إرفعوا ايديكم عن مهرجان القاهرة

  • مقال
  • 12:31 مساءً - 25 ابريل 2011
  • 1 صورة



عام الجفاف السينمائي ,هذا ما ننتظره بعدما تأرجحت الاخبار حول الغاء دورة هذا العام من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وما سيتبعه بالطبع من الغاء لمهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية والقصيرة , بل ويحاول الجفاف ان يصل الي اعاقة اقامة مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط هذا العام ايضاً
ثلاث مهرجانات سينمائية دولية هي كل ما نمتلك في الوسط السينمائي المصري , و قهر أي مهرجان منهم سيكون بمثابة جفاف فني سنعيشه علي مدار عام كامل يستكمل تفاصيله شركات الانتاج السينمائي التي تراجعت عن طرح أعمالها في دور العرض لأسباب عديدة قد تطيح بايرادات هذه الافلام في ظل الاوضاع الحالية التي نعيشها فيما بعد ثورة 25 يناير , الا من بعض الاعمال قليلة التكلفية ضعيفة المستوي التي ستنتشر في دور العرض حتي تضمن هذه الشركات استقرار الاوضاع وعودة الحياة الي طبيعتها .
قد يكون التنازل عن اقامة مهرجان سينمائي هذا العام ثمن بسيط جدا مقابل حصاد نتائج الثورة المصرية وقد يكون ايضاً امر لا يعني الكثيرين ولا يشغل بال السياسيين ممن يعتبرون السينما هي أخر هم قد يشغل اهتماماتهم وهم منغمسون في بئر عميق من المشاكل والنزاعات الخ , وقد تمنح فكرة الغاء دورات هذا العام من المهرجانات الفنية المختلفة , فرصة لبعض التيارات الدينية لنشر ارائهم المتشددة التي تنادي بإقصاء الفنون وتغيير خريطة الثقافة الي ما يرتضوا به , خصوصاً بعد اقرار الغاء دورة مهرجان المسرح التجريبي ايضاً , إذا لن توجد علي الساحة الفنية في مصر الا القليل من العروض الخاصة التي يقيمها صندوق التنمية الثقافية بين الحين والاخر , بالاضافة لتنظيمات فنية اخري مستقلة ومتواضعة ومعظمها عروض محلية , نضيف علي عام الجفاف السينمائي عام العزلة الفنية ايضاً , لا شك ان روافد الانتاج الفني عن الثورة سيظهر بعد عدة أشهر من أعمال أنتجها فناني مصر اثناء الثورة وبعدها , لكن هذا الانتاج الغزير لن يجد ارض بلاده ممهدة لاستقباله , ولن يتنازل صناع هذه الاعمال عن العروض العالمية التي توفرها المهرجانات السينمائية الدولية سواء الاوربية أو العربية ,التي ستستقبل انتاج شباب وفناني الثورة المصرية بترحيب كبير دون شك وقد بدأ مهرجان كان أول الغيث بتخصيص تكريم خاص للسينما المصرية في دورته هذا العام .
في الوقت الذي تلتفت فيه انظار العالم الي القاهرة , ندير بايدينا وجه هذا العالم عنا , لم تؤثر في البعض الاسباب المتداولة عند طرح فكرة الغاء دورة المهرجان هذا العام , وهي اسباب سياسية في المقام الاول لان الاسباب الاقتصادية التي طرحتها وزارة الثقافة لا تساوي تبعيات الغاء هذا الحدث الثقافي والفني الهام في المنطقة العربية , خصوصاً في ظل التنافس الشرس من عدة مهرجانات عربية اخري تحاول سرقة أهمية و تاريخ مهرجان القاهرة السينمائي , مهما إختلافنا قبل سنوات حول مضمون المهرجان وما يقدمه ومشاكله الادارية والتنظيمية , لكن اقامة الحدث في حد ذاته يعطينا الامل في تجويد وضع المهرجان كل عام .
ونعود للاسباب التي نقلتها الينا وزارة الثقافة حول فكرة الغاء المهرجان , وهي عدم وجود تمويل كاف لادارة مهرجان دولي , علماً بأن هناك العديد من المهرجانات في بعض دول العالم تنظم بجهود الرعاة من رجال الاعمال والشركات وأصحاب دور العرض وبمساهمة حكومية قد لا تكون مادية ولكن تنظيمية واعلامية , اما السبب الاخر الذي يتمثل في عدم استقرار الوضع الامني , قد يكون سبب محرج في ظل الدعاية المكثفة لاعادة تنشيط السياحة وعودة الثقة لدي السائح في حصوله علي الرعاية الكاملة عند زيارته لمصر , وانطلاقاً من الدعاية التي اطلقتها وزارة الداخلية سواء في وسائل الاعلام المختلفة واللوحات التي ملئت الشوارع بهدف اعادة الثقة بين الشعب والشرطة , أدعوا وزارة الثقافة أن ترفع ايديها عن مهرجان القاهرة وتترك ادارته للسينمائين والمثقفين محبي السينما المتطوعين لادارة هذا الحدث دون اجر علي الاقل هذا العام , وتترك تمويله بالكامل للرعاه , ويكون دعم وزارة الثقافة للمهرجان بفتح قاعات العرض مجاناً لعروض المهرجان وندواته , واقامة دورة نحتفل فيها بإنتاج فناني الثورة وتكون بسيطة التنظيم , مميزة المحتوي تخلو من البهرجة التي نعاني منها كل عام .



تعليقات