نجاح الموجي.. السنيد الذي مات نجماً

  • مقال
  • 04:35 مساءً - 20 يونيو 2013
  • 1 صورة



نجاح الموجي

هو ليس بنجم شباك، وليس بـ "جان"، قد تراه مُجرد سنيد، لكنه كان دائماً نجماً بقلوب جمهوره، ملامحه تحمل كل شىء فى مصر وعن مصر؛ لون البشرة الأسمر اللامع المميز.. الحاجبان العابثان والجبهة التى تحمل خطوطها هموم الدهر.. بينما تتسع الابتسامة إلى حد السماء.
ولم يكن احتلاله لمكانة مميزة بين ممثلي الصف الثاني و"السنيدة" يوماً ملء فراغ ولا "سد خانة". بل كان دوماً فى موقعه ومكانه وقادراً على أن يبصم كل شخصية قام بها باسمه وصفته ولونه هو فقط.
هو عبد المعطي محمد حجازي الموجي.. أو هو " نجــــاح المــــوجي"!
فى بدايات الموجي كانت أعماله المسرحية هى الأقوى والأكثر وضوحاً وكانت طبيعة أداؤه ولغة جسده هى الأكثر حضوراً خلال الكثير من الأعمال المسرحية التى أرّخت لمسيرته الفنيّة وجمعت حوله بسطاء الجمهور ومثقفيه الباحثين عن البهجة والمتعة غير المتكلفة. فقدمه المسرح فى أولى أعماله " فندق الاشغال الشاقة" مع ثلاثي أضواء المسرح ومنه إلى أكثر من عمل مسرحي آخر إلى أن لمع نجمه فى مسلسل " أهلا بالسكان" مع الراحل العملاق حسن عابدين.
ومن " الحريف" إلى " شوارع من نار" و" صاحب الإدارة بواب العمارة" وعمله الأشهر على المسرح " المتزوجون" عام 1986 حيث "مزيكا" صبى "طربقها" الجزار.. ذلك البسيط الضاحك خفيف الظل الذى اصبحت مقولته "أنا الشعب" قولاً مأثوراً حتى اليوم ومادة لكوميديا الألفيه الثالثة المقروءة "الكوميكس"!
ثم نقلة نوعية وضعت عنواناً لمرحلة جديدة ناضجة ومختلفة فى حياة الموجى و" أيام الغضب" عام 1989 من إخراج منير راضي والذى قدم من خلاله دوراً درامياً بجدارة فى إطار كوميدياه البسيطة المبهجة ومن ذلك العمل انطلقت "سلم لنا ع الترماي"، التى حملت الكثير من المعاني الظاهرة والباطنة وأصبحت تراثاً شعبياً نحفظه جميعاً ونحبه من يومها. وإلى عام 1991 الذى شهد عملين من أهم أعمال نجاح الموجي السينمائية بل من أهم الأعمال فى السينما المصرية بصفة عامة " الكيت كات" و" المساطيل" وعلى الرغم من تقارب شخصيتي العملين إلا أن أداء الموجي جعل لكل منهما ذائقة مختلفة وتحديداً شخصية "هرم" فى الكيت كات الذى يعد يوماً بعد يوم من أروع ما قدم. ويستمر الموجي فى التحول لشخصيات أكثر نضجاً وأعمال أكثر ثقلاً وتأثيراً فيقدم مع رضوان الكاشف عملاً قيماً أخر وهو " ليه يا بنفسج" ليثبت أنه ليس قادراً فقط على انتزاع الضحكات ولكن الدموع أيضا إن أراد. وظل نجاح الموجي رغم مسيرته الفنية القصيرة نسبياً والتى انتهت فجأة بوفاته نتيجة أزمة قلبية عام 1998 بعد مسيرة حافلة بالعطاءات التى اتسمت بقوة التأثير والحضور الطاغي كما فى " زيارة السيد الرئيس" و" طأطأ وريكا وكاظم بيه" الذى كان من الأعمال القليلة التى حظى فيها بالبطولة المطلقة و" قليل من الحب كثير من العنف" مع رائد الفانتازيا السينمائية رأفت الميهي. و" التحويلة" أخر أعماله السينمائية عام 1996 مع المخرج أمالى بهنسىثم يختتم مشواره المهنى بمشاركته فى مسلسل الشارع الجديد عام 1997 و" نحن لا نزرع الشوك" عام 1998.
لو أردنا الحديث عن القدرات التمثيلية وتنوع الأداء فى مسيرة نجاح الموجى لوجدنا الكثير ليحكى عن ذلك فكما بدأ مشواره بشخصيات صغيرة المساحة مبهجة التأثير إلا أنه قد استطاع بعد تمرس وسنوات العمل أن يتنوع ليقدم رؤى مختلفة حتى للشخصيات المتشابهة التى أهلته ملامحه لها وكان الاختيار الأمثل لأداءها دوماً مثل شخصيات المواطن البسيط الخارج من بيئة شعبية كما فى معظم أعماله مثل " أربعة فى مهمة رسمية" و"أيام الغضب" و"التحويلة" وغيرها.
سنوات مرّت على وفاة الموجى ولازلنا عند كل ذكرى لميلاده أو لوفاته نذكر أنه كان متفرداً بكوميديا السهل الممتنع البسيطة التى عاشت بقلوب ووجدان جمهور كبير عاش وتربى مع أعماله.



تعليقات