عفوا ... زمن السينما المشفية قارب على الانتهاء

  • مقال
  • 02:38 مساءً - 28 مارس 2010
  • 1 صورة



فى جلسة جمعتنى بالمنتج الفنان حسين القلا منذ زمن قريب شرح لى الفارق بين المنتج الفنان - الاشبه بالطاهى - الحريص على العمل السينمائى بجميع مفرداته بدء من السيناريو - الورق على حد قوله - وصولا للمونتاج النهائى ومكساج الفيلم وطبعه مرورا بالاخراج والتمثيل والتصوير والاضاءة حتى يخرج عمله - طبخته - على احسن وجه.
بينما المنتج الاخر هذا الذى اعتاد ان يوزع الذبيحة بمجرد ذبحها لجمع المال دون انتظار لطهى او تجهيز .
نظرت الى صاحب افلام " البداية " و " يوم مر ويوم حلو" و " اوقات فراغ " وغيرها من الافلام التى شكلت وعى جيل كامل وابتسمت , لأنى تذكرت خبر قرأته على موقعنا منذ ايام يتحدث عن خلاف نشب بين منتج وفنانة انسحبت على اثره غاضبة من موقع التصوير , فأصدر قرارا فوريا بالاكتفاء بما تم تصويره من مشاهدها وختم الدور - على كده- ,ادهشتنى شجاعته وعدم اهتمامه بالسيناريو ولا بالفيلم رافعا مبدء اصون كرامتى قبل عملى .
ورغما عن المخرج المشهور والسيناريست الملاكى قام بذبح الدور بساطور بارد دون ان يعارضه احد او يحاول تنبيهه الى الضرر الواقع على الفيلم .
قاطع المنتج الكبير الفنان حسين القلا استرسالى , واخبرنى بمناسبة ذكرى ميلاد الفنان احمد زكى , أنه اضطر لايقاف التصوير فى فيلم البداية أكثر من أربعة اسابيع حتى ينتهى العاملون من تنفيذ تلك البحيرة الصغيرة التى ظهرت فى الفيلم , وانه بصحبة المخرج الراحل العظيم صلاح ابو سيف قد اضطرا لاعادة ضبط ميزانية الفيلم من أجل مضاعفة مصروفات المشروبات لطاقم العمل بالكامل اكثر من اربعة اضعاف تفاديا للحر الشديد فى توقيت التصوير وانتظار نهاية تجهيز البحيرة.
من الجدير بالذكر ان السينما النظيفة - المشفية - خرجت من رحم مثل تلك العمليات الانتاجية المشوهة ولم نرها الا عندما ابتعد منتجون فى حجم وخبرة وفن حسين القلا على الساحة , وتسيدها منتجى الفيديو فيلم وعصر اللمبى وخالتى فرنسا , محترفى الربح وصناعة افلام الاسرة التى تذوب تماما فى الروح ولا تترك اثرا - تماما كأحد انواع السكر التى تمتلك نفس الاسم فى الاسوق- .
ومن منتج لاخر يا قلبى لا تحزن .

وصلات



تعليقات