حوار| تامر كروان: "مهرجان الجونة مُختلف.. وهذا هو الفرق بين موسيقى واحة الغروب وبين عالمين"

  • حوار‎
  • 05:30 مساءً - 27 سبتمبر 2017
  • 1 صورة



تامر كروان

من أكثر الأشخاص موهبة وتميز في جيله، بل ومن أهم الموسيقيين في مصر والوطن العربي، سحرت موسيقاه آذان السامعين في أعماله الرائعة التي وضع الموسيقى التصويرية لها، وكان أخرها "واحة الغروب و "ريّح المدام" تحدث الموسيقار تامر كروان عن هذه الأعمال وعن مسلسله الذي يُعرض حاليًا "بين عالمين" بعد تأجيله أكثر من مرة، وعن مُشاركته في مهرجان الجونة كعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة في دورته الأولى، وعن أمور أخرى في حواره مع السينما.كوم، فإليكم الحوار.

في البداية ما الفرق بين التحضير لموسيقى فيلم وموسيقى مسلسل؟

في الفيلم يتم تحضير الموسيقى بناء على الصورة أي يتم وضعها بعد انتهاء مرحلة المونتاج، أما في المسلسل لم أشاهد أكثر من 40 في المائة منه ويتم تحضير الموسيقى في البداية بسبب أن التصوير يكون حتى آخر لحظة.

كم تستغرق في وضع موسيقى تصويرية لعمل جديد؟

شهرين للفيلم و3 شهور للمسلسل. عالميًا يستغرق الأمر 6 شهور، بين تأليف الموسيقى، وتحويلها لنوتة موسيقية ثم تأتي مرحلة العزف وأخيرًا الميكساج.

وأيهما أفضل، أن تضع موسيقاك وفقًا للسيناريو فقط أم بعد مشاهدة العمل الفني بعد تنفيذه؟

ما يحدث في العالم كله أن الموسيقى يتم وضعها عقب الانتهاء من العمل، وهذا هو الشكل المثالي، إذ يأتي دور الموسيقي ليفكر في التيمات، بعد مشاهدة الإيقاع وإحساس الممثلين، وطريقة الحوار، لكن في مصر دورة الإنتاج مختلفة، والتصوير يستمر حتى آخر يوم في رمضان، وهو ما يجعلني أضع الموسيقى بناء على ما أشاهده فقط من مشاهد تم إنجازها، وأحتاج لتسجيل الموسيقى مبكرًا حتى تكون جاهزة في مرحلة المونتاج.

حدثنا عن مشاركتك كعضو لجنة تحكيم في الدورة الأولى لمهرجان الجونة السينمائي؟ وعن رأيك في الأفلام المُشاركة في مسابقة الأفلام الوثائقية؟

سعيد للغاية بإختياري للمُشاركة في لجنة تحكيم الافلام الوثائقية خاصة أن المهرجان يُعد مُختلف وجيد من حيث التنظيم والفعاليات والتنوع مقارنة بغيره من المهرجانات، كما أن مستوى الأفلام المُشاركة في كافة المسابقات جيد.

هل أغضبك خروج "بين عالمين" من السباق الرمضاني، وهل أفادك هذا بشكل أو بأخر؟

بالتأكيد، حيث كنت أنتظر خروجه للنور أنا وكل فريق العمل، بعدما بذلوا مجهودًا كبيرًا، لكن في النهاية هذا هو السوق، فتأجيله كان أمر مرتبط بالتسويق، وبالنسبة لأمر أفادني أم لا فالحقيقة أنني كنت قد وضعت الموسيقى الخاصة بالمسلسل قبل أن نعرف بتأجيله، لأن كان من المقرر عرضه في السباق الرمضاني، وتأجيله كان أفضل بالنسبة لي حيث جعلني أتمكن من توفيق الموسيقى على الصورة بالضبط، وعمل بعض التعديلات.

ماذا عن ردود الفعل التي وصلت إليك عقب عرض "بين عالمين" على الفضائيات؟

الحقيقة أنني منشغل هذه الفترة وأضع كل تركيزي على مهمتي في المهرجان، ولكن ردود الفعل تصلني من جانب زملائي صُناع العمل بعد عرض الحلقات الأولى، وبفضل الله أتلقى ردود جيدة حتى الأن.

هناك أعمال بمجرد سماع الموسيقى التصويرية الخاصة بها، نعرف اسمها وأعمال أخرى تفتقد لذلك.. في رأيك ما السبب؟

أهمية العمل نفسه واكتمال عناصره الأخرى تلعب دور مهم في تحقيق هذا الربط بين الموسيقى والعمل، فالعمل الجيد يحفز الموسيقي على وضع موسيقى متميزة، لكن عندما يكون العمل نفسه عناصره عادية وتفتقد التميز في الكتابة، الإخراج، التمثيل والمونتاج، يكون من الصعب على المؤلف الصادق تقديم شيء جيد، حتى لا يكذب على نفسه، فطاقة الموسيقى التي تخرج من عندي مستمدة من صدق العمل ومن طاقته.

إلى أي مدى تسهم الموسيقى في نجاح العمل السينمائي أو الدرامي؟

الموسيقى تسهم بقدر تميز العمل، وتعتبر عامل مؤكد للنجاح وليس العامل الذي يعتمد عليه نجاح العمل بأكمله.

حدثنا عن تعاونك مع المخرجة كاملة أبو ذكري في مسلسل "واحة الغروب

تحدثت المخرجة كاملة أبو ذكري معي في 2015، عن "واحة الغروب"، وبدأت وقتها قراءة الرواية لتكوين فكرة عامة عن المسلسل ونوعية الموسيقى التي سيحتاجها، خاصة وأنني لمست منذ البداية أنه عمل صعب، يتناول حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر، وبحثت في هذه الفترة كثيرًا، وذهبت لواحة سيوة مرتين حتى استطيع الوصول لروح المكان، الذي تدور فيه الأحداث، فالموسيقى لابد ألا تناسب فقط الشخصيات، ولكن أيضًا الروح العامة للرواية وللمكان، وعندما استمعت كاملة للموسيقى وقعت في غرامها.

في كثير من المسلسلات تختار أن يكون التتر موسيقى فقط.. لماذا اخترت أن يكون تتر "واحة الغروب" مُغني؟

تتر "واحة الغروب" موسيقى ولا يندرج تحت اسم أغنية، وائل يقوم بأداء غنائي داخل موسيقى التتر، فالأغنية لها شكل مختلف لها مذهب وكوبليه، وهذا غير موجود في التتر، هي مقطوعة موسيقية وائل قام فيها بدور كما لو كان آلة "صولو" بشكل مغنى.

وما سبب اختيارك للمطرب وائل الفشني لغناء تتر المسلسل؟

تعاونت مع وائل في أكثر من عمل فني سابقا، منهم مسلسل "طرف تالت، "المواطن إكس"، وأثق جدا في صوته وتوافق ذوقه الموسيقى مع ذوقي كما أن ثقافته الموسيقية قوية، وهي من العوامل الهامة التي يجب توافرها عند تقديم العمل، فالتتر عبارة عن مقطوعة موسيقية بها غناء ومزيكا، لذلك من يغنى التتر يكون حساس جدًا للحن.

هل توقعت نجاح موسيقى "واحة الغروب" بهذا الشكل الكبير؟

كنت متوقع أن التتر سيحدث ضجة ولكن رد الفعل كان أقوى مما توقعته، فبعدما انتهيت من عمل التتر سمعته المخرجة كاملة أبو ذكرى وأعجبت به جدا هى وباقي فريق العمل.

ما الفرق بين موسيقى "واحة الغروب" وموسيقى "بين عالمين"؟

هناك فرق بين موسيقى كل من المسلسلين، فنوع الموسيقى في واحة الغروب "أقدم" وذلك اتساقًا مع أحداث المسلسل الذي يدور في القرن الـ19، لافتًا إلى أنه تم استخدام الموسيقى الكلاسيكية، أما موسيقى مسلسل "بين عالمين" فهي أكثر حداثة، كما استخدمنا بعض الآلات الإلكترونية وهو ما ابتعدنا عنه أثناء تسجيل الموسيقى الخاصة ب"واحة الغروب"، وذلك بسبب عدم وجود مثل هذه الآلات في تلك الحقبة الزمنية.

حدثنا عن المشاهد الصعبة في العمل والتي استغرقت منك وقتًا ومجهودًا أكبر عن غيرها؟

مشاهد عديدة، منها مشهد ضرب مدينة الإسكندرية في الحلقة الأولى، ومشهد التحقيق مع الفنان خالد النبوي في الحلقة الثانية، والذي اعتبره من أهم المشاهد بداية الخيانة الداخلية لشخصية محمود عبدالظاهر التي يجسدها، ورحلة الصحراء التي استغرقت 3 حلقات تقريبًا لأنها مشاهد مؤثرة جدًا في الأحداث، وتمثل مرحلة نقله من القاهرة بعد الخيانة إلى سيوة للعمل كمأمور للقسم.

لماذا تقوم بتسجيل الموسيقى الخاصة بك خارج مصر؟

لأنني أسجل بأوركسترا كامل، وهنا في مصر لا يوجد لدينا أوركسترا لتسجيل موسيقى أفلام، وأن الموجود بأوبرا القاهرة للعزف على المسرح فقط، أما في الخارج لديهم إمكانيات وأوركسترات لتسجيل هذه الموسيقى.

لماذا استخدمت الجاز في موسيقى "ريّح المدام

خلال مرحلة كتابة المسلسل اتفقت مع المخرج كريم العدل على نوعية الموسيقى التي تناسبه، واستقرينا على "الجاز" باستخدام الساكسفون والدرامز، لأنه يناسب طبيعة المسلسل أكثر والكوميديا فيه التي قدمها أحمد فهمي وأكرم حسني على طريقة "اضرب ولاقي"، وهذا ما يفسر قلة الموسيقى داخل الحلقات، فتكون الموسيقى إما تمهد للكوميديا، أو تأخذ منها وتستكمل.

ما هي أصعب موسيقى قدمتها؟

أصعب موسيقى كانت لفيلم "باب الشمس"، لأنه عمل مختلف تمامًا عن بلد ثانية، صحيح قضيتها تمسنا، لكن كان علىّ التعرف على الفلكلور وتجويده وتحويله لموسيقى كما فعلت مع فلكلور واحة سيوة، لتكون موسيقى تصويرية من تأليفي، فأخذت الروح العامة لمنطقة الشام، وحولتها لموسيقى كلاسيكية، غربية، عالمية.

هل تستمع إلى مؤلفاتك بعد طرحها؟

استمع إليها دائمًا بإحساس النقد الذاتي حتى أعرف أخطائي، إذ اهتم بالتدقيق في التقنيات التي ربما لا يلتفت إليها المستمع، وأقارنها بأعمال عالمية حتى أعرف إلى أي مدى استطعنا الوصول لمستواهم، مع الأخذ في الاعتبار أن تقنياتنا أقل منهم.

هل تفكر في عمل ألبوم خاص بك يضم كل الموسيقى التي قدمتها في الأعمال الفنية المختلفة؟

أفكر بالفعل في هذه الخطوة، وأقوم حاليًا بعمل حصر لكل أعمالي، لأنني أحتاج إعادة توزيع وعزف، وهذا يتطلب مجهود وإنتاج كبير.



تعليقات