بعد أربع سنوات، كيف قدمت السينما المصرية ثورة 25 يناير؟

  • مقال
  • 04:28 مساءً - 25 يناير 2015
  • 7 صور



صورة 1 / 7:
عمرو واكد في مشهد من فيلم (الشتا اللي فات)
صورة 2 / 7:
آسر ياسين في مشهد من فيلم (فرش وغطا)
صورة 3 / 7:
أحمد عيد وأحمد صفوت في مشهد من فيلم (حظ سعيد)
صورة 4 / 7:
منة شلبي وباسم سمرة في مشهد من فيلم (بعد الموقعة)
صورة 5 / 7:
أحمد الفيشاوي في مشهد من فيلم (شباك)، إحدى أفلام الفيلم الجماعي (18 يوم)
صورة 6 / 7:
الناشط السياسي أحمد حسن في مشهد من الفيلم الوثائقي (الميدان)
صورة 7 / 7:
حنان مطاوع وأحمد عزمي في مشهد من فيلم (وبعد الطوفان)

اليوم يصادف الذكرى الرابعة لاندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير التي منحت الملايين في مصر والعالم وقتئذ الأمل في غدٍ أكثر اشراقًا، واستطاعت أن تزلزل الأرض مع وقع قدومها ودبيب خطواتها، لكننا في هذا المقال لا ننوي الحديث عن المسارات التي اتخذتها الثورة فيما بعد وما آلت إليه أو حتى استرجاع ما كان من أمرها، بقدر ما نبتغي أن نقدم حصادًا سينمائيًا لأبرز الأفلام المصرية التي صُنعت عن الثورة بهدف أن نرى كل الانعكاسات المختلفة لصورة الثورة في مرآة السينما.

18 يوم:

يمكن اعتباره أول مشروع سينمائي/جماعي على الإطلاق عن الثورة بمبادرة من المخرج يسري نصر الله، وكان المشروع يهدف إلى طرح عدد من القصص ووجهات النظر المتباينة التي تتركز جميعها حول الثمانية عشر يومًا التي شهدت وقائع الثورة، وعلى الرغم من عدم طرح الفيلم تجاريًا حتى الآن منذ إنتاجه في صالات العرض السينمائية، إلا أنه قد حظى ببعض العروض الخاصة في عدة فعاليات سينمائية، مما مكّن قلة قليلة جدًا من مشاهدة الفيلم.

وعلى قدر الحماس الشديد الذي غلف الرؤية العامة المقُدمة في جميع الأفلام القصيرة العشرة التي تضمنها هذا الفيلم، خاصة بسبب إنتاجه بعد أشهر قليلة للغاية من قيام الثورة، كان هناك الكثير من التفاوت من حيث المستوى الفني، فمع خفة ظل (إن جالك الطوفان) وتميز (خلقة ربنا- شباك- #تحرير2-2)، نشهد أيضًا إعتيادية كبيرة في (داخلي- خارجي)، ومبالغة سردية/تمثيلية في (19-19)، ونزوع شديد إلى الحالة المسرحية في (احتباس).

مشهد من الفيلم القصير (أشرف سبرتو) ضمن فيلم (18 يوم):

link]

تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي:

ثاني مشروع سينمائي/جماعي عن الثورة في نفس العام، لكنه هذه المرة وثائقي، كما أنه قد حظى بحظ أوفر بكثير عن الفيلم السابق، حيث طُرح لفترة وجيزة في دور العرض بمصر بعد عرضه ضمن فعاليات بانوراما الفيلم الأوروبي، وبعد رفعه بفترة بسيطة من دور العرض، عرض من جديد من خلال إحدى القنوات الفضائية بشكل حصري، ليجد الفيلم طريقه بعدها مباشرة عبر Youtube.

وعبر الأقسام الثلاثة التي يتضمنها الفيلم (الطيب/الشرس/السياسي)، يتضح التزاوج الكبير الذي حمله الفيلم ككل بين النزعة الوثائقية والصنعة الصحفية، وهو ليس بأمر غريب لكون الكاتب والصحافي هيثم دبور هو المسئول عن معالجة وإعداد الفيلم، ولكن في الوقت ذاته يحافظ الفيلم على الروح الخاصة التي يحملها كل جزء على حدة.

إعلان الفيلم:

link]

بعد الموقعة:

قبل صدوره رسميًا في دور العرض المصرية، تحول فيلم يسري نصر الله إلى واحد من أكثر الأفلام المرتقبة لعام 2012 في مصر، وليس فقط بسبب مشاركته في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، ولكن لأن الجميع كان ينتظر ما يحمله يسري في جعبته لجمهوره عن الثورة، خاصة مع تركيزه على واحدة من وقائعها الفاصلة، وهي موقعة الجمل التي حدثت في الثاني من فبراير، مُسببة سقوط عدد كبير من الضحايا ما بين قتلى وجرحى.

قد يكون في بدء الأمر شيئًا إيجابيًا أن يكون الفيلم محددًا ومركزًا فيما يريد التحدث عنه ومناقشته، لكن ما يضيع تلك النقطة المضيئة هو إتخاذ الفيلم لمنظور فوقي ينظر لكافة الأمور من برج عاجي، وهو نفس منظور "ولاد الناس" إن جاز التعبير، مما أدي لأن يكون فيلمًا متعاليًا، ليكرر يسري بذلك نفس الخطأ الذي وقع فيه في الفيلم القصير (داخلي- خارجي) الذي قدمه ضمن فيلم 18 يوم، وذلك بالرغم من سلامة نية المخرج، خاصة مما شهدناه معه في أفلامه السابقة.

إعلان الفيلم:

link]

حظ سعيد:

منذ مطلع الألفية الثالثة، صادف الفنان أحمد عيد الكثير من النجاح الجماهيري بعد تقديمه لسلسلة من الأفلام الكوميدية السياسية، بدأها ب ليلة سقوط بغداد، وتلاها فيما بعد بفيلمي أنا مش معاهم و رامي الاعتصامي، لهذا كان تفكيره في تقديم وقائع الثورة على نحو ساخر مثلما كانت عادته في الأفلام التي صنعت نجاحه هو أمر بديهي للغاية.

وعلى الرغم من تقاطع الأحداث الرئيسية للفيلم مع أحداث فيلم عايز حقي، خاصة في تفاصيل علاقة سعيد (أحمد عيد) بسماح ( مي كساب)، إلا ان الحس الساخر للأحداث يعوض عن الكثير من تقليدية القصة، مع توفيقه في الوقوف على مسافة واحدة من كل القوى التي تحركت خلال الثورة، وهو ما سمح له بممارسة الكثير من النقد الساخر، وهو ما يتجلى في التتابع الذي يجالس فيه سعيد مجموعة من النشطاء السياسيين ذوي التوجهات المتباينة في إحدى الخيم المنصوبة بميدان التحرير، والتي يخرج بعدها مشوشًا أكثر مما كان قبلًا.

إعلان الفيلم:

link]

فرش وغطا:

بعد أن شارك المخرج والكاتب أحمد عبدالله في فيلم (18 يوم) بفيلمه القصير الخالي من الحوار (شباك)، والذي حاول من خلاله تناول الثورة من وجهة نظر شاب لا يغادر منزله طوال الوقت، ويتابع كل فعاليات الثورة من خلال التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، عاد من جديد بعد عامين في فيلمه (فرش وغطا) الذي حاول من خلاله تناول الأحداث التي غابت عن الصورة الخارجية للثورة.

لكن في المقابل يمارس أحمد عبدالله في فيلمه هذا تجريبًا غريبًا وملتبسًا بشدة في محصلته النهائية، مما نتج عنه تنافر شديد، وهو ما تجسد في تحويله جميع المشاهد الحوارية إلى همس غير مسموع، مع لجوئه على النقيض إلى سرديات وثائقية جافة وأناشيد صوفية تأتي كفواصل درامية دخيلة ومناقضة للحالة الأولى للفيلم.

إعلان الفيلم:

link]

الميدان:

لم يحظ أي فيلم صنع عن الثورة سواء أكان روائيًا أو وثائقيًا بنفس التغطية والاهتمام في الإعلام المصري التي حاز عليها هذا الفيلم الذي أخرجته جيهان نجيم، وذلك بعد أن حظى بواحدة من المقاعد الخمسة لمرشحي جائزة الأوسكار في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، بالإضافة إلى فوزه لاحقًا بثلاث جوائز إيمي.

قد يكون الفيلم مفيدًا وشيقًا للمشاهد غير المصري الذي لم يعاصر الأحداث الكثيرة التي يحاول الفيلم تناولها في ساعة ونصف فقط أو للذي لا يملك أي فكرة عن الأوضاع التي كانت تعيشها مصر، لكن بالنسبة للمشاهد المصري، فالأمر يختلف تمامًا.

لقراءة مقالة نقدية كاملة عن الفيلم، من هنا

إعلان الفيلم:

link]

الشتا اللي فات:

على الصعيد الشخصي، لم أكن مستبشرًا أي خير فيما يرتبط بفيلم (الشتا اللي فات) بناء على مشاهداتي السابقة لفيلمي ( حاوي) و( القط)، وذلك بسبب الافتعال الشديد الذي يصبغه الكاتب والمخرج إبراهيم البطوط حينما يحاول أن يفرض عنوة مجموعة من الأبعاد الدرامية التي قد لا تحتملها طبيعة القصص التي قدمها في هذين الفيلمين.

لكن للحق، كان (الشتا اللي فات) أفضل حالًا بكثير من الفيلمين الآخرين، وربما يكون ذلك لأنه لم ينفرد بمهمة الكتابة بمفرده، حتى على الرغم من عدم نضوج الشكل الفني الذي يحاول تقديمه من خلال آلية الربط الفائق التي يحاول نسجها بين الخطوط الثلاثة لقصة الفيلم.

إعلان الفيلم:

link]

وبعد الطوفان:

يحاول الفيلم أن يتجاوز الحديث عن الثورة من خلال تناول مرحلة ما بعد الثورة والتحديات التي تواجهها في سبيل الصمود، لكنه منذ البداية يتحول إلى مجرد فاصل من الإزعاج والصراخ الخطابي الساذج للدرجة الذي يدفعك للتخلي عن المشاهدة والاكتفاء بالاستماع إلى شريط الصوت، وذلك بسبب وجود كم رهيب من الأداءات التمثيلية السيئة التي يتحمل وزرها المخرج حازم متولي، كما أنني لم أتحمل شخصيًا - لكوني سكندريًا - ذلك الكم الهائل من الكليشيهات المرتبطة بمدينة الاسكندرية، هل لا يزال هناك أحد في هذه المدينة حتى يومنا الحاضر يقسم بالمرسي أبو العباس؟ وهل لا يوجد أي معالم في الاسكندرية سوى الكورنيش ومقاهيه؟

إعلان الفيلم:

link

قبل الربيع:

بما أن الفيلم لم يعرض تجاريًا بعد، فلا نستطيع تقييمه فنيًا لحين صدوره ومشاهدته، وإن كان يمكن التكهن بما قد يقدمه هذا الفيلم لنا من خلال الحالة العامة التي غلفت أول إعلان له.

إعلان الفيلم:

link]



تعليقات