في ذكرى ميلاده : أحمد زكي يذكرنا بحضوره الدائم في الأفئدة

  • مقال
  • 03:29 مساءً - 18 نوفمبر 2014
  • 1 صورة



زكي في شخصية حليم

مشهد رنان طالما تذكرناه من فيلم ( ضد الحكومة) للمبدع الراحل أحمد زكي حينما ترافع في المحكمة لصالح أسر ضحايا الإهمال والجهل والفقر، وطعن الحكومة بخنجر القهر وواجهها بأساليبها البالية التي أدت إلى سقوط البلاد، لم يكتف فقط بتوجيه اللوم إلى الحكومة بل قام بتوجيه اللوم إلى الجميع، فكل مواطن له أخطاء حتى ولو كانت بسيطة، بدت المرافعة كما لو كانت حقيقية، كما أثرت في نفوس كل المشاهدين.

نشأة بائسة

إنه الفنان العظيم أحمد زكي متولي عبد الرحمن، ابن مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، ولد في 18 نوفمبر عام 1949، كان الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، فتزوجت أمه برجل آخر، وتربى هو وحيدًا مع جده، وبعد تخرجه من المدرسة الإعدادية التحق بالمدرسة الصناعية، وهنا ظهرت موهبته الفنية، حيث شجعه ناظر مدرسته على تنمية موهبته، وعند زيارة مجموعة من الفنانين لمدرسته ومشاهدة بعض العروض الفنية التي شارك بها زكي، نصحوه بأن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية، وتنبأوا بأن يكون له شأن كبير في مجال التمثيل.

أصبح الفنان الصاعد نجمًا أثناء دراسته بالمعهد العالي للفنون المسرحية، فعمل بمسرحية " هالو شلبي" في دور رياض مع الفنان القدير عبد المنعم مدبولي والفنان سعيد صالح والفنانة مديحة كامل و سهير الباروني، وتخرج عام 1973، وكان الأول على دفعته، وعمل بعدها في العديد من العروض المسرحية التي ذاع صيتها أنذاك مثل مسرحية مدرسة المشاغبين، كما شارك في العديد من مسلسلات التليفزيون مثل مسلسل " هو وهي" و" نهر الملح" و" الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين".

وكانت بداياته في مجال السينما من خلال أفلام " بدور" و" أبناء الصمت" و" ليلة وذكريات" و" وراء الشمس" و" العمر لحظة" إلى أن دخل حقبة الثمانينات والتي يمكن أن نُطلق عليها حقبته.

نجم الثمانينات والتسعينات بجدارة

يُعتبر أحمد زكي من أباطرة حقبة الثمانينات والتسعينات، ويصنفه البعض بالنجم الأول بلا منافس، حيث قدم الكثير من الأعمال التي وجدت لنفسها مجالًا واسعا في نفس المشاهدين، والتي مازالت تُعرض حتى الآن وتجد صداها لدى الأجيال الصاعدة أيضًا، مثل أفلام مثل " العوامة رقم 70" و" درب الهوى" و" المدمن" و" الاحتياط واجب" و" التخشيبة" و" البرنس" إلى أن وصل إلى أفلام مثل " الراقصة والطبال" و" النمر الأسود" عام 1984، و" سعد اليتيم" سنة 1985، و" حب فوق هضبة الهرم" و" شادر السمك" و" البريء" عام 1986 في دور "أحمد سبع الليل"، و" أربعة في مهمة رسمية" و" البيه البواب" عام 1987، و" زوجة رجل مهم" عام 1988، و" ولاد الإيه" و" الإمبراطور".

وعندما وصل إلى بداية التسعينات، قدم روائع فنية عظيمة للغاية رسخت مكانته عند الجمهور أكثر وأكثر فقدم " كابوريا" عام 1990، و" الراعي والنساء" والفيلم المشار إليه سابقٌا " ضد الحكومة" عام 1992، و" مستر كاراتيه" عام 1993، و" سواق الهانم" عام 1994، و" الرجل الثالث" و" استاكوزا" و" أبو الدهب" و" حسن اللول" و" أرض الخوف" وغيرها من الأعمال العظيمة.

روائع السير الذاتية

من الفنانين العظام الذين اهتموا بأعمال السير الذاتية للمشاهير والسياسيين، فقدم مسلسل "اﻷيام" لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين عام 1979، وقدم فيلم " ناصر 56" عام 1996، حيث جسد دور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وقدم بعدها فيلم " أيام السادات" عام 2001، ليجسد دور زعيم آخر وهو الراحل أنور السادات، وكانت أخر أعماله في مجال السيرة الذاتية فيلم " حليم" الذي جسد فيه شخصية العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وتوفي زكي قبل عرض الفيلم، حيث أدى الشخصية وهو في أشد حالات مرضه.

حياته الأسرية

لم يتزوج الفنان الراحل إلا مرة واحدة من الفنانة هالة فؤاد وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم أحمد زكي الذي قرر العمل بالتمثيل بعد وفاة والده، وقد حرص زكي على استمرار العلاقة الطيبة مع الفنانة هالة فؤاد حتى بعد انفصاله عنها، وحزن أحمد زكي حزنًا شديدًا بعد وفاتها حتي قيل أنه سقط أثناء التصوير عند سماع الخبر، وبعدها لم يفارق ابنه "هيثم" حتى أثناء التصوير وظل يعيش في أحد الفنادق المطلة على النيل لمدة 18 عامًا وهجر شقته التي كان يعيش فيها.

جوائز وتكريمات

نال المبدع الراحل العديد من الجوائز والأوسمة على أعماله العظيمة مثل جائزة مهرجان الإسكندرية عن فيلم " امرأة واحدة لا تكفي" عام 1989، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "كابوريا" 1990، كما حصل على جائزة أفضل ممثل عن فيلم "أيام السادات" عام 2001، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن فيلم " معالي الوزير" عام 2002، كما حصل على وسام الدولة من الطبقة الأولى في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك عن أدائه في فيلم "أيام السادات"، واحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة.

أحمد زكي قتل نفسه

ليس القتل هنا بمعنى أنه انتحر أو قتل نفسه، لكن ممارسته للتدخين الشره أصابه بمرض سرطان الرئة، حيث دخل المستشفى في حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره إلى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن، ولم تستطع مجهودات الأطباء في الحفاظ على حياته، ووافته المنية يوم 27 مارس عام 2005 بمستشفى دار الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر، رحم الله الفنان الراحل.



تعليقات