عزيزي محمد خان!!

  • مقال
  • 11:37 صباحًا - 22 ابريل 2011
  • 1 صورة



محمد خان

لماذا محمد خان؟؟؟؟؟

لو تابعت مدونه محمد خان (كليفتى2) والتى منحها عنوانا جانبيا

PASSION FOR FILMS شغف للافلام

ستجد نفسك امام شخصيه بعيدا عن امتهانها بالسينما، لديها شغف وولع بكل اشكالها، فهو يدون فيها انطباعاته السينمائيه بشكل يومى ويعتبر محمد خان من اشهر المدونين وأكثرهم نشاطا في هذا المجال.

محمد خان يرى الدنيا بعدسه سينمائيه، وتستطيع أن تتعرف على أفلامه من صورتها من احدى حركات كاميراته، وكأنها تتسحب لتتجسس على ممثليه ,محمد خان مخرج يعلى من شأن الصوره السينمائيه وجودتها وجودة شريط الصوت والموسيقى والمونتاج، هو مخرج يهمه تكنيك الفيلم بنفس القدر الذي يهمه نجاح الفيلم وبراعة ممثليه، أما موضوعات محمد خان فهي دنيا خاصه جدآ دنيا مليئه بالحميميه -فشخصيات محمد خان دومآ تحمل بداخلها موهبة من نوع ما ـ كشخصية نور الشريف في أولي أفلام خان ضربة شمس- وشخصية ممدوح عبدالعليم في سوبر ماركت- عادل أمام في الحريفأحمد زكي في مستر كاراتيه - شخصيات تحمل الكثير بداخلها من الموهبه والحساسيه مما يجعلها غير متوائمه مع واقعها المادي، شخصيات متمرده رافضه لطابع هذه الحياه الفوضوي والصاخب, تحلم بفرصه للتغير, فرصه للهروب من هذا الصخب علي غرار مافعلته شخصية يحيي الفخراني في أحد أروع أفلام خان خرج ولم يعد,,,,, شخصيات حالمه ومتطلعه كشخصية أحمد زكي في طائر علي الطريق و نجلاء فتحي في أحلام هند وكاميليا,,,, أما نساء خان فهن دنيا أخري دنيا ناعمه فشخصياته النسائيه لديها رومانسيه تحارب لتتنفس ـ مثل شخصية نوال في موعد علي العشاء التي أدتها باقتدار سعاد حسني الزوجه الجميله التي تزوجت في سن صغيره من رجل ثري ذو نفوذ هو تزوجها لصغر سنها وبرائتها لإنها تذكره بنفسه عندما كان صغيرآ لم تلوثه الحياه بعد، وهي أنبهرت بهذا النفوذ وتوهمت الرومانسيه لإهتمامه بها وإغداقه الهدايا عليها وبعد نضج الزوجه وإنقضاء مرحلة ألإنبهار بدأت مرحلة سيطرة الزوج وقهره لها، فتمردت الزوجه وطلبت الطلاق لتبحث عن تلك الرومانسيه المفقوده من حياتها مع شخص أخر، وتنجح في ذلك ولكن زوجها السابق يقتل هذا الحلم ويتخلص من الزوج الجديد ويسعي للتحكم في حياتها مره أخري فتقرر هي بنفسها التخلص منه ودعوته علي عشاء سام وإن دفعت حياتها ثمن لذلك، وتتشابه شخصية نوال مع شخصية منى التى ادتها ميرفت أمين فى فيلم زوجة رجل مهم ، ومجرد اسم الفيلم يلفت الانتباه لمن هى الزوجه ومن هو ذاك الرجل المهم !
محمدخان يريد ان يلقى ألاضواء على هاتين الشخصيتين من الداخل فهذه المره تقدم ميرفت أمين جرعه مكثفه من البراءه و الرومانسيه والنعومه التى تحيطها أنغام أغنيات عبدالحليم حافظلتخلد خواطرها وذكرياتها على شرائطه التى تحتفظ دائما بها، وكأن صوته يؤرخ لتلك الرومانسيه وهذه الاحاسيس التى تحملها بداخلها,اما شخصية الزوج المهم, فيقدمها ببراعه تذكر له فى تاريخ السينما المصريه أحمد ذكى أحد أقرب الممثلين الى قلب محمد خان واكثرهم عملا معه.

كما أرخ فى هذا الفيلم صوت عبد الحليم لرومانسية الزوجه تطالعنا التواريخ والاحداث التى تظهر على الشاشه بتأريخ ونقد لفتره حكم السادات الأنفتاح, مراكز القوه,بدايه الخصخصه ,انتشار الرشوه ,قمع المثقفين على أيدى رجال الشرطه اصحاب الرأى الأوحد وألاصح والذى كان يمثلهم شخصية الزوج ولذلك هو مهم ولكن سلطته تسقط عقب احداث الشغب التى اندفع فيها المصريين ردا على غلو الاسعار يسقط نتيجه للتجاوزات فى التحقيقات والأتهامات المجهزه واتباعه اسلوب العنف , وهنا يشير خان فى نقد صريح الى فساد هذه الفتره وحتميه سقوطها,اما الزوجه فتمر بنفس المراحل فبعد مرور الوقت وانقضاء مرحله الانبهار يظهر تسلط الزوج لكن العلاقه هنا اكثر وضوحا وصراخه عن تلك التى قدمها خان فى موعد على العشاء فالزوجه أكثر رومانسيه والزوج تسلطه يحمل ابعادا نفسيه وكأنه ينفس عن فشله وزوال سلطته فى عمله بقهره لزوجته ,وينتهى الفيلم أيضأ بحادثه قتل ,عندما يشعر الزوج انه لن يسطع التحكم بحياته ولازوجته أكثر من ذلك وأنه سيفقدها يقتل والدها أخر ملاذ لها فى الهروب من جحيمه ,ثم يقتل نفسه !!
ينهى محمد خان فيلميه بحادثه قتل وكأنه يدافع عن نسائه يحمى تلك الرومانسيه المقهوره يزيل ويتخلص من كل من يتحكم فى المرأه ويقهرها ويسخف من مشاعرها,فطالما كان ولم يزل الفارس الرومانسى للسينما المصريه وهذا ما تؤكده أخر بطلاته الناعمات غاده عادل التى أبهرتنا بتقديمها لشخصيه نجوى فى فيلم فى شقة مصر الجديدههذه الفتاه القادمه من الصعيد مصر من قلبها والتى تحمل بداخلها لحن قديم علمته لها وهى صغيره مدرسه الموسيقى تهانى فظل هذا اللحن يتردد بداخلها وأمنت هى بما يردده هذا اللحن "انا قلبى دليلى قالى حتحبى"، لكنها لم تعد صغيره الان فلقد أصبحت شابه فى أواخر العشرينات تعمل مدرسه أيضا وبدأمجتمعها يحاكمها عن تأخر سن زواجها وعدم أرتباطها، ولكنها لازالت مؤمنه بما يردده اللحن فى قلبها، فأرادت ان تتاكد ان ماتؤمن به صحيح فانتهزت فرصه سفر المدرسات الى القاهره لتبدأ ،رحله بحثها عن مدرسه الموسيقى تهانى وعن البحث عن ما يؤكد تساؤلاتها والغريب ان شخصيه مدرسه الموسيقى لم يظهرها خان فى الفيلم فنحن نشعر انها موجوده عبر رسائلها التى ترسلها لنجوى من خلال الجوابات والاغانى عبر الاذاعه، وكانه يريد لمشاهديه ان يبحثوا ايضا عن هذه المدرسه هل هى شخصيه حقيقيه ام خرافات تطارد البطله يريدنا ان تسأل هل نؤمن نحن بالحب الحقيقى أم انه ضاع منا فى زحمه المدينه ,هل هذا اللحن القديم انا قلبى دليلى قالى حتحبى أختفى وسط صخب حياتنا تفقد نجوى فى رحلتها عريس يحمل المواصفات التى يريدها مجتمعها كان تقدم لها قبل رحيلها وأثناء رحلتها تعرف بزميلتها وأرتبط بها لم تغضب هى لأنها تعرف أنه ليس الحب الذى أمنت انه سيصادفها يوما ما,,خلال الرحله تقابل ايضا شخصيه يحيى اللتى أداها خالد ابو النجا والذى تشعر معه انه هو ماكانت تنتظره وتأتيها رساله ايضا من مدرستها بان ماعلمته لها لايزل صحيحا وانها أنتظرت هذا الحب الحقيقى وأخيرا وجدته وانها مختفيه لأنها معه .
يبعث هنا محمد خان برسالته لنا ان تنتظر ما هو حقيقى أفضل من أن ترضخ لضغوط المجتمع ,افضل أن نبحث عن الرومانسيه ونؤمن بها من ان نلهث وراء ماديات هذا العصر فالسعاده تكمن فيما نؤمن به وليس فيما يتوهمه لنا الاخرون، واننا حتما سنلاقى هذا الحب اللذى نؤمن به وأن تأخر ظهوره فى حياتنا ألاهم ان نؤمن بذلك، شخصيه نجوى فى هذا الفيلم تحمل صفات شخصيات خان تبدو فتاه قليله الخبره قادمه من الصعيد تتصرف بطيبه قريبه الى السذاجه ،ولكن بداخلها تحمل تلك الرقه والرومانسيه وايضا التماسك الداخلى لأيمانها ان ماتؤمن به هو الأصح فهى ترفض كباقى شخصيات خان واقعها المادى، تتمرد على مايمليه عليها مجتمعها.
هذه هى سينما محمد خان ، سينما تمنحك الطمأنينه فى زمن قل به الأمان، سينما مخمليه تحنى عليك بنعومه وكأنها تهدىء من روعك وسط هذه الغربه السينمائيه ، سينما تذكرك بأن ماتؤمن به هو الاصح، سينما تداعب مشاعرك وسط هذه الماديه والصخب، سينما تحرضك على عدم التواؤم مع ذلك العالم ، سينما غايه فى الحميميه تؤكد على إيمانك الداخلى وقوة تماسكك.

سينما محمد خان كانت دوما ولم تزل الأقرب الى شخصيتى وقلبى وذوقى السينمائى، لعل الدافع ان أكتب عن سينما محمد خان هو مشاهدتى لفيلم بالالوان الطبيعيه فى هذا الفيلم تطالعنا شخصيه تحمل موهبه الرسم ولكنها تتوه وسط متناقضات العصر بين الحلال والحرام، آفة عصرنا تحمل جميع مواصفات شخصيات محمد خان ماعدا ذلك الايمان الداخلى، هذا التماسك الذى يعطى شخصيات خان سحرا مميزا، هى شخصيه شبيهه أكثر بجيلنا ,جيل الثمانينات أو جيل المتناقضات جيل تكاثرت عليه التيارات والفساد فأصبح فريسه سهله لمن يغزو عقله ويشكل شخصيته جيل ضاع منه الايمان الداخلى والتماسك، فهو متشكك دائما فيما يريده كبطل الفيلم الذى يبحث عن ذلك الايمان الداخلى الضائع منه والضائع منا, نحن جيل ما بعد خان!!!!

وصلات



تعليقات