نور الشريف.. وداعًا آخر الرجال المحترمين

نور الشريف

بعد صراعه المرير مع المرض، رحل اليوم عن عالمنا الفنان القدير نور الشريف وصعدت روحه إلى خالقها ليتم إسدال الستار على مشواره الفني الطويل.

محمد جابر محمد عبد الله، هو الاسم الحقيقي للفنان نور الشريف، وهو من مواليد حي الخليفة عام 1946، لم يمنحه القدر الفرصة لرؤية والده الذي توفي وهو في ريعان شبابه وكان عمر الطفل الوليد لم يتخطِ العام الواحد بعد، بزغت موهبته الفنية مبكرًا من خلال فريق التمثيل بالمدرسة، لكن كانت له موهبة أخرى وهي كرة القدم، حيث كان نور الشريف من عشاقها، وكان يجيد مهاراتها، فالتحق بفريق الأشبال بنادي الزمالك لكرة القدم، وبالرغم من تفوقه في هذه اللعبة إلا أنه كان يحب التمثيل بشكل أكبر، فترك الكرة وبعد حصوله على الثانوية العام التحق بكلية التجارة قبل أن يحول مسار حياته بسبب حبه للتمثيل ويلتحق بمعهد الفنون المسرحية.

رحلة صعود

تعرف الفنان الراحل على الفنان القدير سعد أردش، وقام أردش بترشيحه لدور في مسرحية " الشوارع الخلفية" وذلك أثناء دراسته بالعام الأول في المعهد، ثم اختاره المخرج كمال عيد ليمثل في مسرحية "روميو وجولييت"، وأثناء البروفات تعرف على عادل إمام الذي رشحه للمخرج حسن الإمام ويقدمه اﻷخير في فيلم " قصر الشوق"، ثم توالت بطولاته وأعماله إلى أن وصلت لما يقرب من 220 عملا فنيًا بين مسلسل وفيلم ومسرحية، كما قام بإخراج عملين هما فيلم " العاشقان" ومسرحية " محاكمة الكاهن".

وإلى جانب التمثيل واﻹخراج، قام نور الشريف بإنتاج مجموعة من اﻷعمال، منها فيلمه الشهير " حبيبي دائمًا" و" ضربة شمس" و" دائرة الانتقام" و" مدينة الصمت" و" الخوف" و" العار" و" سواق الأتوبيس" و" زمن حاتم مهران" و" صراع الأحفاد".

وقد ترك نور الشريف لجمهوره العديد من المسلسلات التي تحتفظ بمكانة في ذهن المشاهد المصري والعربي وتمثل مجموعة من الجواهر الفنية مثل " لن أعيش في جلباب أبي" و" العطار والسبع بنات" و" رجل اﻷقدار" و" حضرة المتهم أبي" و" عائلة الحاج متولي" و" عيش أيامك" و" الدالي" بأجزائه و" الرحايا" و" متخافوش".

وكان أخر أعماله التليفزيونية هو " عرفة البحر"، بينما جاء فيلم " بتوقيت القاهرة" مع المخرج الشاب أمير رمسيس بمثابة أخر أعمال نور السينمائية.

نور و بوسي ثنائي فني أسري

شكل الفنان نور الشريف والفنانة بوسي ثنائيًا فنيًا وأسريًا ناجحًا لمدة طويلة جدا، فالبداية عام 1972 حين تزوج الشريف من بوسي، التي لم تكن قد تخطت الـ19 عامًا وقتها، إلا أن قصة حب كبيرة كانت قد جمعت بينهما، بدأت من خلال مبنى التليفزيون المصري "ماسبيرو"، وتجلى هذا الحب في فيلم "حبيبي دائمًا" ومجموعة أخرى من اﻷعمال التي قدماها سويًا مثل " قطة على نار" و" ليالي لن تعود" و" سنوات الانتقام" و" لعبة الانتقام" والعديد من الأعمال الفنية الأخرى.

وخلال عام 2006 فوجئ الجمهور بإعلان الثنائي عن انفصالهما وإنهاء علاقتهما، حيث اتفق الطرفان على الطلاق بعد زواج استمر أكثر من ثلاثين عامًا أسفر عن إنجاب ابنتيهما الفنانة الشابة مي نور الشريف والمخرجة سارة نور الشريف، وبعد انفصال طويل ودخول الفنان الراحل في صراع مع المرض قررت الفنانة بوسي العودة لزوجها هذا العام بالتزامن مع زواج نجلتهما "سارة"، حيث رأت بوسي أنها لابد وأن تقف بجوار شريك عمرها في مرضه.

مرضه ووفاته

على مدار اﻷشهر الماضية رافقت الفنان نور الشريف شائعات الوفاة، وذلك بسبب تدهور حالته الصحية، والتي استدعت في أوقات كثيرة سفره للخارج لتلقي العلاج هناك. واليوم فارقنا النجم الكبير بعد أن أسهم بشكل كبير في صناعة السينما طوال مشواره.