ليام نيسون.. سطور فنية لفنان رسم خارطة هوليوود من جديد

  • مقال
  • 05:25 مساءً - 27 اكتوبر 2014
  • 1 صورة



ليام نيسون

هنالك ممثلون مارسوا طقوس فوضى الحياة في أفلامهم، واحتلوا مساحات شاسعة في قلوب الجماهير العاشقة للسينما في كل أصقاع العالم، والسبب يعود إلى أنهم عاشوا تفاصيل يومياتهم المتشعبة بصفاء ونقاء بعيدًا عن التصنع والتقمص، لأنهم عاشوا تجربة الحياة الحقيقية من خلال اندماجهم بالشخصية السينمائية.

هذه المعادلة لا تنطبق على كل الممثلين السينمائين في العالم، بل هنالك قلة منهم يمكن وضعهم ضمن خانة هذه المعادلة، ويمكن تسميتهم بالممثلين الصادقين في ظهورهم بين سطور السينما والحياة.

من هؤلاء الذين تنطبق عليهم هذه الصفة الممثلون العالميون روبرت دي نيرو و كلينيت إيستوود و مارلون براندو و ال باتشينو و رالف فينس و خواكين فينكس والراحل الأسطورة جيمس جاندولفيني و ليام نيسون كل هؤلاء وغيرهم يعتبرون أساطير صنعت من الكلمة والصورة مشاهد حية لواقع هذه الحياة.

لذا لو دونت الكلمات والحروف على الورق الأبيض برفقة قلمي وفوق القماش الأبيض بصحبة ألواني، لن تكفي لكي اُحلل شخصيات هؤلاء الأساطير السينمائية، لذا سأتوقف بين زوايا سطوري لكي اتحدث عن واحد منهم، ألا وهو أسطورة الرجولة والثورة الإنسانية والفكرية والفلسفية ليام نيسون، هذا الممثل الأيرلندي الذي دخل أرض هوليوود من بوابة الثائرين على قيم وأعراف وأسس السينما العالمية والأمريكية.

فالممثل العالمي ليام نيسون يستحق أن يتصدر لائحة عظماء السينما العالمية لما يمتلكه من ذكاء فني وشخصية ثورية تمتزج فيها قيم وأخلاقيات الحب والعشق والكفاح والنضال والصمود في أعماله السينمائية، فهو ممثل من العيار الثقيل لا يقدر بثمن نظرًا لامتلاكه طاقات وإمكانيات عقلية وفكرية وذهنية وجسدية، إضافة إلى لكنته المتميزة.

تتميز اللغة الإنجليزية البريطانية بشراسة تعابيرها اللغوية أثناء الحديث، وتقابلها في الجهة الأخرى اللغة الإنجليزية الأمريكية التي تعتبر قواعدها اللغوية أكثر سلاسة ونعومة أثناء الحديث، وهاتين اللغتين تعتبران اللغة الرسمية لمعظم الأعمال السينمائية العالمية، لكن المثير في الأمر أن إحدى الصفات التي يمتلكها الممثل ليام نيسون هي المزج ما بين هاتين اللغتين أثناء الحوار في أعماله السينمائية، ومزج معانيهما ومفرداتهما باللكنة الايرلندية.

هنا يتضح دوره - أي ليام نيسون- في استقطاب عشاق اللغة من الجانب الروحي في معظم أعماله وشخصياته، وهو ما كان له الدور الابرز في ظهور شخصياته بلمسة سحرية لا تضاهيها لمسة فنية في كل أصقاع ارض هوليوود، اضافة إلى مظهره الخارجي الملفت للنظر وللعين السينمائية وللمتذوق السينمائي، ورغم بساطة نوعية ملابسه وعدم اتخاذه الطابع الرسمي في ارتداء الملابس على طريقة عظماء هوليوود، وكل هذه الأمور ساهمت في ابراز مواهبه كممثل يتقن دوره في السينما والحياة مجتمعين بدقة لا مثيل لها مقارنة مع نظرائه السينمائيين.

فهو كرجل وكممثل وكعاشق وكمحب لشخصيته الفنية وكمحارب للشر يعطي اثارة لمن يتابع اعماله السينمائية، والأهم من كل هذا أنه يملك قدرة وطاقة هائلة في جذب خيوط العقل والفلسفة والمشاعر والاحاسيس تجاهه كممثل يتقمص أي دور أيا كان نوعيته.

اعمال ليام نيسون كثيرة منها The Grey, Taken 1 and 2, Third Person, Non-Stop, Unknown، والجزء الثالث من Taken الذي يتم تصويره حاليا في فرنسا وسيصدر في 2015.

كل هذه الافلام وغيرها غيرت مجرى تاريخ هوليوود السينمائي على المستوى العالمي، ومن أكثر هذه الافلام التي لاقت ردود فعل واسعة، والتي أبهرت الجماهير فيلمه The Grey الذي أعشقه بجنون، ولا يمكن أن تمر عدة شهور دون أن أخرجه من مكتبتي السينمائية لكي اشاهده لأن هذا الفيلم يجسد صراع الانسان من أجل البقاء، اضافة إلى تركيز المخرج على الجانب العاطفي في شخصية ليام نيسون ( صائد الذئاب ) وحنكة المؤلف في تصوير البعد الفكري والفلسفي والثوري في شخصية ليام نيسون وهو يواجه حالة الانهيار الانساني في رحلته من أجل تتويج ثورته كإنسان لكي يحيا بقوة مبادئه وايمانه بقدسية طقوس الحياة.

لذا فالممثل العالمي ليام نيسون ظاهرة سينمائية قل مثيلها في سينما هذا العصر الغريب الأطوار، ولكي أكون واضحًا وصريحًا، أنا لم أكن محايدًا في كتابة هذه السطور، لأنني مولع ومهووس ومجنون بشخصيته الرجولية السينمائية الثورية التي بالفعل لطالما ادهشتني وأذهلت طموحاتي الفنية كمشاهد للافلام السينمائية وكناقد سينمائي يحاول أن يعطي صورة مشرفة لما تقدمه هذه الشاشة العملاقة من أعمال تستحق أن تؤرخ بسطور لا نهاية لها في دهاليز المتاحف الفنية العالمية بالصورة والصوت والكلمة والقلم.

فالسينما هي روح ثقافة المثقفين، ومن يتقمص أدوارها في الواقع والخيال، فهو يستحق أن يلقب بالأسطورة السينمائية.

وليام نيسون أسطورة بكل المقاييس العلمية الفنية، يستحق أن يتوج بكلمات وسطور منا نحن عشاق السينما، نحن جيش ثقافة الصوت والصورة، فهم يرسمون البهجة والفرح والمتعة والثورة والحرية والنصر على الشاشة، ونحن نقف أمامهم نشاهد روائعهم ثائرين عاشقين غاضبين.

نرفع قبضتنا عندما يقاتلون الشر، نذرف الدموع عندما تقتل البسمة والانسانية، نضحك نبتسم نمتزج نندمج بمشاهدهم وأحداثهم ويومياتهم لكي نشعر أننا ما زلنا نملك مشاعر وأحاسيس، وهذا هي نقطة البحث عن الذات الانسانية المفقودة فينا.



تعليقات