفيق الدقن والذي تم عرضه عام 1983 بمصر من أهم الأعمال الفنية التي ألقت الضوء على تصور المستقبل السياسي والاجتماعي بشكل دقيق سابق للعصر بحوالي 35 سنة .. حيث تناول الكاتب يسري الجندي موضوعات تخص المؤامرات التي تحيكها الدول العظمى المتحكمة في العالم للسيطرة على العالم الثالث بتجهيله وإفساده ونهب ثرواته وحصره في حيز المستهلك المدين وليس المنتج صاحب القرار .. وذلك بكافة الطرق المباشرة وغير المباشرة .. كما تحدث المسلسل عن أساليب غير تقليدية لتنفيذ خطة السيطرة والإفساد وألقى الضوء على نوع مغاير للحروب وإبادات الشعوب غير المرغوب فيها بأساليب شيطانية كتهييج الطبيعة مثلا .. وقد يكون ذلك التناول وقتها رآه البعض نوع من الخيال الجامح للمؤلف .. ومنهم من رآه هو المستقبل بعينه لذلك أصبح المسلسل نادر العرض إن لم يكن ممنوع العرض .. لأنه وصف بدقة عالية الوضوح ما يعيشه العالم الآن وتحققت معظم إن لم يكن كل نبوءات المؤلف بعد أكثر من 30 سنة من عرض المسلسل .. لذلك أنصح محبي الفن الهادف أن يبحثوا عن هذا العمل ليشاهدوا عملا عملاقا حُكم عليه بالتجميد في معظم وسائل العرض لأنه بتعبير دارج دقيق (دخل عش الدبابير) وكشف عما يحاك تفصيليا ضد دول العالم الثالث تحديدا برؤية سابقة للعصر وكاشفة للعدو الحقيقي الذي بدأ خطته بتجهيل الشعوب ثم إفساد أخلاقها وصحتها ثم نهب ثرواتها ووضعها في خانة المدين حتى لا تقم لها قائمة قبل تنفيذ الجزء الأخير وهو الخلاص والإبادة الكاملة .. العمل أراه الأهم على الإطلاق خلال الثلاثين عاما الأخيرة لأنه خاطب الوعي وحث على الاستفاقة المبكرة من خطر قادم .. وإن لم يكن كذلك لما تم تجميده.