مبدئياً الفيلم رائع جدا و تجربة ناجحة للغاية لعمل فيلم حربي و أكشن يخص هذه الفترة( نكسة 67 و حرب الاستنزاف) ، أينعم في أفلام كثير تحدثت عن هذه الفترة مثل العمر لحظة و الرصاصة لا تزال في جيبي ، لكن في هذا الفيلم تمت المعارك و مشاهد الأكشن فيه بطريقة احترافية و بتقنيات حديثة و عالية الجودة تواكب العصر و تطورات هذا الفرع من السينما.
نأتي إلى أبطال العمل ، أولاً : أحمد عز. هذه النوعية من الممثلين قليلة، فمن النادر أن نرى ممثل يقوم ببطولة فيلم أكشن و حركة زي ولاد رزق2 و فيلم حربي زي الممر، فكلتا الفلمين أكشن ، لكن الأول يخص العصابات و الثاني يخص الجيش و الحروب. فأحمد عز ممثل شاطر بكل المقاييس وموهوب و شامل وهذا يدل على ذكاء هذا الفنان.ودوره في هذا الفيلم جاء مكسب له وأيضاً للسينما المصرية، فالسينما المصرية تحتاج لمثل هذا النوع من الفنانين، فدوره في هذا الفيلم يعد نقطة انطلاقة له في هذا المجال من السينما، لذلك فهو تفوق على نفسه في هذا الفيلم بعدما أبدى براعة شديدة في تجسيد شخصية ضابط الجيش و في فترة حرجة مثل هذه الفترة.
ثم نأتي إلى محمد فراج الذي ينطلق في سماء النجومية والشهرة انطلاقة كبيرة، حيث أنه أتقن اللهجة و الطريقة و الشخصية الصعيدية المعتزة بنفسها و بكرامتها.
ثم نأتي إلى أحمد صلاح حسني ، هذا الشاب العبوس الغير مبتسم على الإطلاق، ذو الملامح الجادة و الجامدة ، فأنا كمشاهد لا أرى أي أداء لهذا الممثل، فأنا أراه دائماً ذو ملامح وتعبيرات واحدة لا تغير فيها. لكننا نلاحظ و بشكل ملحوظ أن معظم الأفلام التي مثل فيها هذا الممثل كانت مع فنانين أشهر و أكبر منه، ففي هذا الفيلم جاء نجاحه بسبب تمثيله مع أحمد عز ، وفي مسلسل الفتوة جاء نجاحه بسبب ياسر جلال الذي يفوقه في النجومية والشهرة بمراحل.
ثم نأتي إلى محمد الشرنوبي ، هذا الشاب الذي أتوقع له مستقبل كبير في السينما و التلفزيون ،نظرا لبراعته في تقديم الأدوار المتنوعة ، فبجانب هذا هو ذو صوت مميز و يستطيع أن يعيش المتفرج في حالة الأغنية.
ثم نأتي إلى أحمد رزق، أنا لا أجد إضافة للفيلم عندما شارك فيه،ولا أرى خسارة للفيلم إذا لم يكن قد مثل فيه، فهو جعل السذاجة تطفئ على طبيعة شخصيته المطلوبة للفيلم ، فنحن نجد أن في معظم المشاهد الجادة و المحورية في الفيلم كنا نجده يسفه من الموضوع و يجعل المشهد عبارة عن أضحوكة مثل عندما قال له أحمد(محمد الشرنوبي): إزاي تحلم وانت شايف في فساد في بلدك و شايفها متخلفة؟ ليجيبه أحمد رزق بكل تفاهة وعدم شعور بالمسؤولية: لا أنا بحلم عادي على فكرة. في هذا المشهد تأكد لي شعور أنه كان عالة على أبطال العمل وأرى أنه كان اختيار غير موفق لشريف عرفة أن يختاره لمثل هذا الدور، فنحن طوال الفيلم كنا نشعر و كأن أحمد عز( محتاس بأحمد رزق طول الفيلم).
ثم نأتي إلى باقي أبطال العمل و هم أمير صلاح و محمود حافظ، فهم يعدو إضافة قوية للفيلم ، فكلاهما أدى دره ببراعة شديدة ، فأمير صلاح أدى دور الشاب النوبي الثائر على وضعه و وضع أهله بعدما تم تهجيرهم من النوبة. بحجة بناء السد العالي، وما زود همه هو انسحاب الجيش من سيناء وعدم دفاعه عنها ضد العدو و يقرر أن يمكث في غرفته تحت الأرض مع بقية عائلته ليربي ابنه المولود حديثاً. و محمود حافظ ، ذو الدم الخفيف و الروح الريفية الخالصة التي تتميز بالفكاهة و أيضا الشجاعة و عدم الخوف، فهو نجح في تقمس شخصية الرجل الريفي البسيط الذي دائماً همه الأول و الأخير هو زوجته و أولاده.
ثم نأتي إلى أحمد فلوكس، فأنا رأيي أن دوره في هذا الفيلم هو أفضل أدواره على الإطلاق، ففي هذا الفيلم ابتعد عن الأدوار الفاشلة و التافهة.
وأخيراً وليس آخرا إياد نصار، الذي استطاع أن يبتكر طريقة جديدة لتأدية دور الضابط الإسرائيلي، واستطاع إقناع المشاهدين أنه ضابط بالفعل و أنا شخصياً كنت أشعر بالغيظ الشديد منه بسبب ساديته الزائدة و شعرت بفرح شديد عندما أسر و أعتقل في مصر.
فهذا الفيلم يعد تجربة ناجحة للغاية لعمل فيلم حربي ، وأرى أن هذا الفيلم هو أفضل أفلام شريف عرفة على الإطلاق ، فهو استطاع أن يفصل أبطال العمل على شخصياتهم في الفيلم ( عدا أحمد رزق). وأيضا أمير طعيمة الذي شارك في كتابة الحوار فهو نجح في أن يعيش الناس في هذه الفترة من التاريخ هو و شريف عرفة.
وأتمنى في النهاية أن يكون هناك المزيد من هذه النوعية من الأفلام في السينما المصرية، فنحن نفتقدها بشدة و نفتقد أيضاً منتج مثل هشام عبد الخالق الذي أخذ الرسك ولم يخف من المجازفة. تقييمي هو 9 من 10