جوهرة سباغيتي.. ليست بإمضاء ليوني

  • نقد
  • 03:08 مساءً - 17 يونيو 2019
  • 1 صورة



يعود (كيوما) من الحرب الأهلية.. ويسأله والده (شانون): ماذا حدث.. هل انتصرت؟ كيوما: كنت أحارب مع الجانب الذي انتصر في النهاية شانون: وما رأيك في ما حصل؟ كيوما: اتسائل.. ما هو مبرر تلك الحرب، وهل كان لها أي داع!

مصطلح السباجيتي ويسترن:

أفلام الغرب الأميركي التي صنعها مخرجون من ايطاليا وتم تصويرها وإنتاجها في أوروبا (إيطاليا واسبانيا)

عندما تُذكر أفلام الغرب الأميركي.. أول ما يتبادر للأذهان هى ثلاثية المخرج الأيطالي سيرجيو ليوني.. ثلاثية الدولار كما تعرف أو ثلاثية الرجل الذي لا يحمل اسمًا.. وهى أفلام: (حفنة من الدولارات، من أجل بضعة دولارات أكثر، الجيد والسيء والقبيح).. ثلاثية تعد الأشهر و الأفضل.. بطولة كلينت إيستوود ولي فان كليف وإيلي والاش وأخرون.. تبعها ليوني بفيلم ملحمي كبير أخر: حدث ذات مرة في الغرب.. بطولة تشارلز برونسون وهنري فوندا وكلوديا كارديناللي. والحديث هنا ليس عن ثلاثية الدولار أو حدث ذات مرة.. بل نستعرض أحد أجمل أفلام الغرب.. هو فيلم ليس بإمضاء ليوني بل المخرج الإيطالي إينزو كاستيلاري.. ( كيوما ) إنتاج 1976. عرض الفيلم في إيطاليا والدول الأوروبية بالاسم الأصلي (كيوما)، بينما عرض في الولايات المتحدة باسم (كيوما المنتقم)..

الفيلم من الناحية التقنية يعتبر الأفضل تمامًا، حيث تم التنفيذ بأخر التقنيات في حينه من تصوير بطيء ولقطات حركة عن قرب وبعد متوسط (كلوز - ميديوم) بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية الأخاذة.

جاء الفيلم على نحو مختلف من سياقات أفلام الغرب المعتادة.. فرانكو نيرو نفسه بطل الفيلم في حوار معه مؤخرًا وهو يستعرض أفلامه.. توقف عند (كيوما)، وقال أن هذا الفيلم له مكانة خاصة في نفسه.. ومن يشاهد الفيلم سوف يتفق مع نيرو بالتأكيد..

صناعة هذا الفيلم لم تتطلب مبلغًا باهظًا.. حيث أن ديكورات الفيلم المستخدمة هى ذاتها التي استخدمت في فيلم (جانجو) الشهير للممثل نفسه.. مما خفض من الكلفة للاستوديو المنتج في روما.. كذلك من أسرار الفيلم وربما من غرائبه.. أنه لم يتم تصويره بسيناريو جاهز، بل أن المخرج مزق السيناريو قبيل التصوير، ويوميًا دارت نقاشات بين المخرج وفريق العمل، بحيث تتم على أثرها كتابة السيناريو أثناء تصوير المشاهد. تفصيلة أخرى تستحق الذكر هنا.. استوديو الإنتاج قرر أن هذا هو أخر فيلم سباجيتي ويسترن سوف ينتجه. أي أن فيلم (كيوما) يمثل نهاية "حقبة" المسدسات والخيول والأبواب الخشبية المتأرجحة.

الفيلم يحمل شيء من الرمزية.. رمزية دينية في أحد المشاهد (قد يكون الماسترسين في الفيلم ولا أجزم بذلك.. هناك عدة مشاهد رئيسية قوية وللمشاهد الأختيار من بينها). الفيلم يعد كوجبة دسمة جدًا لمحبي أفلام الغرب.. مشاهد حركة غاية في الإثارة وتهز المشاعر حتى.. بطل الفيلم كيوما لا يشبه إيستوود في ثلاثية ليوني.. هناك كان إيستوود رجل بلا اسم ولا هوية.. هنا كيوما مختلف تمامًا..

في مشهد من الفيلم تسأله سيدة: لماذا تقوم بكل هذا (أي تتصدى بمفردك للشر) ولأجل من؟ فيرد عليها: أقوم بهذا لأجل نفسي.

يعود كيوما متعبًا من الحرب الأهلية الأميركية لمدينته لملاقاة والده الأبيض الذي يحبه حبًا جمًا.. بينما أخوة كيوما الثلاثة يبغضونه كل البغض فهو أحمر البشرة ابن الهندية وليس أبيض لا ينتمي لهم.. ويضرب الطاعون المدينة ونتعرف على (كالدويل).. من الجيش الفيدرالي الذي يطمع بالسيطرة على المدينة.. له نفوذ وأتباع ولا أحد يمتلك جرأة مواجهته.. وبين سطور قصة الخير والشر هذه.. نجد سحر خاص.. المحبة والوفاء والألم والحقد والقوة والمرض.. توليفة مؤثرة.. مناظر الفيلم كذلك تستحق الإشادة.

ثلاثية ليوني هى الأشهر والأكثر اكتمالًا.. نعم بالتأكيد.. (من منا ينسى تلك المواجهة الثلاثية في المقبرة)! ولكن هذا الفيلم.. جوهرة من نوع أخر.

هو فيلم يحمل شيء.. لم نشاهده في الأفلام الأخرى من ذات التصنيف.. شيء ما.. مختلف.. وعميق!

وصلات



تعليقات