فؤاد المهندس .. الأستاذ أو سفير الكوميديا الراقية الذى لا يُنسى

  • مقال
  • 04:49 مساءً - 6 سبتمبر 2013
  • 7 صور



صورة 1 / 7:
الراحل فؤاد المهندس
صورة 2 / 7:
فؤاد المهندس وشويكار حدوتة حب وكفاح
صورة 3 / 7:
فؤاد المهندس مع تلميذه عادل إمام
صورة 4 / 7:
نهر الحب يجمع بين فؤاد المهندس وفاتن حمامة
صورة 5 / 7:
فؤاد المهندس مع حبه الوحيد شويكار
صورة 6 / 7:
فؤاد المهندس..الأستاذ الذى لا ينسى
صورة 7 / 7:
فؤاد المهندس .. سفير الكوميديا الراقية

لم تكن حالة السعادة والبهجة التى انتباتنا جميعاً عندما شاهدنا إعلان شركة " بيبسى" فى رمضان الماضى، والذى ظهر فيه الفنان الراحل فؤاد المهندس من خلال شخص شبيه له، سوى تعبير عن افتقادنا جميعاً " للأستاذ" أو سفير الكوميديا الراقية كما كان يطلق عليه، وعلى الرغم من مرور 7 سنوات على وفاته، إلا أنه لايزال حاضراً فى قلوب الملايين من عشاقه بمسرحياته الخالدة، وفوازيره التى تعلم منها ملايين الأطفال القيم النبيلة، وأفلامه الكوميدية الخفيفة التى تضحكنا من القلب، فهو أحد النجوم القلائل الذى استطاع الحفاظ على حب واحترام المشاهدين طوال تاريخه بفضل موهبته وشخصيته المتفردة التى جعلته حالة خاصة من الكوميديا، ومدرسة لها ملامحها المتميزة، والتى ستظل لسنوات محفورة فى وجداننا.

ولد فؤاد المهندس فى 6 سبتمبر عام 1924 فى حى العباسية، وكان ترتيبه الثالث فى عائلته المكونة من أربعة أشقاء بعد شقيقتين هما "صفية" الإذاعية الشهيرة، و"درية" ثم "فؤاد" والشقيق الرابع "سامى"، أما والده فهو زكى المهندس عميد كلية دار العلوم ووكيل مجمع اللغة العربية، عشق الفن منذ الطفولة، وكان مثله الأعلى نجيب الريحانى، فلم يكن هناك فيلم سينمائى أو عرض مسرحى جديد له إلا وشاهده عدة مرات، وكان يقف أمام المسرح بالساعات ليراه فقط أثناء دخوله وخروجه من المسرح متمنياً لقائه، وبالفعل تحقق اللقاء الذى انتظره فى فرح شقيقته "صفية" على الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان "بابا شارو"، حيث كان الريحانى ضمن المدعوين، وعندما رآه وقف بجواره ولم يفارقه لدرجة أشعرت الريحانى بالاختناق منه حتى صرخ فى وجهه قائلاً: ( يا ابنى حرام عليك أنا مش عارف أتنفس منك، روح فى داهية ) فذهب له بابا شارو وحدَثه عن عشق المهندس وتقليده المستمر له فى أى عمل قدمه، فضحك الريحانى وأعطاه موعداً ليذهب له فى المسرح، ثم وافق على انضمامه للفرقة ليلازمه بعد ذلك طيلة عامين كاملين تعلم منه الكثير، وأهمها النصيحة التى قالها لها الريحانى " يجب أن يكون لك شخصيتك المستقلة وأداؤك المختلف.. كن رجلاً ولا تتبعنى".

وإذا كانت الأربعينات مرحلة التعلم على يد الريحانى، فإن مرحلة الخمسينات شهدت انطلاقته الحقيقية من خلال انضمامه لفرقة ساعة لقلبك، ولقائه برفيق رحلة الكفاح عبد المنعم مدبولى، والذى كان له فضل كبير فى تكوين شخصية المهندس الفنية من خلال الأدوار التى كان يكتبها له، وإرشاداته كمخرج للمسرحيات التى يشارك فيها، ولهذا كان دائما المهندس يصفه بـ" أستاذه" وقال عنه فى أحد حواراته الصحفية " كنت بصحبته شيئاً مختلفاً تماماً عما كنت قبله، فهو الناظر والأستاذ بالنسبة لى وبالنسبة للكثيرين من أبناء جيلنا والجيل الذى أتى بعدنا، ففى فرقة ساعة لقلبك استفدت كثيراً من نصيحة الريحانى بأن أبتعد عن تقليده وأن تكون لى شخصيتى المستقلة، وفعلت هذا ولكنى كنت دائماً أشعر أن هناك شيئاً ينقصنى أبحث عنه ومع مدبولى وبفضل النصوص التى اخترناها أصبحت خليطاً من الريحانى وفؤاد المهندس فعثرت على شخصيتى الفنية أخيراً".

شهدت فترة الخمسينات أيضا بداية المهندس السينمائية، وعلى الرغم من قيامه بدور البطولة السينمائية فى فيلم " بنت الجيران" ل محمود ذو الفقار عام 1954، إلا أن عدم نجاحه أدى لعودته للأدوار الثانية على مدى حوالى عشر سنوات حيث كان يؤدى مساعداً فى أفلام أُسندت بطولتها لنجوم تلك الفترة، ومن أهم تلك الأفلام الأرض الطيبة، بين الأطلال، أميرة العرب، الساحرة الصغيرة، نهر الحب، الشموع السوداء، ثم فيلم عيلة زيزى الذى أخرجه فطين عبد الوهاب، وحقق نجاحاً كبيراً وكان أحد العلامات فى تاريح المهندس الفنية لينطلق بعدها لأدوار البطولة المطلقة.

وإذا كان المهندس دائما ما كان يشير لفضل أساتذته عليه مثل نجيب الريحانى وعبد المنعم مدبولى، فقد كان هو أيضا أستاذاً لكثير من نجوم الكوميديا، ولعل هنا نذكر الزعيم عادل إمام الذى أعطاه المهندس ومدبولى الفرصة الأولى ليكون ممثلا فى مسرحية ( أنا وهو وهى) التى قال فيها جملته الشهيرة " بلد شهادات صحيح صحيح"، ثم مسرحية " أنا فين وانتى فين" لتبدأ انطلاقة عادل إمام الفنية.

وعندما نتحدث عن الأستاذ، فلابد أن نذكر حبه الأول والأخير و شريكة عمره فى الحياة والفن شويكار، حيث شكلا معا أعظم ثنائى فنى وقدما العديد من المسرحيات الناجحة منها السكرتير الفنى، أنا وهو وهى، سيدتى الجميلةوغيرها من الأعمال الناجحة، مما دفع منتجى السينما لاستثمار هذا النجاح سينمائياً، فقدما العديد من الأفلام السينمائية منها أخطر رجل فى العالم، شنبو فى المصيدة، أرض النفاق، اعترافات زوج، هارب من الزواج، العتبة جزاز وغيرها من الأفلام.

وإذا كان المسرح عشق الأستاذ الأول، فإن الإذاعة تبقى البيت الذى لم يفارقه حتى وفاته، فقد اشترك في الكثير من المسلسلات الإذاعية الرائعة، بالإضافة لبرنامجه الأشهر " كلمتين وبس" الذى استمر فى تقديمه سنوات عديدة منتقدا فيه كثيراً من السلوكيات الاجتماعية السلبية، ولم تقتصر مسيرته على السينما والمسرح والإذاعة، فقدم أيضا بعض المسلسلات أشهرهم " عيون" مع الراحلة سناء جميل، شيرين والراحل يونس شلبى، ولكن تظل فوازير عمو فؤاد الذى استمر فى تقديمها أعواما كثيرة من أهم الأعمال التى عاشت فى وجدان الأطفال لما تميزت به من تقديم نصائح تربوية للأطفال بطريقة محببة لهم.

ولم تقف موهبة الأستاذ عند التمثيل فقط، فنجح أيضا فى تقديم العديد من الأغنيات المتميزة وخاصة للأطفال كما حدث في مسرحية أنا فين وانتى فين، حين غنى " رايح أجيب الديب من ديله" أو فى مسرحية هالة حبيبتى، بالإضافة للعديد من الدويتوهات الآخرى التى قدمها مع صباح وشويكار.



تعليقات