كان | "اشتباك".. نظرة إلى الربيع العربي من سيارة ترحيلات

  • مقال
  • 03:42 صباحًا - 14 مايو 2016
  • 1 صورة



لقطة من الفيلم

"لم أكن مستعدًا بعد لقول ما أريد قوله" هكذا علق المخرج محمد دياب على قرار تراجعه عن المشاركة في إخراج فيلم "18 يوم"، والذي يعد من أوائل اﻷفلام التي تناولت الثورة المصرية، عقب اﻹطاحة بالرئيس اﻷسبق حسني مبارك.

خمس سنوات لاحقة، بدأ بعدها دياب العمل على الفيلم الثاني في مسيرته اﻹخراجية، بعد فيلمه اﻷول "678"، الفيلم الجديد حمل اسم "اشتباك"، ويتطرق فيه دياب لمنطقة شائكة، خلال الفترة التي خرجت فيها المظاهرات المطالبة باﻹطاحة بنظام الرئيس اﻷسبق محمد مرسي في عام 2013.

يقف دياب في فيلمه الجديد على الحياد، بين أطياف متنوعة من المصريين، ضمن حدود أمتار قليلة، حيث عربة ترحيلات تابعة لجهاز الشرطة، محتجز داخلها عدد من المصريين، الذين تختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الدينية.

وعن دوافعه لصناعة الفيلم قال دياب، خلال المؤتمر الصحفي: "إن أكثر ما كان مدمرًا بالنسبة إلي، هو التقسيم الذي حدث داخل كل منزل في مصر من جراء هذه الاشتباكات خلال عام 2013"، وأوضح دياب "والدي كان له وجهة نظر، وزوجة والدي كان لها وجهة نظر أخرى، وأنا لدي وجهة نظر ثالثة، مختلفة عن الاثنين".

وأكد دياب أنه رغب في صناعة فيلم، يوضح وجهة نظر كل طرف، واﻷزمة من جانبه، حتى يستطيع التأكيد على أنه في بعض الظروف، يمكن لبعض اﻷشخاص دعم أفعالًا معينة رغم كونها ربما أفعالًا مروعة.

وربما لا تختلف تجربة دياب الثانية عن تجربته اﻷولى، في كونها تحمل طابعًا اجتماعيًا، الثانية تميل إلى كونها سياسية أكثر، رغم تأكيدات دياب نفسه على أن فيلمه إنساني بالدرجة اﻷولى، إلا أن الاختلاف الواضح والذي أكد عليه العديد من النقاد، أن التجربة الثانية لدياب حملت نضجًا أكثر من سابقتها.

وهو ما دفع العديد من النقاد في عدد من المواقع السينمائية المهمة للإشادة بتجربة دياب، التي افتتح بها قسم "نظرة ما" بمهرجان كان السينمائي الدولي في نسخته الـ69 يوم الخميس 12 مايو.

فـتحت عنوان "جوهرة كان المخفية" أشاد الناقد أليكس ريتمان في موقع هوليوود ريبورتر بفيلم "اشتباك"، وكتب عنه قائلًا "الفيلم يهدف إلى إحداث صدمة للجمهور من خلال تعاطفه في لحظة ما مع كل شخصيات العمل على اختلاف توجهاتهم".

أما الناقد جاي ويسبيرج فكتب في Variety يقول "اشتباك، من اﻷفلام القليلة الناجحة، التي تم تصويرها في مساحة محدودة للغاية"، وقد أشاد ويسبيرج بإدارة دياب لفيلمه ضمن هذه المساحة، واصفًا اﻷمر باﻹنجاز الملحوظ.



تعليقات