"ما وراء المحيط" يعكس محنة وأزمة اللاجئين

  • نقد
  • 09:03 صباحًا - 28 نوفمبر 2019
  • 8 صور



في عالم فيه السينما أداة للحياة، ووسيلة للنجاة من براثن أزمات قد نمر بها؛ لذلك فإن فيلم (ما وراء المحيط)، يدق ناقوس الخطر لنعيش مأساة اللاجئين التي لا يعرضها الفيلم كقضية أساسية بالفيلم؛ ولكن من خلال ما تلقاه مغامرين مصريين من الأهوال، عندما وقعت كارثة ذاقا فيها معنى اليأس؛ أنه ليس فيلم ولكنه أمنية لبطليه، وللمخرج ماركو أورسيني يلفت أنظار الناس لأزمة اللاجئين في البحر المتوسط.‎

فيلم ما وراء المحيط فيلم مغامرات وثائقي يحكي قصة تحدي التجديف الأصعب الذي خاضه المغامر المصري عمر سمرة، برفقة لاعب الترايثلون المصري عمر نور، لعبور مسافة ٣٠٠٠ ميل بحري في المحيط الإطلنطي من سان سيباستيان دي لا غوميرا إلى ميناء نيلسون دوكيارد الإنجليزي في أنتيغوا..

مبدئيا يقدم الفيلم رسالة إنسانية قوية، ويهدف صراحةً إلى زيادة الوعي بأزمة اللاجئين العالمية، من خلال مغامرة خطيرة ومرعبة للمخرج ماركو أورسيني تسرد ساعتها الأولى المحنة المروعة للرياضيين المصريين، عمر سمرة وعمر نور، اللذين لم يسبق لهما أي خبرة بحرية سابقة لعبور المحيط الأطلسي في زورق صغير أمام أقوى العواصف. وقد أشار سمرة ونور إلى نقطة هامة من خلال مجموعة من اللقطات والمشاهد المثيرة والمشوقة للأسباب الأساسية التي تجبر الاجئين إلى المخاطرة بحياتهم.

وكان من أكثر المشاهد المؤثرة التي تضمنها الفيلم اللقطات التي تحدث فيها عائلة عمر ونور، بما في ذلك أمهات الأبطال وأصدقائهما عن تجربتهما والمخاوف التي واجهتهما طوال الرحلة، وقلقهم الشديد عن القيام بمثل هذه الرحلة الخطيرة والجريئة، أيضا المشاهد التي وثقت تعرضهما لموجة عملاقة تقلب القارب، لتبدأ معاناة العمرين مع اندفاع الماء من كل مكان، وبحث نور عن معدات وأدوات الطوارئ، وخاصة اللحظة التي فشل في العثور على قارب النجاة والاحساس بدنو الموت، وما إلى ذلك من لحظات يأس سوداء سيطرت لفترة على الاثنين. الفيلم لديه الكثير من التشويق والإثارة، خاصة عندما يتم الكشف عن رواياتهم بأنه لم يكن لدى أي منهما أدنى تجربة في مجال السباحة عبر زورق في المياه عندما وافقا على المشروع، وخاصة أن كل منهما بطل في رياضة أرضية، فنور بطل على حلبة الترياتلون الأولمبية، وسمرة متسلق جبل إفرست.

وقد تم تصوير بعض المشاهد الحية من خلال هاتف محمول، مما جعل من المغامرة أكثر واقعية، وتحرير تلك اللقطات الحية بطريقة رائعة مع موسيقى خدمت بشكل كبير أهم المشاهد، وروح الدعابة التي تميز بها بطلي العمل، إلى جانب شخصيات أخرى مثل القبطان المصري للسفينة اليونانية التي جاءت لإنقاذهما.

ومع كل هذه الدراما، تأتي اللحظات الأكثر ذروة عندما تظهر سفينة يونانية طولها أكثر من 250 قدما تحاول تقديم يد العون، لكن بسبب العاصفة المستمرة تصحبح بمثابة صدمة، ويصعب إنزال قارب النجاة، حيث تعتبر هذه الأوقات من أصعب الأوقات في الفيلم

عن المخرج والمؤلف ماركو اورسيني

كاتب ومخرج ومنتج حائز على العديد من الجوائز، وعرضت أفلامه في عدد من المهرجانات المعروفة مثل مهرجان صندانس ومهرجان تريبيكا، يترأس جمعية المواهب السينمائية الصاعدة الدولية في موناكو، كما ينشط في مجال التعليم والتطوير السينمائي في الدول النامية. ومن أشهر أعماله The Reluctant Traveler، وDinner at the No-Go ،Matters Gray، تتميز أعماله بالجمع بين الترفيه والتفاعل مع قضايا التعليم.

عمر نور ولد ونشأ في مصر، وتلقى تعليمه خارجها حيث حصل على شهادة في دراسة العلوم الطبية من جامعة جون هوبكنز حقق لقب أسرع رياضي ترايثلون عربي محترف، وكان على أعتاب تمثيل مصر في أولمبياد ٢٠١٦ إلا أن الإصابة حرمته من المشاركة فيها. رائد أعمال يمتلك عددا من المشاريع، إذ افتتح مؤخرا في دولة اﻹمارات العربية المتحدة شركة Supply Enduro لتوزيع أدوات الرياضية، وشركة Ventum لصناعة أسرع دراجات الزمن التجريبية في العالم. وبصفته متحدث شهير، يلقي محاضرات في مواضيع التعليم والتحفيز، ومؤخرا ألقى محاضرة في TED عن دور الفشل في الوصول إلى طريق النجاح، وتركز علامته “N.O“.على نمط الحياة الصحية، ويتحدث عمر نور أربع لغات هي العربية واﻹنجليزية والمانية والفرنسية.

عمر سمرة مغامر، رائد أعمال، متحدث تحفيزي، رائد فضاء مستقبلي، وسفير أمم المتحدة للنوايا الحسنة. أصبح أول مصري يتسلق قمة جبل إيفرست ووصل إلى أعلى قمم جبال في كل من القارات السبع، كما استطاع غزو القطبين الشمالي والجنوبي. وتمكن سمره من تسلق ٣جبال لم يصل إلى قمتها أحد من قبل في قارة أنتاركتيكا؛ ليحصل على فرصة تسميتها. وبصفته شخصية عامة، يشتهر عمر سمرة بالعزيمة واﻹصرار، إذ عانى في صغره من تلعثم شديد، ولكنه تمكن من التغلب عليه. يجوب سمرة العالم منذ نجاحه في مغامرته اولى، وألهمت محاضراته في TED وغيرها الكثيرين للسعي نحو تحقيق أحلامهم. وفي عام ٢٠١٣، أعاد تأسيس جمعية مروة فايد الخيرية للإطفال، والتي تحمل اسم Run Toy، إحياء لذكرى زوجته، ومنذ ذلك الحين ساهمت الجمعية في تحسين حياة أكثر من ١٠٠ ألف طفل في ١٠ دول. وينشغل سمرة حاليا بتحقيق حلمه في الوصول إلى الفضاء.

صُنع فيلم "ما وراء المحيط" تحت رعاية وكالة الأمم المتحدة للاجئين، وطالبي اللجوء من خلال تجربة مباشرة للمصاعب والمخاطر التي يواجها اللاجئون في كثير من الأحيان عند الفرار من النزاعات والبحث عن الأمان عبر مياه البحر الخطرة، وقد بدأت الرحلة في 12 ديسمبر 2017 وبلغ طولها خمسة آلاف كيلومترا من سان سيباستيان دي لا غوميرا في جزر الكناري، وانتهت بميناء نيلسون دوكيارد الإنجليزي في أنتيغوا.




تعليقات