''بابا نور'' صورة مؤلمة للواقع الحزبى

  • خبر
  • 11:22 صباحًا - 11 اغسطس 2010
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
لقطة من مسلسل بابا نور
صورة 2 / 4:
لقطة من مسلسل بابا نور
صورة 3 / 4:
لقطة من مسلسل بابا نور
صورة 4 / 4:
لقطة من مسلسل بابا نور

'' بابا نور'' عمل يدور حول فكرة الأحزاب فى مصر، وهل هى تصب فى اتجاه الديمقراطية، أم أنها أحزاب تحمل أفكارا تعجز عن تطبيقها على أرض الواقع، ربما لأن الديمقراطية ذاتها لم تصل بعد إلى صورتها الصحيحة التى تعترف بالمساواة والعدل ومقابلة الأعباء التى يتحملها المواطن فى سبيل حصوله على خدمات مميزة مثل التعليم والتأمين الصحى والمرافق العامة الجيدة.
للأسف، انحصرت فكرة الأحزاب فى مصر فى موضوع الدفع بمرشحين لنزول الانتخابات أملاً فى الفوز بمقاعد فى البرلمان حتى تتيح للحزب أن يصل إلى السلطة ويحكم يوما ما، الأمر الذى جعلنا لا نسمع عن معظم هذه الأحزاب إلا عندما يتصارع أعضاؤها على رئاسة الحزب، ويخرج عن هذه القاعدة عدد قليل جدا.
الدراما بشكل عام لا تنقل الواقع بتفاصيله، بل تقدم دراما مستوحاة من الواقع. هكذا الحال فى «بابا نور»، فحزب «الشارع المصرى» غير موجود فى الواقع ولكنه يشبه أى حزب طامح فى نصرة الضعفاء والكادحين والعاملين بشرف، وكثير من الأحزاب تعلن هذا فى برامجها، لكن فى الواقع لا نرى إلا صراعا على الرئاسات والزعامة الحزبية.

فى المسلسل، أمين عام الحزب ومؤسسه وصاحب فكرته الأولى والذى دعم ظهوره ماديا ومن يطلق عليه أعضاء الحزب «بابا نور» حسين فهمى باعتباره الزعيم والمنظر والمفكر الذى لا يتم أى شىء إلا بوجوده، وعندما يموت رئيس الحزب، يعتقد «بابا نور» أن جموع أعضاء الحزب سوف يرغمونه هذه المرة على قبول رئاسة الحزب وهو الأمر الذى رفضه تماما أكثر من مرة، وهذه المرة لا يهرب منه لأنه لا يحب الدعاية، بل يحب العمل فى صمت، وحين يعلن عن موت رئيس الحزب، يتقاتل معظم أعضاء الأمانة العامة فى ترشيح أنفسهم للرئاسة مستقطعين من حساباتهم «بابا نور» على اعتبار أنه المنظر فقط، فيستقيل، ويقرر العيش فى شاليه قديم تملكه أسرته الثرية الأرستقراطية، وفى رحلته للشاليه يصادف الحياة الحقيقية فى مصر، والتى لا يعرفها، رغم حديثه الدائم عن الفقر والفقراء، ورغم أنه كثيرا ما ينفق من ماله للفقراء والملاجئ والمستشفيات، يكتشف أن كل النظريات التى نادى بها من البداية لم تصلح حال الفقر أو الفقراء فى مصر، وكلما أمعن فى الاقتراب من الناس الحقيقيين كلما اكتشف مدى بعده عن الفقر المصرى، فهو ليس مرادفا للحزن والكآبة وغير مقترن بالطيبة التى كان يظنها فى الفقراء، بل يعنى وجود حياة كاملة للفقراء وموازية لحياة الأغنياء، ولكن بإمكانيات مختلفة.
وفى نهاية المسلسل، يكتشف «بابا نور» الطريق الصحيح وهو إنشاء حزب جديد يتبنى التعليم الذى يقود للابتكار، وهجرة الشباب داخليا فى حدود مصر لإقامة مشاريع فى المناطق النائية مثل سيوة وشمال سيناء وجنوبها والوادى الجديد والواحات، وهذا ما نحتاجه فى الواقع.



تعليقات