Chappie.. أسئلة وجودية في عالم مستقبلي مكرر

  • مقال
  • 11:48 صباحًا - 6 ابريل 2015
  • 1 صورة



Chappie

(تحذير: هذا المقال يحتوي على معلومة قد تكشف نهاية الفيلم، ينصح بقراءته بعد المشاهدة)

لم أكن أتخيل أنه سيضيع ما يقرب من الساعتين من وقتي على فيلم حرب الأشاوس، أقصد حرب الآلات، في مستودع كراكيب بجنوب أفريقيا، كل دقيقة كانت تمر كنت أفكر في أنني سوف أعطي لهذا الفيلم دقيقة أخرى، فرصة ربما لإثبات حسن نيتي ولكي لا أترك الفيلم قبل نهايته، ولكن خاب ظني، كما توقعت.

فيلم Chappie، الذي يقوم ببطولته هيو جاكمان وبطل فيلم " Slumdog Millionaire" ديف باتل، والذي اعتبره الفيلم اﻷسوأ لكليهما بكل تأكيد، وهو نقطة سوداء في مسيرة هيو جاكمان بالتحديد، الذي تقمص طريقة تفكير محمد سعد عندما قدم شخصية "اللمبي" في ما يزيد عن 4 أعمال سينمائية، وبغض النظر عن التشبيه الساخر، إلا أن هيو جاكمان بعدما قدم فيلمه الرائع Real Steel، فكر في تقديم عمل شبيه ولم يمر على الأول إلا ثلاث سنوات فقط.

أعتقد أن فكرة استثمار نجاح عمل في إنتاج عمل آخر شبيه، فكرة غير صائبة، ونجاحها لا يتوقف فقط على الميزانية أو الأبطال الذين لمعوا من قبل في تقديم العمل اﻷول. نيل بلومكامب حاول صناعة فيلم شبيه بعمله اﻷول District 9، لكنه بدلًا من ذلك صنع فيلمًا رخيصًا للغاية سواء على مستوى اﻹنتاج أو الحبكة.

ولكن بغض النظر عن كل هذا، أعجبني في الفيلم شيئًا واحدًا، وهو الإسقاط، ودعني أقول -كما فهمت من السياق-، أن "شابي" هو الإنسان، و"ديون" هو الإله، أعتقدت لوهلة أن الحوار بين الاثنين سيستمر، ولكن تم تقطيعه على حسب المواقف، وتمت تجزئته.

في البداية خُلق الإنسان "شابي"، كانت تعليمات "ديون" الإله بأن لا يسرق ولا يقتل، فوافق الإنسان أو "شابي" وهو لا يعلم مصيره (ودعني استمر بقول الإنسان على أنه "شابي" و"ديون" على أنه الإله حتى نتخيل الصورة).

بعدما قدم الإله نصائح إلى الإنسان تركه وأصبح الإنسان وحيدًا، يتقلب ويترنح خائفًا وسط عالم ضائع هاوي مليء بأهل الجشع، ولم يجد أحد يتعلم منه مبادىء الحياة غير اللصوص والقتلة، فبدأ يقلدهم، ويفرح لفرحهم (رغم سخريتهم).

أصبح القتلة واللصوص يقدرونه بعدما كانوا يستحقرونه، فبدأوا التركيز معه، ليكون واحدًا منهم، عمليًا، علموه القتل واستخدام السلاح، ولقنوا عقله (وعيه) بأن عليه أن يحارب من أجل نفسه، فهذه هي الدنيا يتعرض الإنسان إلى الضرب والإهانة ويصبح جسده ضعيفًا، قبل أن يضطر لأن يسأل اﻹله "لماذا خلقتني هكذا"، "لماذا خلقتي ضعيفًا؟خلقتني ضعيفًا كي أموت؟ لماذا؟"، ويرد الإله، ليس بهذه البساطة تكون الأمور، ليس كما تخيلت، ليس كما لقنوك هؤلاء القتلة واللصوص، ليس كذلك.

يفكر الإنسان، أنه يريد المال لشراء جسد جديد، ويبدأ في فعل أي شيء، لمجرد أنه تلقى الوعد من إنسان آخر. يتضح كذب الآخرين على هذا الإنسان، فتصبح حياته كئيبة، لأنه خالف أوامر الإله من أجل وعود، وعود أصبحت بعد ذلك، كذب.

بالنسبة لي، كان حوارًا جيدًا، بين "ديون" و"شابي"، وتفهمت فكرته، واُعجبت بهذا العمق في نقل فكرة في منتهى البساطة بين الإنسان وخالقه، أعتقد أن هذا الفيلم كان سيكون له شأن آخر إذا كان قد تم التركيز على الحوار بينهما (ديون وشابي) دون غيرهما ليكون عملًا يناقش العقل أكثر من مجرد محاولة جديدة لصنع فيلم عن آلات المستقبل.



تعليقات