Fruitvale Station : السينما المستقلة الأمريكية أكثر صدقاً ومحلية

  • مقال
  • 05:34 مساءً - 8 ديسمبر 2013
  • 1 صورة



أفيش فيلم Frutvale Station

عُرض الفيلم الأمريكى Fruitvale Station أو محطة فروتفيل ضمن فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبى فى نسختها السادسة. الفيلم هو العمل الطويل الأول لمخرجه Ryan Coogler البالغ من العمر سبعة و عشرون عاماً فقط، ومن إنتاج الممثل الأمريكى Forest Whitaker . فاز الفيلم بجائزة النظرة الخاصة فى مهرجان كان السينمائى ومرشح بقوة للفوز باحدى جوائز ال Independent Spirit أو الروح المستقلة لأحسن ممثل ل Michael Jordan وأحسن ممثلة مساعدة Melonie Diaz و أحسن عمل أول لمخرجه.

حدث فعلاً إنه فى الواحد و الثلاثين من ديسمبر عام 2008, قُتل أوسكار جرانت على يد البوليس على رصيف محطة قطار الانقاق فروتفيل فى اوكلاند كاليفورنيا,. سُرب فيديو من موقع الحادث يظهر الضباط المتورطين أثناء القبض على أوسكار و أصدقائه، وأثناء اطلاق النار عليه وهو مكبل وملقى على الأرض. أثار الحادث صخب العديد من سكان اوكلاند الذين تظاهروا سلمياً إلا أن عنف البوليس مع المظاهرات أيضاً أدى إلى أعمال شغب فى اوكلاند. حُكم على الضابط الذى قتل أوسكار بسنتان للقتل الخطأ وخرج بعد إحدى عشر شهراً. الحادثة الشهيرة أثارت العديد من المواطنين الامريكيين كما اعادت فتح الجدال حول الجرائم العنصرية فى أمريكا من قبل الشرطة.

أوسكار شاب أسود فى الثانية و العشرين من عمره ويحب صوفينا التى ترفض الانتقال للعيش معه لانه قد خانها قبل ذلك، ولانها لا تريد لابنتهما تاتيانا أن ترى والدها يدخن الماريجوانا أو يلقى القبض عليه ويُسجن كما حدث قبل ذلك. يُطرد أوسكار من عمله فى الوقت الذى يفكر فيه بالزواج من صديقته, تُصبح العودة لتجارة المخدرات شبه ضرورة ولكنه يتراجع عن ذلك أملاً فى الأفضل. انه الواحد والثلاثين من ديسمبر, ليلة رأس السنة وعيد ميلاد والدته (الموهوبة أوكتافيا سبنسر) وأخر يوم فى حياة أوسكار.

يفتتح كوجلر فيلمه بمقطع الفيديو المصور بكاميرا محمول ليجعل من النهاية واقع تقريري نحمل عبئه طوال السيناريو الذى نرتبط فيه بالبطل المحتوم عليه بالموت. السيناريو ملىء بالتفاصيل التى أولا تكشف عن البحث الجاد الذى أمضاه مؤلفه فى معرفة بطله المقتول، فنرى مثلاً على الشاشة رسائل أوسكار النصية التى يبعث بها ﻷمه وصديقته وآخرين، وتتبعه الكاميرا أحيانا فى وقع وثائقى يُكسب المشاهد شعور واقعى يكسر حتى ارتباط التعاطف مع البطل السينمائى, ثانيا تتخطى تفاصيل السيناريو القصة الواقعية البحتة فتعطيك التفاصيل التى تشعر معها بأن الكاميرا اختفت و نتلصص بها على أوسكار فنراه يغسل اسنانه مع طفلته قبل النوم أو نرى صديقته تنظر بغيرة الى فتاة تقف لتسلم عليه بالمترو.

تعليق آخر على التفاصيل يأتى من مشاهد المترو التى بصدقها للواقع المحلى و تركيبته سواء فى اختيار الممثلين أو تعاملهم فى المكان العام (المترو)، وفى ظل هذة المناسبة (العام الجديد). ومع حشد يزيد عن المائة ممثل يصور كوجلر أحد أحلى مشاهد المترو الواقعية التى رأيتها مؤخراً فى السينما الأمريكية, مثبتاً انه كمخرج, كما هو ككاتب, يستطيع أن يُخرج مشهد يملك طموح الأدب من على الورق إلى الكاميرا.

يقول كوجلر أن مشاهد المترو وخاصة المحطة استغرقت ثلاثة أيام تصوير و كانت أصعب ما مر به كمخرج, و كان من الصعب مشاهدة أوسكار يموت مع كل اعادة للمشهد و لم تصبح أسهل مع الوقت ابداً.

بفيلمه هذا ينضم كوجلر إلى قائمة السينمائيين الذين نجحوا فى إضافة سياق إنسانى إلى صخب السياسة الملىء بالوقائع و لكن مفرغ من المشاعر,سياق لا تستطيع الهروب منه أو الحكم عليه سطحياًٍ مثلما تفعل مع الأخبار.



تعليقات