منة شلبي ومرحلة جديدة من الأداء بلغة الجسد

  • مقال
  • 11:56 مساءً - 13 يوليو 2015
  • 1 صورة



منة شلبي في شخصية "ليلى" بحارة اليهود

يظل الفنان يحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور وكأنه فرد من أفراد اﻷسرة، فنتحدث عنه ونتابع أخباره بشغف وحب ولكل فنان على مر الزمان بصمة ولون وشكل خاص به، يسكن فى عقل ووجدان المتفرج وحتى بعد رحيله عن عالمنا تظل ذاكرته ليس فقط على شاشات السينما والتليفزيون بل أيضًا فى قلوب محبيه.

وكلما أجاد الفنان في اختيار أدواره في مضمون الرواية أو القصة التى يقوم بأدائها كلما زاد تعلق الجمهور به وثقلت موهبته، وهذا ما ينطبق على الفنانة منة شلبي في الآونة اﻷخيرة وتحديدًا بعدما كشفت عن وجه آخر جديد لها فى مسلسل " حارة اليهود".

وجه متمكن من أدائه يستطيع من خلال العين فقط وبدون أن ينطق بكلمة، التعبير عن احساس ومشاعر الشخصية، ولا أقصد بذلك أن موهبتها وقدرتها على التعبير تم اكتشفها في هذا المسلسل فقط، ولكن ما أقصده هنا أن هذه الموهبة تم وضعها في أفضل إطار وصورة. فشخصية "ليلى" في "حارة اليهود" شخصية مركبة وبها تحولات كثيرة، ففي البداية تعايشنا معها وهي الفتاة العاشقة الرومانسية المخلصة لحبيبها والباحثة عنه رغم اختلاف العقائد بينهما، ورغم العقبات والظروف، حتى تتصاعد الأحداث ويختفي "علي" محبوبها في الحرب وتنقطع الأخبار عنه فنتعايش معها في ألمها وعذابها واستسلامها للقدر والزواج من رجل لا تحبه لكي تنقذ أسرتها اليهودية من الضياع.

نصل مع "ليلى" بعد ذلك إلى أحد المشاهد الهامة في العمل، وهو مشهد عودة حبيبها أثناء حفل زفافها، وكيف صورت لنا بتعبيرات وجهها واللغة الجسدية فرحتها برؤيته ورفضه بعد ذلك أن يتفهم موقفها وأن يسامحها على ما حدث لتصور لنا مرحلة أخرى من الانكسار وشحوب الوجه وتيهان العيون والتى صورته لنا ببراعه حتى تعاطفنا جميعًا معها.

وعن تقطيع الجمل والنفس المظبوط وصدق الاحساس في التعبير لم أجد مشهد أقوى من مشهد المواجهة بينها وبين "علي"، بعد أن علمت بأنه على علاقة بفتاة أخرى وسينحرف عن مبادئه وأفكاره.. فأدائها هنا في هذا المشهد سيصبح من العلامات في الدراما التليفزيونية .. وﻷن شخصية "ليلى" في "حارة اليهود" بها خليط من المشاعر وكثير من المواقف فقد أتاح ذلك لمنة شلبي فرصة أكبر للكشف عن أنها ممثلة من الطراز اﻷول.

منة شلبي كانت قد بدأت مشوارها الفني بالعديد من الأفلام والتي لعبت فيها أدوارًا مختلفة، فقدمت دور الفتاة المرحة خفيفة الظل والفتاة الطائشة وورغم أنها لعبت أدوارًا كثيرة إلا أن أدوارها المميزة قليلة، أذكر منها فيلم " بنات وسط البلد" للمخرج الكبير محمد خان وفيلم " هي فوضى"، مع المخرجين يوسف شاهين و خالد يوسف، أما اآن وفي هذه المرحلة فأجد تطور في اختياراتها يجعلها أكثر قوة وصدقًا، ففي رأيي تستحق منة شلبي أوسكار أفضل ممثلة لرمضان هذا العام.



تعليقات