أكثر 12 فيلماً منتظراً لعام 2012 (2-2): عودة كلاب المُستودَع

  • مقال
  • 03:53 مساءً - 3 مايو 2012
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
دي كابريو في أول صورة رسمية من "جانو"
صورة 2 / 5:
نهاية أسطورة باتمان في الجزء الأخير من السلسلة
صورة 3 / 5:
المخرج ويس أندرسون .. يَعِيش في مَملكته الخاصّة
صورة 4 / 5:
كريستوفر نولان مع باتمان
صورة 5 / 5:
المخرج الكبير بول توماس أندرسون مع ممثله المُفضّل فيليب سايمور هوفمان

كلاب المُستودع: 1- أول أفلام المُخرج كوينتن تارنتينو عام 1992 ، 2- يُطْلِقه بعض النُّقاد على جيل التسعينات من مُخرجي السينما الأمريكية الذين فَرضوا مَوجة جديدة بسماتٍ مُختلفة عن كُل ما قَبْلَهم

.

.

.

مُنذُ مَطلع السبعينات ، وظهور المُخرجين "أصحاب اللُّحى الخَمس": سكورسيزي ، كوبولا ، سبيلبرج، لوكاس، دى بالما ، الذين غيَّروا في تاريخ السينما ، لم يظهر في هوليوود ما يُمْكن أن يُسَمَّى بـ"الجيل" ، ظهر بعض المُخرجين المُبشّرين: سيريالية ديفيد لينش ، أفلام أوليفر ستون السياسية ، الأخوين كوين العظيمين ، جيمس كاميرون قدّم صورة أخرى لسبيلبرج ، وغيرهم ، دون أن يُسَمَّوا بـ"الجيل" ، أو يخلقوا مَوْجَة ذات سِمات مُوَحَّدة .

حتى بدأت التسعينات ، بجيلٍ نَشأ في ظل ثورية السبعينات ، وحَمَل طُموحات ورؤى مُختلفة اتجاه السينما ، ليَخْرج للنور فيلم كوينتن تارنتينو "كلاب المُستودع – Reservoir Dogs" عام 1992 ، ويخلق نَواة الجيل الذي تَشَكَّل بعد ذلك من أربعةِ مُخرجين: تارنتينو ، ويس أندرسون ، بول توماس أندرسون ، و كريستوفر نولان ، والذين يجتمعون سوياً لأولِ مرة هذا العام !

.

.

.

نحنُ مَحظوظون بهذا الجيل في الحقيقة ، وإن كان من سماتٍ تَربَط بينهم لمنحهم مُصطلح "جيل" ، فإن أهمها:

1- من المُستودع إلى هوليوود: السِمَة الأهم على الإطلاق .. أنهم فرضوا أنفسهم على السينما ! ، بعيداً عن سيطرة الشركات الكُبرى ، أو الميزانيات العاليَة ، وبشغفٍ سينمائي عظيم ، استطاع كُل منهم أن يُقدّم فيلمه الأول الذي يَجْذب النظر إلى نوعية مختلفة من السينما يُريد تقديمها .

مثلاً ، تارنتينو قام ببيعِ كُل ما يَملكه ، واستدان من آخرين ، وكَتَبَ لفريق العَمَل شيكات مؤجلة لصرف مُستحقاتهم ، كي يُشاركوا في فيلمه الأول "Reservoir Dogs" ، ويس أندرسون قدّم فيلماً قصيراً لـ”Bottle Rocket” كي يحصل على ميزانية لتنفيذه كفيلمٍ طويل ، بول توماس بدأ يُقدم أفلاماً قصيرة منذ سن الثامنة عَشر ويرتاد مَكاتب المُنتجين لثمانِ سنوات حتى قدّم فيلمه "Hard Eight" ، وأخيراً .. فإن نولان يَحْمل القصة الأعظم ، حيث أخرج فيلمه الأول "Following" بميزانية ستة آلاف دولار فقط ! ، مُستعيناً بعمه واثنين من أصدقاءه كممثلين ، ومُصَوّراً في بيوتهم وأسطح بنايتهم ، واستمر التصوير لمدّة عام كامل ، لأن من معه لم يستطع كل منهم توفير أكثر من ساعة في عطلة نهاية الأسبوع ، نظراً لانشغالهم بدوام عَمل يومي ، والنتيجة: عملاً سينمائياً رائعاً ، جعل هوليوود تلهث وراءه وتعطيه ميزانية أكثر مائة ضعف فيلمه الأول ، كي يُقدم رائعته الثانية "Memento" ، ويؤكد على قُدرة جيل استثنائي أن يُشَكّل نفسه ، متحدياً كل الصعاب المُمْكِنَة .

2- ست سنوات: مما يُدَشّن فكرة الجيل ، إلى جانب تشابه نقطة انطلاقهم بتحدّي وبميزانيات مُنخفضة وشغف لا يُرَوّض بالسينما ، أنهم أعمالهم الأولى خرجت للنور في ظرفِ ست سنوات فقط (1992-1998) ، ونالَت جميعها استقبالاً نقدياً رائعاً ، وأن الأربعة كانوا في العشرينات حين قدَّموها .

3- بصمة مُمَيَّزة:كُل من الأربعة ، قامَ بكتابة ما أخرجه ، وحَمَل بَصمة مُميّزة في السينما التي يُقدّمها ، ونجاحاً عظيماً فيما اختاره: كوينتن تارنتينو: قدّم أفلاماً تحتفي بالثقافة الشعبية ، وعَبَثية الجريمة ، واحتفاءً بتاريخ السينما عبر تفاصيل صغيرة في كُلِ فيلم / ويس أندرسون: عُشَّاقه يعتبرونه أحد أفضل المُخرجين في التاريخ ، كُل كادر من أفلامه غير شبيه بأي سينمائي آخر ، استخدامه للألوان ، شريط الصوت ، حركة الكاميرا ، طريقة كتابته للشخصيات وتتابع الأحداث ، كُلها أمور مُرتبطة به .. وبه فَقَط / كريستوفر نولان: اهتم بتقديم سينما تجاريَّة شديدة الرُّقِي ، اعتبره الكثيرين هيتشكوك عَصري تبعاً لمُعطيات الزمن ، ورغم أنه أقلهم من الناحية البصرية ، إلا أنه قادر دوماً على الإدهاش من ناحية الأفكار والتناول ، إعادته باتمان إلى الشاشة مَنحت السينما قِصة الـ"Super Hero" الأعظم في التاريخ / وأخيراً .. بول توماس أندرسون: الأفضل والأعظم من وجهة نظري ، لَم يحمل بصمة مُعَيَّنة ، ولكن قَدّم أفلاماً تَحمل دوماً بريق الكلاسيكيات العَظيمة ، وكُل منها كان حدثاً في وقته .

4- مُمثل ثابت: كَمُلاحظة عابرة ، ولكن كُل من المُخرجين الأربعة ، كان له دوماً مُمَثّل أيقوني عظيم شارك في أغلب أعماله ، صامويل ل. جاكسون شارك – بظهوره أو بصوته – في خمسة من أفلام تارنتينو السبع ، بيل مورايكان في كافة أفلام ويس أندرسون السّت باستثناء أولهم ، مايكل كينكان مع كريستوفر نولان في أفلامه الخَمسة الأخيرة من أصل ثمانية قدّمها ، وأخيراً فإن فيليب سايمور هوفمان كان مع بول توماس أندرسون من البداية باستثناء فيلم واحد

والأربعة مُمَثّلين ، سيُشاركوا أيضاً في الأربعة أفلام التي سيقدمها "كلاب المُستودَع" هذا العام ، وهي الأفلام الأربعة الأكثر انتظاراً بالنسبةِ لي:

4

Django Unchained

الفيلم الثامن في مسيرة كوينتن تارنتينو ، هو إعادة لكلاسيكية سبق أن قُدّمت في الخمسينات ، عن عَبد أسود يُسمّى "جانو" ، يَرغب في تحرير زوجته من قَبضة مالِك إقطاعي شرس ، فيستعين بقنَّاص ألماني من أجل مُهمة قد تودي بحياته .

لا يُمكن سوى انتظار ما يُقدمه تارنتينو في كُلّ مرة ، وبعد ثلاث سنوات من آخر أعماله " Inglourious Basterds" ، فإن قصة الفيلم الجديد تَحمل البصمات التي تُميّز الرجل ، وكُل ما يُحبُّه أيضاً: الاحتفاء بالسينما ، أجواء الغرب الأمريكي ، الانتقام الدموي، وثورة عبيد غير تقليدية في تلك المرة .

ويزيد من ترقُّب العمل طاقم التمثيل الذي يتعاون فيه تارنتينو لأول مرة مع ليوناردو ديكابريو ، إلى جانب الأوسكاريين جيمي فوكس و كريستوفر والتز ، وبالطبع صامويل ل جاكسون .

3

Moonrise Kingdom

عَرِفنا في ويس أندرسون على التَّتابع: اهتمام مُذهل بكافة التفاصيل البصرية الخاصة بالصورة ، بصمته المُمَيَّزة التي تُحوّل كل كادر لعالمٍ لا ينتهي من الألوان ، شخصيَّاته الغريبة ، أجواءه الكرتونيَّة ، وحركة كاميرا غير مٌتوقعة ، وقَطَعات مجنونة ، وسينما يُمكن التعرُّف عليها من لقطةٍ واحدة .

وفي العمل السابع ، الذي أُعْلِنَ عن افتتاحة الدورة المُقبلة لمهرجان كان السينمائي ، لا نبدو بعيدين عن أيٍّ من ذلك .

قصة تدور ستينات القرن الماضي ، حيث يهرب طفلين إلى البرية ، بسبب ارتباطهم بعلاقة حُب ، وتُحاول السلطات تعقبهم ، حفاظاً على هدوء الجزيرة التي يعيشان فيها .

وإذا تجاوزنا كون العظيم بيل موراي ركناً دائماً في أفلام ويس ، فإن طاقم رائع يقوده بروس ويلس و إدوارد نورتونو فرانسيس مكدورماند و تيلدا سوينتون ، يزيد من انتظارِ هذا الفيلم .

link]

2

The Master

بول توماس أندرسون ، الرجل الذي حَقَّق عدة أعمالاً سينمائية عظيمة رغم اختلاف كل منها عن الآخر: " Boogie Nights" ، “ Magnolia" ، “ Punch Drunk Love" ، ثم فيلمه الأخير " There Will Be Blood" ، الذي منح من خلاله دانيال داي لويس أوسكار أفضل ممثل ، يعود بعد خمس سنوات ، في عَملٍ من المُنتظر بشدّة أن يكون عظيماً .

قصة الفيلم في أعقاب الحرب العالمية الثانية ، حيث يحاول بروفيسور عبقري تجاوز الآثار النفسية المُدمرة التي عانى منها بعض الجنود العائدين من هناك ، عن طريق التبشير بدينٍ جديد ، ويواجه العديد من العداوات ، مثلما ينضم إليه الكثير من التابعين .

ولو سارت الأمور بحجم التوقُّعات ، فإن أندرسون قد يَمنح أوسكار جديد للممثل العظيم فيليب سايمور هوفمان ، الذي يقف أمام جواكين فينكس، و إيمي آدامزفي طاقمٍ قوي ، بعملٍ قد يكون الأهم هذا العام .

1

The Dark Knight Rises

لوقتٍ طويل اعتقدتُ أن فيلم "المُعَلّم" بول توماس أندرسون هو أكثر ما أنتظره هذا العام ، قبل أن أُفكّر: لو وَقفت في تِلك اللحظة أمام دار عرض سينمائية ، في إحدى القاعات يُعرض فيلم أندرسون ، وفي القاعة الأخرى فيلم نولان هذا ، فإنني – دُونَ شَك – سأذهب أولاً لمُشاهدة الصراع الأخير لباتمان ، والذي ستنتهي فيه الأسطورة .

في 2005 ، كانت بداية الثلاثية ، بفيلمِ " Batman Begins" ، والذي قَدَّرت فيه كثيراً محاولة نولان التأسيس المَتِين لأحد أشهر الأبطال الخارقين ، للمرة الأولى في فيلم "كوميك" ، تُصبح الشخصية الحقيقية مُهمة للمشاهِد بقدرِ شخصيته الأخرى ، بروس واين في هذا الفيلم تحديداً كان جاذباً بقدرِ باتمان ، وهو ما جعله عملاً مُقدَّراً بشدّة ، دون أن يتوقع أحد "الإنجاز العظيم" الذي حققه نولان في الجزءِ الثاني بعد ثلاث سنوات .

فيلم " The Dark Knight" كان الأول على قائمتي لأفضل أفلام عام 2008 ، شاهدته في العديد من المرَّات ، في كُل مرة كانت تزداد قيمته ، جاذبية هيث ليدجر في الأداء الذي منحه الأوسكار قبل وفاته ، فلسفة الجوكر ونظريته المَتِينة عن الفوضى ، المَشْهَدِيّة المُدهشة التي جعلت من كل عدة دقائق في العَمل شيئاً عَظيماً في ذاته ، الفارق بين الأبطال الذي نستحقهم والآبطال الذين نحتاجهم ، تنازل هارفي دينت عن مبادئه بعد تجربة عَنيفة فَقَد فيها كل ما يَمْلُك ، وقبول "باتمان" أن يُصبح مُطارداً ومُجرماً لأن هذا هو ما قد يَحْفظ مدينته ، والوَتَر الذي أبقاه نولان مشدوداً لمدة ساعتين ونصف ، في فيلمٍ عَظيم من أمتع ما شاهَدت .

في خاتِمَة الثلاثية ، وخاتِمَة علاقة نولان بباتمان ، تبدو التوقُّعات في السّماء ، تحديداً مع الـTagLine الذي احتلّ صدارة البوستر عن "نهاية الأسطورة" ، ويُعطي فيه الخِصم الجديد "بان" ظهره لقناع "باتمان" المُلقى على الأرض .

مدينة جوثام في الجُزءِ الأخير من سلسلة نولان أصبحت مدينة هادئة ، كما أراد أهلها دوماً ، رحل هارفي دينت ، والجوكر ، وصار باتمان مطارداً حتى اختفى ، وعاد كل شيء كما بدأ ، قبل أن يظهر "بان" ، ويبدأ في مُخططه لتدميرِ المدينة ، ويضطر باتمان للعودة كي يواجهه ، فيما سيصبح بعد ذلك نهايته .

ومع ظهور المرأة القِطة ، التي تعتبر واحدة من أشهر شخصيات الكوميكس جاذبية ، وانضمام الممثلين توم هاردي ، آن هاثاواي ، ماريون كوتيارد ، جوزيف جوردون ليفيت إلى كريستيان بيل ، مايكل كين ، مورجان فريمان و جاري أولدمان ، والأهم من كل شيء : وقوف نولان وراء كُل هذا ، فإنه من المنطقي أن يصبح هذا العمل هو الأكثر انتظاراً لعام 2012 .

link]



تعليقات