كوميكس أم ليست كوميكس.. هذا هو السؤال

  • مقال
  • 11:57 صباحًا - 8 سبتمبر 2012
  • 4 صور



صورة 1 / 4:
men in black
صورة 2 / 4:
wanted
صورة 3 / 4:
road to perdition
صورة 4 / 4:
a history of violence

الكوميكس.. أو الفن التاسع كما يطلق البعض عليه، صار أحد أهم مصادر الإلهام أو بالأحرى الاقتباس لصناع السينما الهوليوودية. الآونة الأخيرة شهدت تحويل العديد من القصص والروايات المصورة والكوميكس إلى أفلام. البعض تجارب متكررة لشخصيات تم تناولها سينمائياً والبعض الآخر ينتقل أو يطير أو ينتقل بالتخاطر من ورق الكوميكس إلى الشاشة الفضية. شخصيات خارقة كثيرة كـ Iron Man، Batman، The Hulk، Thor، Spiderman وغيرها الكثير سنشاهده العام القادم وما يليه من أعوام. ارتباط الجمهور الأمريكي بالكوميكس كنتاج أدبي يجعل الرهان على نجاح هذه النوعية من الأفلام أمر مؤكد.
لكن.. بعيداً عن الأزياء البراقة والقوى الخارقة لهؤلاء الأبطال والأفلام التي تابعناها بشغف وانبهار طفولي لنعشق بعض منها ونكره البعض الآخر. هل تدرون أن هناك الكثير من الأفلام "الغير خارقة" تحولت من كوميكس إلى أفلام ولا يدري معظم الجمهور عن هذا السر حول مصدرها؟ أقول لكم ستفاجؤون من بعض هذه العناوين والتي أستعرض بعضها هنا.

Men in Black
نعم فيلم النجم تومي لي جونز وانطلاقة المحبوب الأسمر ويل سميث في العام 1998 في فيلم الخيال العلمي الظريف وبداية سلسلة الأفلام التي شاهدنا آخرها هذا العام قادمة من عوالم الكوميكس! الكوميكس خرج للنور عام 1990 من شركة آرسيل كوميكس الكندية، الشركة والتي إثر عمليات بيع متعددة استقرت تحت جناح عملاق هذه الصناعة مارفيل كوميكس لم تقدم أي نتاج "محترم" وناجح تجارياً إلا هذا العمل إضافة لتقديمها عدد من القصص المصورة الغير لائقة لفئة الكبار فقط. عملنا كان نتاج تعاون قصير الأمد بين لويل كونينجام والرسام ساندي كارثر. كلا الصانعين لهذا العمل مغمورين وإنتاجهما فقير للغاية في مجال الكوميكس ومحاولات لويل الفاشل في كتابة افلام تجارية رخيصة وفاشلة من فئة الخيال العلمي. إلا أن التعاون هنا أثمر هذه السلسلة (13 عدد فقط) والتي قادت للفيلم الناجح جماهيرياً والذي حقق أرباح تجاوزت عالمياً النصف مليار دولار مع ميزانية لم تتجاوز الـ90 مليون فقط.

Wanted
الأسكتلندي مارك ميلر أحد نجوم كتاب الكوميك الجدد يقدم لنا في 2003 مع الرسام جاي جونز إصدار خاص لعالم للكوميكس لسلسلة باسم Wanted عن منظمة من القتلة ذوي القدرات البشرية القاتلة الخارقة للعادة. 6 أعداد فقط من السلسلة وفكرة تتصور العالم يتحكم فيه خفية أخوية من القتلة المحترفين في إطار غامض ويقومون بعملياتهم لأسباب غامضة ومبهمة.
من وحي هذه السلسلة وبتفاصيل مشابهة قدم لنا المخرج تيمور نورباكوفيتش عام 2008 فيلم يحمل نفس الإسم يضم بعض الأسماء المثيرة في ظهورها في مثل هذه الأفلام: جيمس ماكفوي وبعد دوره المميز في أفلام كـ The Last King of Scotland و Atonement إستغربت ظهوره في هذا النوع التجاري من أفلام الحركة. نفس الأمر للنجمة أنجيلينا جولي والتي بدى الفيلم كاستراحة طفولية بعد أداء مميز في نفس العام في Changeling! والرائع الأوسكاري موريجان فريمان والذي كان قد مثل لتوه الفيلم الجميل The Bucket List. وكأن الفيلم كان نوع من تغيير الروتين لهؤلاء النجوم!
الفيلم لم يحقق النجاح المنتظر لهذه الاسماء. الحبكة القادمة من عالم الكوميكس كانت ثقيلة على الهضم ومبالغ فيها. تتحدث عن رصاص عادي يمكن للقاتل التحكم في مساره!

Road to Perdition
حسناً ربما لا تستوعب هذه الحقيقة لكن نعم هذا الفيلم الأوسكاري (ترشح لست جوائز أوسكار للعام 2002 واقتنص أوسكار أفضل تصوير) هو في الواقع من وحي قصص كوميكس!! الفيلم من بطولة توم هانكس في دور رجل عصابات يعمل لصالح أحد زعماء العصابات الأيرلندية في الأربعينات ويقوم بدوره المخضرم بول نيومان. وتتطور الأحداث حينما يشهد إبن هانكس في الفيلم عملية قتل يقوم بها إبن الزعيم الذي يقوم بدوره دانيل جريج (نعم الرجل لم يولد ممثلا في أفلام جيمس بوند وظهر في عدد مختلف من الأفلام!) مما يدفع الوالد للهروب من عصابته مع إبنه. كل هؤلاء جاؤا تحت قيادة سام منديز مخرج American Beauty.
ربما لأن القصة ليست بالخيالية ولا ترتبط بأبطال خارقين وقوى سحرية وهذا العالم الشهير في الكوميكس نستغرب هذه الحقيقة لكن تذكروا أن الكوميكس الغربي يعد وسيلة تناول بصرية لمختلف أنواع الانتاجات القصصية مثله مثل الكاميرا تماماً. الكوميكس مصدر الإلهام والنقل هو من ابداع ريتشارد راينر والذي استمد الفكرة والمفهوم الخاص بالقصة من سلسلة مانجا (كوميكس ياباني) اشتهرت في السبعينات باسم Lone Wolf and Cub.

A History of Violence
في العام 2005 يخرج لنا فيلم جريمة ودراما آخر من رحم عالم الكوميكس. الفليم هو A History of Violence من بطولة فيجو مورتينسن و إد هاريس و وليام هارت (ترشح لأوسكار عن دوره في هذا الفيلم). يحكي قصة صاحب مقهى في مدينة صغيرة يتعرض لمحاولة للسرقة ويدافع عن نفسه وزبائنه بطريقة مثيرة وغير متوقعة من صاحب مقهى ورجل أسرة! التغطية الإعلامية لبطولته تجلب عليه اهتمام أحد رجال العصابات الذي يشتبه في كونه مجرم عتيد محترف للقتل اختفى من عالم الجريمة منذ زمن والمجرم وعصابته يسعيان للانتقام منه وتصفية بعض الحسابات العالقة.
الفيلم حقق بعض القبول دون نجاح في شباك التذاكر. بعض المشاهد قوية وغير صالحة للكثير من فئات الجمهور. المفاجئ هنا هو أن الفيلم من وحي كتاب (وليس سلسلة) لكوميكس حملت نفس الإسم من العام 1997 للكاتب جون واجنر والرسام فينس لوك. حقق الكتاب نجاح معقول بين أوساط المخضرمين من قراء الكوميكس من هذه النوعية الثقيلة لكنه لم يحظى بالنجاح المطلوب تجارياً.

إن عوالم الكوميكس الأمريكية والمانجا مقابلتها اليابانية عوالم كبيرة ومتشعبة وغزيرة الانتاج متنوعة الأفكار. وهي مصادر وحي للكثير من صناع السينما الغربية والذين إما يراهنون على جذب الجمهور محب الكوميكس لشاشاتهم أو حتى يطاردون أحلامهم الشخصية برؤية بعض أبطالهم الخارقين من صفحات الكوميكس لشريط الفيلم. ومع تنوع الموضوعات التي يتناولها الكوميكس وعدم اقتصاره على الأبطال الخارقين فوق العادة الذين يحاربون الجريمة والشر ويحاولون إنقاذ البشرية. وشموله لموضوعات تحمل تيمات نفسية وإجرامية وحتى إجتماعية وفكاهية. من المرجح أن يستمر هذا الأمر وأن يستمر في ما يحققه من إعادة إحياء لفن وصناعة الكوميكس في هذه الألفية الجديدة.



تعليقات