​The Grand Budapest Hotel... أسباب عديدة للبهجة المؤكدة

  • مقال
  • 04:01 مساءً - 14 يونيو 2014
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
السير المتزن على حبل رفيع بين الاهتمام بالشخصيات والحبكة
صورة 2 / 5:
"باليتة" الألوان
صورة 3 / 5:
​The Grand Budapest Hotel
صورة 4 / 5:
الرفقة الطيبة
صورة 5 / 5:
​The Grand Budapest Hotel... أسباب عديدة للبهجة المؤكدة

منذ انطلاقته المدوية في منتصف حقبة التسعينات من خلال فيلمه الأول Bottle Rocket وحتى هذه اللحظة، صار كل فيلم جديد يصدره الكاتب والمخرج الأمريكي ويس أندرسون بمثابة حدث سينمائي مُنتظر في كافة الأوساط السينمائية، ومع فوز فيلمه الثامن The Grand Budapest Hotelفي شهر فبراير الماضي بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان برلين السينمائي الدولي، صار الفيلم منتظرًا من قبل مريدي ويس أندرسون أكثر فأكثر، لكن السؤال البارز هنا، ما السر الكامن وراء البهجة التي يحدثها هذا الفيلم في عيون كل من شاهده، وكذلك بالتأكيد في سائر أفلام ويس أندرسون الأخرى؟

الاحتفاء بالحكاية:

ويس أندرسون هو صانع أفلام يقدر فعل الحكي في حد ذاته دون أن يكون وراء هذا التقدير أي رؤى فكرية كامنة في أي منحى من المناحي، ودون أن تدعيّ حكاياته أي شيء أخر غير ما هى عليه، ويقوم على هذا الأساس بتضمين أفلامه بعض الأساليب السردية التي تزيد من متعة الحكاية، ومثلما استمتع في فيلمه السابق والمتميز Moonrise Kingdom بالسرد عن طريق الرسائل المتبادلة بين سام وسوزي، نجد ويس في حكايته هنا يعتمد على سرد متداخل ممتع ومبني في الأساس على فكرة (العنعنة)، أو بمعنى آخر تناقل القصة من راوي لآخر، حيث تتنقل لنا الحكاية من قارئة تقرأ كتاب كتبه مؤلف يتحدث للمشاهدين في بداية الفيلم، والذي استوحى الحكاية بدوره من حكاية زيرو مصطفي ( إف موري إبراهام) الذي رواها على مسامعه عندما كان شابًا، تفاصيل المغامرة التي خاضها مع السيد إم جوستاف ( رالف فاينز).

البناء بالتفاصيل و"اللزمات":

هناك شيء هائل وراء كافة الشخصيات التي يخلقها ويس أندرسون، وهى رسمه لها من الخارج إلى الداخل، وليس من الداخل إلى الخارج كما يفعل غالبية صناع الأفلام، حيث يعطي الأولوية لكافة التفاصيل الخارجية للشخصية (تسريحة الشعر، الإكسسوارات، علامات مميزة في الوجه، الملابس، تعبيرات الوجه... إلخ)، ثم يتحرك من هذه التفاصيل إلى ما يكمن بداخل شخصياته، وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذه الطريقة أسهل من الطريقة الثانية، لكن بالتمعن سيكتشف المرء مدى المراوغة في التعامل مع هذه الطريقة، والتي قد تؤدي – إذا تم إساءة استخدامها – إلى تحول الشخصية المرسومة إلى مجرد كراكتر فاقع، وهو ما يتطلب وعي كبير بتفاصيل هذه العملية، ولحسن الحظ أن ويس أندرسون يعي ذلك جيدًا، ولا ينزلق إلى ذلك الفخ.

السير المتزن على حبل رفيع:

في نوعية الأفلام التي يقدمها ويس أندرسون عادة، والتي قد توصف بأنها "خفيفة" – إن جاز التعبير -، هناك توازن كبير يقوم به ويُحسد عليه الرجل بين الاهتمام بمسارات الحبكة وتفاصيل الشخصيات، حيث أنه في العديد من الأفلام "الخفيفة" الأخرى قد ينصب الاهتمام على الشخصية أو الشخصيات الرئيسية، فتصير الحبكة مجرد مواقف متتالية دون رابط ما، أو أن ينصب الاهتمام على الطريقة التي تسير بها الحبكة دون وضع اعتبار الشخصيات في الاعتبار.

"باليتة" الألوان:

تحدث العديد من النقاد على مدار السنوات الماضية على الكم الهائل من الألوان التي يستخدمها ويس أندرسون في أفلامه، والتي تنجح طوال الوقت يمنح أفلامه الكثير من البهجة البصرية، وفي هذا الفيلم، يلجأ ويس في الغالب لكافة الألوان الباردة بمختلف درجاتها وعلى رأسها البنفسجي والأزرق مع درجات متداخلة من الوردي والأبيض، وهو ما يمنح الطبيعة الجليدية لزوبورسكا وفندقها الكبير الكثير من الجلال والفخامة.

طرافة الرؤية:

يحاول ويس أندرسون في أغلب الوقت أن يولد الكوميديا بشكل كبير من الصورة دون أن يتجاهل بشكل كامل استيلاد الكوميديا دراميًا من المواقف، لكنه في نفس الوقت يلقى بالكثير من الثقل على الصورة لكي تخرج على النحو الذي نراه في نهاية المطاف، حيث يحرص على أن يصير كل كادر، وكل حركة كاميرا مستخدمة (خاصة الزووم إن والزووم أوت اللذان يلجأ إليهما ويس كثيرًا) ذات طابع طريف، ويعبر بذكاء عما يراه "ويس" طريفًا في الحكاية التي يرويها.

الرفقة الطيبة:

هناك شيء بالغ الجاذبية وراء رؤية ويس في فيلم تلو الآخر مع رفاقه من الممثلين الذين اعتاد العمل معهم في كافة أفلامه، الأمر أشبه بمشاهدة رفاق اللعب وهم يجربون في كل مرة لعبة جديدة، مهما كان حجم الدور الذي يؤديه أي منهم في كل فيلم جديد، ستجد نفسك مثلا تتبسم لا إراديًا هنا بمجرد ظهور بيل ماري، حتى ولو لم يظهر في هذا الفيلم سوى في ثلاثة مشاهد فحسب، أو برؤية عدد هائل من الممثلين الذين شاركوا في العمل مع ويس في أدوار صغيرة للغاية، مثل تيلدا سوانسون، جيسون شوارتزمان، أدريان برودي، وغيرهم. المدهش أنه مع اعتيادية رؤياك لهم في أفلام "ويس"، إلا أنك لن تمل من ظهورهم المرة تلو الآخرى.

المشاهدة في جماعة تجعل الأمر أكثر امتاعًا، فلا تشاهده وحدك.



تعليقات