''معلم'' السينما المصرية محمد رضا.. المعنى الحقيقي لكلمة '''ابن البلد''

  • مقال
  • 01:23 صباحًا - 21 ديسمبر 2011
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
صورة 2 / 2:

مشوار طويل يزيد عن الخمسين عاماً قضاه "مِعلم" السينما المصرية في التمثيل، فالفنان محمد رضا المولود في بداية العشرينيات بدأ مشواره التمثيلي بعد أن أنهى دراسته في كلية الهندسة في منتصف الأربعينيات، قبل أن يلقى ربه في منتصف التسعينيات، بعدما أدخل البهجة على ملايين المصريين، وصار رمزاً حقيقياً لابن البلد، الذي يفخر المصريون به دائماً، وعندما يرغبون في وصف أحد بالـ"جدعنة" يقولون "ابن بلد".
هكذا كان المعلم رضا طيلة حياته فعلى الرغم من أن بدايته الفنية انحسرت في أدوار ضابط البوليس - الذي كان لا زال يمكنه أن يكون "جدعاً" في هذه الفترة - إلا أنه تمرد عليها وقدم أدوارا مختلفة في زقاق المدق، الجريمة الضاحكة، 30 يوم في السجن، وبدأ الفنان صاحب الملامح الطيبة بعدها في تقديم شخصيته المفضلة على الساحة، مستغلاً ابتسامته الطفولية التي تشع طيبة، وذلك الجسد الضخم الذي يزينه "كِرش" متميز استخدمه سيد المعلمين في كل معارك أفلامه التي خاضها، والتي المتفرج في انتظارها بمجرد ظهور الفنان محمد رضا على الشاشة بجلبابه وعمته المميزة، أما تلك الأفلام التي ارتدى فيها رضا البدلة فاكتفي برابطة عنق قصيرة للغاية لتكون علامته المميزة، والتي ساهم من خلالها في تفجير الضحكات على الشاشة .
محمد رضا حالة خاصة جدا في السينما المصرية، ممثل تنحسر موهبته في طبيعته الشخصية، في تلك الطيبة التي تحركه، مما حصر أدواره في أدوار قليلة إلا أنه نجح على الرغم من هذا في وضع بصمته عليها في السينما، وفي ذلك صعوبة شديدة لا يقدر عليها إلا "مِعلم"، وحتى في تلك الأدوار القليلة التي اقتنع فيها مخرجون بأن يسندوا غليه أدواراً أخرى أو شريرة، كان رضا على قدر مسئولية الدخول في صراع مع ملامحه وطبيعته الشخصية لتقيدم هذا الدورأو تم استخدام هذا في إحداث مفارقة بصرية أفادت الأفلام الكوميدية.
المعلم رضا أحد الممثلين الكبار الذين لم يقدموا أدواراً أولى، لم يكونوا ابطالاً في أعمالهم، لكنهم فرضوا وجودهم وأثبتوا أن البطولة ليست بحجم الدور ولا ترتيب الأسماء على "أفيش" الفيلم، رضا علامة وإشارة إلى عصره، نتمنى أن تعود.

وصلات



تعليقات