نجوماً فى السينما المصرية لكن لا نعرف أسمائهم ( الكومبارسات )

  • مقال
  • 05:07 مساءً - 11 نوفمبر 2013
  • 1 صورة



تصميم خاص بموقع السينما.كوم لمقال نجوماً فى السينما المصرية لكن لا نعرف أسمائهم ( الكومبارسات)

برعت السينما المصرية طوال تاريخها فى خلق نجومية مئات الفنانين وربما الآلاف فى مصر والوطن العربى حتى أُطلق عليها "هوليود الشرق" ، ولكن فى المقابل فقد منحت الكثير من الوجوه -التى لم تحظ بالشهرة- النجومية للسينما المصرية، وعُرفت تلك الوجوه بـأدوارها المؤثرة دون أن نهتم كمشاهدين بمعرفة من هم هؤلاء النجوم، وفى السطور القادمة نستكمل الحديث عن نجمات الأدوار الثانوية، ربما نرد لهم بعضا من أفضالهم على السينما المصرية.

مارى باى باى.. السجانة التى أصبحت ممثلة
إذا شاهدت فيلم مطاردة غرامية فلابد أن تتذكر المشهد الذى يقوم فيه الفنان عبد المنعم مدبولى بمعاكسة أحد السيدات بناء على جمال حذائها قائلا "مدام بوز جزمتك يدل على أنوثة طاغية"، وعندما رآها انزعج وقال "لامؤاخذة يا خالتى".. هذه السيدة التى هرب منها عبد المنعم مدبولى عندما رآها هى بهيجة محمد علي الشهيرة بـمارى باى باى أحد أشهر كومبارسات السينما، والتى اشتهرت بدور المرأة القبيحة التى يهرب منها الرجال.

قدمت مارى باى باى عشرات الأفلام، وأضافت لمحة كوميدية على الأدوار التى قامت بها، فمن ينسى جميلة زوجة عباس الزفر فى إسماعيل يس فى الأسطول، أو أم نبوت الغفير فى الآنسة ماما، والسكرتيرة التى تعاكس الرجال فى البحث عن فضيحة وغيرها من الأعمال.

وإذا تأملنا قصة حياة هذه الفنانة، سنجد أنها تصلح لأن تكون فيلما سينمائيا، فلم يكن التمثيل هدفا لها، فقد كانت سجانة فى سجن النساء، ومتزوجة من سجان، إلا أن حياتها الزوجية لم تستمر، حيث انفصلت عنه، وعملت بعد ذلك راقصة فى الأفراح، وجاء عملها فى السينما بالصدفة، فأثناء تصوير يوسف وهبى لأحد مشاهد فيلمه المهرج الكبيرطلبت منه أن تمثل فى السينما، فأخذها فى دور كومبارس فى الفيلم، ثم ضمها بعد ذلك لفرقة رمسيس التى أسسها، كما عملت فى المسرح مع ثلاثى أضواء المسرح.

وعلى الرغم من أنها كانت كومبارس فى أدوارها، إلا أن هذا لم يمنع من أن يكون لها موقفا فيما يتعلق بالقضايا الفنية، فقد كانت ضمن الفنانين الذين اعترضوا على القانون رقم 103 لسنة 1987 الخاص بتنظيم عمل النقابات الفنية الثلاث للعاملين بالمهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية، حيث انضمت لاعتصام الفنانين داخل مقر نقابة المهن السينمائية، ومن المواقف الطريفة فى هذا الاعتصام قيام مارى باى باى بالذهاب للمخرج خيرى بشارة، وكانت لا تعرف اسمه، بل تعرف فقط أنه مخرج، حيث قالت له "أنا اسمى بهيجة محمد، سايقة عليك النبى ادينى دور".

ثريا فخرى.. أشهر مربية فى السينما
هل تتذكر الدادة التى تصارع حسن يوسف و توفيق الدقن على الزواج منها لظنهم أنه أرملة فى مطلوب أرملة أو السيدة اليونانية التى يقوم إسماعيل يس بخطف حفيدها فى الستات مايعرفوش يكدبوا أو مربية إنجى فى رد قلبى.

أدوار عديدة نذكرها للفنانة ثريا فخرى التى برعت فى أداء دور المربية والأم طيبة القلب فى العديد من الأفلام، حيث جسدت تلك الأدوار ببساطة وتلقائية وعفوية، وعلى الرغم من أن ثريا فخرى من أصل لبنانى، ومثلت لفترة فى إحدى الفرق التى كانت منتشرة فى لبنان، إلا ان شهرتها الحقيقية لم تبدأ إلا فى مصر، حين جاءت مع والدها تاجر الأقمشة وهى فى سن الخامسة والعشرين، وعملت مع فرقة على الكسار، ثم انتقلت للعمل مع العديد من الفرق المسرحية الآخرى، حتى وصل عدد المسرحيات التى قدمتها لـ32 مسرحية.

ومن المفارقات فى حياتها أنه رغم تقديمها لعشرات الأدوار التى قامت فيها بدور الأم الحنون أو المربية الطيبة التى تقف بجانب البطل أو البطلة، إلا أنها لم تستطع أن تؤدى هذا الدور فى حياتها، حيث تزوجت 3 مرات ولكنها لم تنجب، وحين توفت عام 1966 كان لها ثروة لا بأس بها ذهبت لوزارة الأوقاف، لأنه لم يكن لها وريث.

ملك الجمل.. خالتى بمبة
استطاعت الفنانة ملك الجمل تجسيد أدوار الشر بحرفية شديدة، لدرجة أنك تكرهها بمجرد رؤيتها على الشاشة، فمن ينسى دور حكمت المرأة الشريرة القاسية فى الشموع السوداء أو الخاطبة الشريرة التى تغرى والدة العروس بزوج غنى فى إسماعيل يس فى الأسطول، ورغم قيام المخرجين بحصرها داخل هذا النمط من الأدوار، إلا أنها حققت نجاحا كبيرا فيها، ومن أدوارها الآخرى التى لا تنسى، وكانت جريئة جدا فى حينها، دورها فى فيلم الطريق، حيث جسدت دور امرأة شاذة تعمل مدرسة فى إحدى المدارس.

وبالإضافة لأعمالها السينمائية، تألقت ملك الجمل بأعمالها المسرحية والإذاعية، ومن أشهر أعمالها الإذاعية دور خالتى بمبة فى المسلسل الإذاعى عيلة مرزوق أفندى، حيث جسدت دور المرأة الشعبية الثرثارة التى تتدخل فيما لا يعنيها.

ليلى حمدى.. رفيعة هانم
هناك بعض الفنانين تظل صورتهم محفورة فى تاريخ السينما حتى لو قدموا مشهدا واحدا فى أى عمل، ومن هؤلاء الفنانة ليلى حمدى التى اشتهرت بتقديم دور المرأة السمينة بخفة دم شديدة، ومن أدوارها الشهيرة الخادمة السمينة فى سكر هانم، والتلميذة المشاكسة فى شارع الحب، وزوجة محمود المليجى فى إسماعيل يس فى الأسطول وغيرها من الأدوار.

ومن المفارقات الطريفة ان ليلى حمدى اشتهرت بلقب رفيعة هانم، رغم أنها كانت أبعد ما تكون عن اللقب، فقد اعتمدت على ثقل وزنها فى الأدوار التى قامت بها.

سعاد أحمد.. أم حميدة
اشتهرت الفنانة سعاد أحمد بتجسيد دور الحماة خفيفة الظل فى العديد من الأفلام منها لهاليبو، عنتر ولبلب، القلب له أحكام، العيش والملح، ولكن يبقى فيلم ابن حميدو واحدا من أهم أدوارها، حيث جسدت دور أم حميدة زوجة حنفى شيخ الصيادين بتلقائية وخفة دم شديدة، وقدمت مع عبد الفتاح القصرى فى الفيلم ثنائيا كوميديا مليئا بالإفيهات التى لا تنسى.

إحسان شريف.. بهيجة بنت سلطح بابا
عندما نذكر اسمها، قد لا تعرفها، ولكن عندما نقول أنها من أدت دور بهيجة بنت سلطح بابا فى فيلم إشاعة حب فبالتأكيد ستتذكرها على الفور.. إنها الفنانة إحسان شريف التى برعت فى تقديم دور الثرية الارستقراطية فى فيلم إشاعة حب، حيث قدمت مع عميد المسرح العربى يوسف وهبى ثنائيا كوميديا رائعا لا يزال الجمهور يتذكره حتى الآن.

بدأت إحسان شريف مع عدة فرق مسرحية بأدوار صغيرة، ثم انتقلت إلى السينما عام 1947 بفيلم هديةمع محمود ذوالفقار، ثم انقطعت فترة عن السينما لمدة تقترب من 6 سنوات بعدها شاركت بفيلم بين قلبين مع شادية و كمال الشناوى، ثم تعددت أدوارها فقدمت راهبة الكنيسة فى الناصر صلاح الدين، والأم الطيبة فى النمر الأسود، والحماة القاسية فى خرج ولم يعد، وداية القرية فى البوسطجى، وغيرها من الأدوار التى أدتها ببساطة وتميز، وكان آخر أفلامها شهد الملكة مع نادية الجندى، وبالإضافة لأعمالها السينمائية، قدمت للتليفزيون عدة أعمال منها أبناء العطش، ميراث الغضب، العنكبوت، اللسان المر، الدوامة وغيرها.

زكية إبراهيم.. الحماة القاسية
اشتهرت الفنانة زكية إبراهيم بدور الحماة فى الأفلام التى شاركت فيها، وخاصة الأفلام التى قدمها على الكسار، فدائما كانت تجسد دور حماته قوية الشخصية قاسية القلب، ومن تلك الأفلام سلفني 3 جنيه، على بابا والأربعين حرامى، نور الدين والبحارة الثلاثة، كما عملت أيضا مع إسماعيل يس فى فيلم ليلة الدخلة، ومع حسين صدقى فى العزيمة.

وعلى الرغم من عدم قيامها بدور البطولة فى السينما، إلا أن الأمر لم يكن ذلك فى المسرح، فقد كانت بطلة فرقة على الكسار، وقيل أنها ارتبطت عاطفيا به، وكانت سببا فى ترك مارى منيب الفرقة بسبب غيرتها عليه.

جمالات زايد.. الخاطبة
برعت الفنانة جمالات زايد فى أداء دور الخاطبة أو المرأة الثرثارة التى لا تمل آبدا من الحديث، ورغم أنها لم تنل شهرة كبيرة مثل شقيقتها الفنانة آمال زايد، إلا أنها تميزت بشدة فى الأدوار التى قامت بها، ومن أشهر أدوارها دور الخاطبة فى الآنسة حنفى، ووالدة عبد المنعم إبراهيم فى سر طاقية الإخفاء، ودورها فى فاطمة وماريكا وراشيل، وغيرها من الأفلام الرائعة. كانت بداية جمالات زايد من خلال الإذاعة، ومن أشهر أدوارها الإذاعية أم على فى عيلة مرزوق أفندى وأم بندق فى ساعة لقلبك، كما قدمت عدة مسرحيات من خلال فرقة الريحانى ثم إسماعيل يس.

فيكتوريا كوهين.. اليهودية البخيلة
اشتهرت الفنانة فيكتوريا كوهين وهى مصرية يهودية بتقديمها شخصية المرأة اليهودية شديدة البخل فى العديد من الأفلام مثل آخر شقاوة، زقاق المدق، إجازة صيف، قصر الشوق، المشاغبون، كما عملت أيضا فى المسرح من خلال فرق يوسف وهبى، نجيب الريحانى، فؤاد المهندس، وكانت آخر أعمالها مسرحية أنا فين وأنت فين.

فايزة عبد الجواد.. المرأة الشعبية
تعد من أشهر كومبارسات السينما المصرية.. أجادت فى دور السجانة والسجينة والمرأة الشعبية التى تدخل فى مشاجرات مع أبطال العمل.. إنها فايزة عبد الجواد التى قدمت عشرات الأدوار الثانوية فى الثمانينات والتسعينيات، وحققت شهرة كبيرة من خلال تجسيدها لهذه الأدوار، فمن ينسى دورها فى فيلم هنا القاهرة مع محمد صبحى و سعاد نصر، أو آى أى مع ليلى علوى أو مسلسل بكيزة وزغلول وغيرها من الأدوار.

كانت بداية فايزة عبد الجواد فى السينما بالصدفة البحتة، حيث كان المخرج الراحل حسين فوزى يصور مشاهد من فيلم تمر حنة فى نزلة السمان، فخرجت مع أهالى المنطقة تشاهد الممثلين أثناء التصوير، وعندما لمحها رشدى أباظة أشار إلى المخرج عليها بين الجموع، وفى لحظات أصبحت من بين جموع الكومبارس الذين حشدهم المخرج مع التركيز عليها، وفى حوار قديم لها قالت فايزة لم أصدق صورتى على الشاشة بين رشدى أباظة و نعيمة عاكف و أحمد رمزى، فكانت فرحة وسعادة لا أستطيع وصفها .وعلى الرغم من عدم تقديمها أى أدوار رئيسة فى حياتها، إلا أنه اعترافا بتاريخها السينمائى كرمها مهرجان الإسكندرية السينمائى عام 2004.

وصلات



تعليقات