Game Of Thrones (حلقة 5): ثنائية اﻷخلاقي والواقعي

  • نقد
  • 12:49 مساءً - 18 اغسطس 2017
  • 7 صور



(تنويه: تحتوي هذه المقالة على كشف لأحداث الحلقة)

في الحلقة الخامسة من مسلسل Game Of Thrones التي حملت عنوان Eastwatch، هناك رغبة كبيرة في تكثيف اﻷحداث بأكبر كم ممكن بما أن هذا الموسم لم يتبقى منه سوى حلقتان، وهو ما يجعل الوتيرة تتسارع على النقيض من الموسمين السابقين اللذان شابهما قدر هائل من المط والتطويل، وهى حلقة جديرة بالمشاهدة بالفعل.

في هذا الموسم على وجه الخصوص، هناك توكيد راسخ على وضع المقاربة والمقارنة بين "ما يجب أن يكون" وبين "ما هو ممكن بالفعل"، ومع كل حلقة جديدة، تتضح هذه المقاربة أكثر فأكثر.

ذا ريتش

خلال الحديث عن الحلقة الرابعة في الاسبوع الماضي، تناولنا كم الشقاق الواقع بين تيريون لانيستر ودينيريس تاريجريان حول التعامل مع أمور الحرب، وهو ما يتأكد أكثر بشكل عملي مرة أخرى هنا في مشهد إعدام راندال وديكون تارلي حرقًا مما قضى على نسل تارلي الذي لم يبقى منه اﻵن إلا صامويل، وهذا الشقاق يأخذ منحى صريح حين يحاول إثناءها عن فكرة إعدامهما، وهو يضع مقاربة لثنائية (اﻷخلاقي/الواقعي) التي عجت بها مناقشات الساحات السياسية على مدار التاريخ وحتى اﻵن، لكن في نفس الوقت ستتفهم ما تفعله دينيريس لو نظرت للأمور من وجهة نظرها وليس من وجهة ما يفترض فعله.

وبعيدًا عن هذا الشقاق، تبقى هناك علامة استفهام كبيرة حول كيفية نجاة جايمي لانسيتر من الغرق في النهر بعد أن أوشك على الموت حرقًا بنيران التنين على الرغم من ثقل الدرع الذي يرتديه ناهيك عن يده الصناعية، وليس فقط النجاة من الغرق، بل كذلك العبور للضفة اﻵخرى؟

وينترفيل

تبقى ثنائية (اﻷخلاقي/الواقعي) حاكمة هنا أيضًا للعلاقة بين اﻷختين آريا وسانسا ستارك، خاصة مع اختلاف رؤاهما لشئون الحكم، وهو ما يبرر إلى حد ما سبب النزعة العدائية المسيطرة على آريا ضد شقيقتها حينما تناقشها حول سبب قبول سانسا لما سمعته من هجوم من أحد حلفاء الشمال، كل التجارب المريرة التي مرا بهما أخذتهما إلى مسارات شتى، فباتت سانسا تفكر بعقلها أكثر بينما تفكر آريا دومًا من قبيل عواطفها المثالية.

تبقى أهم نقلة في هذه الخط هو التصعيد الجاري ﻹذكاء الخلاف بين اﻷختين، والذي يقوم به ليتل فينجر، متحركًا في اﻷساس مما يعرفه عن عاطفية ومثالية وعدائية آريا، حيث تُدس الرسالة التي بعثت بها سانسا لشقيقها روب بضغط من سيرسي في الموسم اﻷول، مخرجًا إياها من سياقها الزمني الذي وقعت به ليضعها في سياق جديد يخدم به هذا الصراع.

أولدتاون

بالرغم من العبء الدرامي الذي بات يشكله هذا الخط على الموسم السابع ككل، إلا أنه هذه المرة يضع مقاربة مهمة جدًا يصعب تجاهلها بين رؤية الواقع والانعزالية عن الواقع، يدرك صامويل تارلي تمامًا الخطر القادم المتمثل في جيش السائرين البيض ﻷنه عايشه بنفسه، بينما يرى المعلمين أن كل هذا محض خيال وأساطير، مؤمنين بما تعتمل به عقولهم وعائشين في برجهم العاجي، إذن فتصرف صامويل في هذا السياق بالغ المنطقية، فالاشتباك مع الواقع آت لا ريب فيه، وعليه الخروج من هذا البرج العاجي.

كينجز لاندينج

قد تكون من أكثر المرات التي نرى فيها خط كينجز لاندينج مشحونًا باﻷحداث على هذا الخط من كل حدب وصوب، وربما منذ بداية الموسم برمته على النقيض من المرور الخفيف به في كل حلقة، ويرسخ في الوقت نفسه من وحشية شخصية سيرسي لانيستر التي لا تلين حتى حين تعلم أن تيريون لانيستر ليس هو قاتل ابنها جوفري، فهذا لا يغير قدر أنملة من كراهيتها نحوه، باﻹضافة لتغليبها لشئون الحكم على حياتها الشخصية والعائلية، وهو ما نفهم في ضوئه حملها مرة أخرى من شقيقها، ونوعية اﻷسئلة التي واجهته بها عندما عاد مهزومًا من المعركة.

مشهد اللقاء المنتظر بين جايمي وتيريون جاء سريعًا وموجزًا جدًا وغير حامل للزخم الدرامي المرجو من مشهد بهذه المحورية.

وفي نفس الخط، لا زلنا لا نعلم على وجه التحديد سبب إرجاع صناع المسلسل لشخصية جندري للأحداث من جديد بعد مضي كل هذا الوقت، هذا ما سنكتشفه في الحلقات القادمة ربما، وربما لا.

دراجونستون

فيما عدا عودة الحديث عن استراتجية دينيريس تاريجريان في التعامل مع خصومها، هناك تقارب واضح لا ينُكر بين دينيريس وجون سنو يتم ترجمته بشكل غير مباشر من خلال التقارب بلا خوف بين جون سنو وأحد تنانينها، كما توجد حميمية قوية وواضحة في اللقاء الجديد بين جوراه مورمونت ودينيريس بعد طول غياب.

إيستووتش

مشاهد إيستووتش بأكملها عبارة عن مقدمة شائقة لما يتلو في الحلقتين اﻷخيرتين، جامعًا بشكل وجيز كل اﻷفراد الضالعين في هذه المغامرة الطائشة مع توحدهم على هدف واحد رغم اختلافاتهم.


وصلات



تعليقات