ماهر عواد وشريف عرفة.. إحنا اللي هما لامؤاخذة

  • مقال
  • 06:11 مساءً - 24 سبتمبر 2014
  • 2 صورتين



صورة 1 / 2:
شخصيات ماهر عواد وشريف عرفة
صورة 2 / 2:
أربعة أفلام جمعت الثنائي شريف عرفة وماهر عواد

من بين كافة الثنائيات الفنية على صعيد السيناريو والإخراج يبقى الثنائي " ماهر عواد و شريف عرفة" الأكثر تميزًا وبريقًا واختلافًا في تاريخ السينما المصرية الحديث.

"ماهر عواد" خريج المعهد العالي للسينما عام 1983، قدم أول أفلامه مع زميل دراسته "شريف عرفة" عام 1986 حيث شهدت دور العرض لأول مرة اسم شريف عرفة كمخرج وماهر عواد كسيناريست على أفيش فيلم " الأقزام قادمون" الذي قام ببطولته الفنان يحيى الفخراني، ليبدأ الوهج الأول في شعلة سينمائية حملها الثنائي على مدار أربعة أفلام شكلت تغيرًا جذريًا في السينما المصرية، وأسست لمدرسة جديدة تجمع بين الفنتازيا الواقعية بسحرها وشغف الاستعراضات وعذوبة الفيلم الموسيقي.

لينطلق بعدها الثنائي "عواد / عرفة" لأفق أرحب ومساحة أوسع من الإبداع والتجلي السينمائي، فيقدما في عام 1988 فيلمهما الثاني بعنوان " الدرجة الثالثة" بطولة سعاد حسني و أحمد زكي، هذا العمل الذي أثار ضجة رقابية وسياسية واسعة دفعت السلطات المصرية وقتها لمنع عرضه على شاشات التلفزيون، ليظل الفيلم لفترة طويلة حبيس مكتبات الأفلام ليكون واحدًا من أندر الأفلام السينمائية المصرية وأكثرها اختلافًا.

انتقد الثنائي ماهر عواد وشريف عرفة في "الدرجة الثالثة" ممارسات النظام في العهدين الناصري والساداتي بطريقة فانتازية ساخرة، من خلال نادي لكرة القدم وعلاقة إدارته المتمثلة في جماعة "حبايب النادي" ويرأسها الكابتن عوف الأصيل " جميل راتب" بمشجعين ومحبين النادي من جمهور الدرجة الثالثة من البسطاء والمهمشين وعلى رأسهم "مناعة " سعاد حسني و"سرور" أحمد زكي، وطرق الاحتيال عليهم وتطويعهم وتدجينهم حينا وقمعهم أحيان أخري، وعلى الرغم من فشل الفيلم في دور العرض إلا أنه لفت الأنظار إلى هذا الثنائي المختلف كليًا عن السينما في هذا الوقت.

واستمرار لمسلسل الصعود قدم الثنائي "عواد وعرفة" فيلمهما الثالث في قالب غنائي استعراضي عام 1991 وحمل اسم " سمع.. هس" بطولة ممدوح عبدالعليم و ليلى علوي، ليصطدم الفيلم مرة أخري بالسلطات المصرية ويعاني من مشاكل رقابية حتى يرى النور، الفيلم الذي ينتقد الحالة التي أصبح عليها المجتمع من سيطرة الفاسدين ولصوص الأحلام على الساحة عن طريق المطرب المعروف سارق الأغاني "غندور" حسن كامي، الذي يواجه المتمسكين بالحلم والراغبين في الحياة "حمص" ممدوح عبدالعليم و"حلاوة" ليلى علوي، هذا الفيلم الذي قال عنه المخرج المتميز " خيرى بشارة" (أنه بداية لسينما جديدة تختلف عن كل ما سبق وأنه إعادة تعريف للفيلم الاستعراضي).

وفي نفس العام قدم الثنائي واحدًا من أكثر الأفلام السينمائية غرابة واختلافا في العقود الأخيرة، والذي حمل اسم " يا مهلبية يا" بطولة هشام سليم وليلي علوي و عبدالعزيز مخيون و أحمد راتب و علاء ولي الدين و أحمد أدم و صلاح عبدالله وحسن كامي، الفيلم الذي تدور أحداثه داخل فيلم في سابقة جريئة وجديدة من نوعها على السينما المصرية، حيث يلتقى خطان زمنيان مختلفين في الفيلم، الزمن الحالي وزمن الأربعينات إبان تأجج المقاومة المصرية ضد الاحتلال البريطاني وحرب فلسطين ليكشف ماهر عواد وشريف عرفة سوءة كافة الأنظمة السياسية، وما أحدثوه من فساد سياسي واقتصادي واجتماعي، ولتكون نهاية الفيلم هي النهاية الفنية بين الثنائي ماهر عواد وشريف عرفة لينطلق شريف عرفة في طريقه لتقديم سينما خاصة به داخل نمط تقليدي بعض الشىء، وذلك بتكوينه الثلاثي الجديد وحيد حامد و عادل إمام وشريف عرفة الذي أثرى السينما هو أيضا بالعديد من الأعمال.

أما ماهر عواد المختلف والمتمسك باختلافه، فقرر أن يحاول إعادة الكرّة مرة أخرى مع مخرج جديد وهو " سعيد حامد"، فقدما معًا فيلمهما الأول " حب في التلاجة" عام 1992 بطولة يحيى الفخراني و عبلة كامل و دينا و علي حسنين و خالد الصاوي، الفيلم الذي تناول نظرية العولمة وأمركة العالم قبل أن يعرف العالم نفسه ماهية العولمة بسنوات.

وعلى الرغم من اختلاف السيناريو كليًا عن كل ما هو مطروح على شاشات السينما وقتها، إلا أن ظهور الفيلم بصورة ركيكة قد يعود لعدة عوامل ليس من بينها السيناريو، فمن حداثة عهد المخرج "سعيد حامد" وقتها وكونها تجربة أولى إلى ضعف الإنتاج إلى رداءة الخدع البصرية، وسوء اختيار أماكن التصوير، تحول فيلم كان من الممكن أن يعد من الأفلام التي تشكل نقطة تحول في السينما المصرية إلى فيلم ركيك سيء الصنع.

ويعاود ماهر عواد الكتابة مرة أخري، ويطل علينا بفيلم جديد وهو " رشة جريئة" عام 2001 إخراج سعيد حامد، الفيلم الذي على الرغم من ميله للشكل الاستعراضي الذي برع فيه عواد، إلا أنه جاء خاليًا من روح عواد الحقيقية، كأنها بداية النهاية كما يسميها البعض، ليختتم ماهر عواد رحلته السينمائية بفيلم لا يليق بتاريخه المختلف المتميز وهو فيلم " صاحب صاحبه" عام 2002، والذي جاء خاليًا من السينما نفسها لا من روح عواد فقط، لتكون محطة توقف مؤقته لماهر عواد وتظل أعماله حبيسه الأدراج حتي بعد فوزه بجائزة ساويرس الثقافية عام 2010 عن سيناريو فيلم "حتى نفاذ الكمية".



تعليقات