عن قصة وفاة بائع متجول لارثر ميلر تم إنتاج هذا الفيلم تحت عنوان لعنة الزمن و الذى يحكى معاناة و كفاح الاسطى حسن ( فريد شوقى ) بعد وفاة زوجته مع أبنائه فتحى ( خالد زكى ) الشاب المثالى و المجتهد فى دراسته و الاخر و يدعى محمود ( صلاح السعدنى ) انسان فاسد و ناقم على حياته و فاشلا فى دراسته و يحاول أن يتجاوز فقره بالسرقة و الأعمال الغير مشروعة ..و يعمل الاسطى حسن فى مطبعة عطية (عادل ادهم ) الرجل الجشع و الوصولى و الذى يستبدل ماكينات المطبعة القديمة بأخرى جديدة فيطرد الاسطى حسن من العمل بحجة إنه لا يتناسب مع التطور الجديد الذى حدث للمطبعة فضلا عن تحريضه للعمال للمطالبة بحقوقهم ..فينتقم منه بالإستغناء عنه و طرده بلامكافأة او تعويض رغم أنه كان من الممكن تدريب نفس العمالة على المكن الجديد لأن هذا عادة ما يحدث فى الواقع مع كل تطور جديد ... كما لم أستوعب وجود عمالة فى هذا الزمان بلا تأمينات او تكافل إجتماعى !!!...و فى نفس الوقت تحب سهير ( بوسى ) ابنة عطية صاحب المطبعة فتحى ابن الاسطى حسن بحجة انها تربت معه منذ الصغر و تتمسك به بقوة رغم إنه يؤكد لها دائما أن حبهم مستحيل للفوارق الطبقية بينهم و على الجانب الاخر تحب راوية (إجلال زكى ) محمود بلا أى أمل فقد أقر لها بأنه غير مناسب لها كزوج و لاتتطور أحداث الفيلم والتى تسير ببطء شديد حتى يتم قتل عطية فينهمك الفيلم بالبحث عن القاتل حيث تلصق التهمة بفتحى ثم بمحمود حتى يضحى الاب بنفسه من أجل إنقاذ أبنائه فيتهم نفسه بالجريمة و عندما يقترب من حبل المشنقة فى مشاهد تحبس الانفاس و تعتبر من أكثر مشاهد الفيلم إثارة يعترف القاتل فى أخر لحظة بالجريمة والذى يتضح إنه عامل عجوز فى المطبعة (عدوى غيث ) و الذى قتله لانه تسبب فى موت إبنه محترقا عندما كلفه بعد أن أغدق عليه بالأموال بتدبير حريق بسيط فى المصنع كى يلفق التهمة بفتحى ليتخلص منه و يزج به فى السجن حتى يبعده عن ابنته سهير ..و لكنه لم يستطع السيطرة على الحريق فيحترق هو و يموت علما بأننا لم نشاهد مشهد الحريق هذا على الاطلاق رغم إنها كانت فرصة مواتية لتصوير مشهدا مثيرا يحرك ركود الفيلم قليلا ..فالفيلم أحداثه بطيئة و مكتظ بالتراجيديا التى برع فيها الفنان فريد شوقى عندما تقدم به العمر والتى كررها كثيرا فى أفلام أخرى مثل ومضى قطار العمر و بالوالدين احسانا و هكذا الأيام و حكمت المحكمة ولاتبكى يا حبيب العمر وغيرها ..فلجأ الى البكائيات فنراه هنا و فى مشهد مبالغ فيه يتحدث الى الماكينة و يناديها بعزيزة و يحثها على العمل لانها لو توقفت سوف يضيع هو و يتقاعد عن العمل ..و هو مشهد ساذج لاستدرار دموع المشاهدين و هناك مشاهد جحود ابنه محمود وهجومه على أبيه لاعتقاده إنه لم يستغل الظروف المواتية للثراء كما فعل صديقه عطية ..كما بالفيلم أيضا أحداث غير منطقية كدبير صاحب العمل لحرق مطبعته فكان يمكن تلفيق تهمة أخرى بعيدا عن حرق ممتلكاته هو شخصيا حتى لو كان قد خطط للمؤامرة بحريق بسيط ..و هناك مشهد محاولة محمود اغتصاب سهير عندما هربت من بيتها و لجأت لمنزل الاسطى حسن للمكوث لديه فكان مشهدا غير منطقيا أيضا فرغم صراخها و طول المشهد نسبيا لم نجد جارا هب لنجدتها كما أن بقائها فى المنزل بعد محاولة إغتصابها غير مقنع ... و اخيرا إعتراف القاتل فى آخر لحظة و قبل إعدام الاسطى حسن البرئ من التهمة حدث غير منطقى او واقعى و الغرض منه تبرئة المظلوم و إنهاء الفيلم نهاية سعيدة فضلا على سذاجة عملية القتل نفسها التى تمت بطريقة غير محبوكة و ذلك عندما شاهدنا القاتل يتسلل الى داخل الفيلا بكل بساطة و خروجه منها بكل سهولة .. فضلا على الموت السريع للقتيل فبمجرد طعنه واحده فى الظهر نجده قد إنكفأ على وجهه سريعا و توفى فى الحال بلا أى رد فعل .. كما كانت نهاية الفيلم نهاية مبتورة و التى إنتهت بضحكات هيسترية لحسن لنجاته من الاعدام فلم نعرف بعدها رد فعل أبنائه او حتى مصيرهم رغم السرد الطويل عنهم و عن مشاكلهم طوال الفيلم ..و بخصوص الأداء فكان للجميع أداءا مقبولا و لكن لفت الانظار خالد زكى حيث كان فى بداياته و حاول إثبات وجوده وسط العمالقة وعلى رأسهم فريد شوقى ...و أخيرا يتبقى سؤال هل للفيلم علاقة بقصة أرثر ميللر إم إنها بعيدة كل البعد عن هدفها و مضمونها ..فكالعادة لا يأخذ المخرجين من الأدب العالمى او حتى المحلى سوي الحدوته عندما ينقلونها إلى أفلام .