جيمس مكافوي….الموهبة كما يجب أن تكون

عندما سوئل الفنان أحمد رمزي من تفضل؟ الممثلين البريطانيين أم الأمريكيين. رد بكل ثقة قائلًا: البريطانيين. استوقفتني الجملة كثيرًا، وجعلتني أشاهد الكثير من الممثلين البريطانيين، وبالفعل وجدت فيهم المواهب غير التقليدية، ولكن توقفت كثيرًا أمام ممثل يدعى جيمس مكافوي، اسكتلندي الجنسية، شاهدت الكثير من أفلامه وبعض من وراء الكواليس في أفلامه، فوجدت موهبة غير تقليدية، التمثيل من الممكن دراسته والقيام بتجارب متعددة من أجل النجاح فيه، ولكن جيمس شخص غير إعتيادي، فجيمس يرهق أعصابه كإنسان بشكل غريب من أجل التمثيل. لذا قررت أن أبحث عن كل جوانب هذه الشخصية ذات الموهبة العبقرية.

ولد جيمس في اسكتلندا، والده كان يعمل كسائق أوتوبيس ووالدته كانت تعمل كممرضة، وانفصلا وهو في الـ11 من عمره. وعلى الجانب الفني، جيمس أسس مع 2 من أصدقائه فرقة موسيقية وهو في نفس السن الذي انفصل فيه والده ووالدته.

جيمس لم يكن يرى نفسه فنان وهو صغير، فكان يريد بشدة أن يصبح قس كاثوليكي، ولكن القدر لعب لعبته معه، فدعاه الممثل ديفيد هيمان وهو في الـ16 من عمره وطلب منه أن يقوم بدور في فيلمه The Near Room، وبعد أن أدى جيمس الدور بنجاح، إلا أنه كان لا يزال مقتنع أنه لا يجيد التمثيل، ولذلك قدم أوراقه في البحرية البريطانية وتم قبوله بالفعل، ولكن عاد القدر يناديه مرة أخرى، فوجد أمامه أيضًا فرصة الإلتحاق بـأكاديمية الدراما والموسيقى في اسكتلندا، وفي هذه اللحظة نادى الفن على جيمس بصوت عالي. جيمس منذ ظهوره على الشاشة في أدوار كبيرة، وهو يترك بصمات وعلامات، أما أول تعارف لي على جيمس الممثل كان في فيلم Wanted، وبالرغم من أن قصة الفيلم لم تنال الإعجاب المطلوب، إلا أن جيمس كان المبهر بالفيلم. جيمس دائمًا يعتمد على عينيه في التمثيل ونظراته، ودائمًا الممثل الذي يعتمد على النظرات في معظم أدائه فهو ممثل قوي جدًا، وعلى سبيل المثال توم هاردي طوال فيلم Dunkirk يعتمد على عينيه والحوار كان قليل. جيمس أيضًا استطاع الحصول على جائزة الـBAFTA الاسكتلندية عن أدائه غير الطبيعي في فيلم Filth.

من الممكن أن نقول أنه لديه عدة اختيارات خاطئة للأدوار، على سبيل المثال فيلم Welcome to the punch، الذي كان يشارك فيه مارك سترونج دور البطولة. الفيلم كان سيء إنتاجيًا للغاية، وباقي الممثلين الموجودين في الفيلم كان أدائهم ضعيف، الممثل القوي عندما يحمل فيلم بالكامل على عاتقه، فلابد أن يكون المخرج قوي وعلى الأقل عدد قليل من الممثلين يكونوا أصحاب الأداء القوي حتى يستطيع خلق الحالة معهم، ولكن للأسف كان هذا الفيلم من وجهة نظري سقطة لا تغتفر لجيمس، ولكنه بعد ذلك استطاع أن يصالحني بأدائه في فيلم Victor Frankenstein، العالم المجنون الذي لا يخشى القتل من أجل تجاربه المجنونة، ولا يخشى الأسود حتى يحرر شخص من عصابة بسيرك. ظهرت موهبة جيمس بشدة في X-MEN: First Class، عندما قام بدور بروفيسور X، جيمس لم يعتمد على قراءة الكوميكس، وقرر البحث بداخل الشخصية من وجهة نظره كممثل، لذلك الإنسجام بينه وبين مايكل فاسبيندر كان واضح تماماً، خصوصًا أن كل منهما قرأ الكوميكس ولكن لم يعتمد عليها بشكل كامل في دوره، فمايكل أيضًا ممثل لا يستهان به، فهو تلميذ للـسير أنتوني هوبكنز، فمشهد الشطرنج بين جيمس ومايكل في الفيلم من وجهة نظري هو أروع مشهد درامي في تاريخ مارفل. من أروع مشاهد جيمس أيضًا في دور بروفيسور X، كان في فيلم X-Men: Days Of Future Past، وهو مشهد المحادثة بين تشارليز الكبير وتشارليز الصغير، مشهد يحمل الكثير من الألم للممثل، لأنه مطلوب منه أن يقابل نفسه وهو في سن كبير ويتحدث إليه ويشكو له، وكما رأينا أن المشهد كان صادقًا للغاية، بسبب أن جيمس أوجد الحالة.

نأتي إلى أعظم أدوار جيمس وهو كيفين في فيلم SPLIT، ليس من السهل على أي ممثل أن يستطيع تجسيد شخصية مصابة بالإنفصام وتحمل بداخلها 24 شخصية، وأن يقوم بتجسيد 11 شخصية من هذه الشخصيات، دور صعب للغاية، فتخيل معي أنك تمسك بورق السيناريو، وأمامك عدة مشاهد متتالية، وكل مشهد بشخصية من الشخصيات الموجودة داخل هذا الشخص، والمشهد الذي جعلني أقوم من مجلسي في السينما وأصفق عندما قام بأداء كل هذه الشخصيات في مشهد واحد مدته دقيقتين. فهل من هناك من يشكك في قدرات جيمس بعد مشاهدة هذا المشهد!، ولذلك انا متعجب من عدم ترشيحه للأوسكار عن هذا الدور!. جيمس أيضاً قام بدور عبقري في فيلم Submergence، قصة الحب التي تفصل بين أطرافها مسافة طويلة، وكل منهم يواجه المشاكل التي من الصعب حلها، مثل الاختطاف أو الغرق في البحر.

وها نحن الآن ننتظر مشاهدة جيمس في 3 أفلام في 2019: وهم Glass وX-Men: Dark Phoenix وفيلم الرعب الذي ينتظره الجميع IT 2.

جيمس لم يترشح حتى الأن إلى الأوسكار، ولكني واثق بأنني سأراه يحمل هذه الجائزة في يوم من الأيام على المسرح.

---