تطور ملحوظ

لا يختلف اثنان على أن الفنان تامر حسني يمتاز بخفة دم أنقذ بها بعض أفلامه من الفشل كان آخرها فيلم "أهواك" ذو السيناريو المتواضع جدا، وبعد عرض إعلان "تصبح على خير" اعتقد الكثير من الجماهير أن الفيلم يعتمد كسابقيه على كوميديا تامر دون التركيز الكبير على السيناريو والأحداث.. لكن بعد مشاهدة الفيلم يدرك المتفرج العكس، فمنذ أول مشهد يظهر تامر في شخصية تحمل الكثير من الألم ممزوج بكآبة عبر عنهما ببراعة تثبت نضجه الملحوظ على المستوى التمثيلي بعيدا عن الكوميديا، ونتعرف فيما بعد على أن عدم إنجاب حسام الخديوي (تامر حسني) للأطفال سبب من أسباب وضعيته الحرجة، وتعرض عليه زوجته التي تقوم بدورها نور أن يتزوج عليها حتى تكتمل لديه زينة الحياة فهو ثري لكن يشعر دوما بالنقصان لأنه لم يذق طعم الأبوة.. ويعيش حسام صراعا داخليا مع نفسه قبل أن تظهر في حياته فتاة تدعى سجى (مي عمر) تعرض عليه أن يشاركها في مشروع من ابتكارها يتمثل في جهاز يأخذ مستعمله من الواقع إلى عالم من الأحلام فأراد تجريب المشروع قبل الموافقة لعله يجد في أحلامه ما لم يتحقق في واقعه وهو ما كان له من خلال قصة حب مفبركة يعيشها داخل الحلم في حي شعبي مع عائشة (درة) التي تدعي فيما بعد أنها حامل منه وتحاول إسقاط الجنين ليمنعها، وبعد خلاف بين حسام وسجى اكتشف الأول أن موضوع الأحلام مدبر بين زوجته التي تهدف لبسط سيطرتها على ثروته وسجى (اسمها الحقيقي ندى) التي تسعى بدورها للاستفادة ماديا، ومن خلال مشاهد فلاش باك أخرجها لنا محمد سامي بإتقان نكتشف تفاصيل الخدعة التي كاد يروح ضحيتها شخص كل ذنبه أنه صادق في أحاسيسه ولم يكن يضع حواجز بين زوجته وممتلكاته لترد له الخير شرا. سيناريو في المستوى وإخراج مقبول يعتبر امتداد للأعمال المرضية التي قدمها محمد سامي في السنوات القليلة الماضية ونضج تمثيلي واضح لتامر حسني الذي لم يتخل عن خفة دمه ووظفها في مواقف كوميدية عديدة أضافت طعما خاصا للفيلم.. أما بالنسبة لباقي فريق التمثيل فقد أدى كل ممثل دوره كما ينبغي وتعتبر كل الأدوار (باستثناء دور تامرحسني) بسيطة لم تخرج عن المألوف خاصة بالنسبة لنور ودرة المعتادتين على مثل هذه الشخصيات. تصبح على خير.. قد يشكل مع "نور عيني" أفضل أفلام تامر حسني القابل للتطور أكثر سينمائيا.