أفلام رعب حُبست معها الأنفاس في 2019‎

  • مقال
  • 01:00 مساءً - 11 ديسمبر 2019
  • 2 صورتين



تعددت أنواع أفلام الرعب في 2019 فمنها المأخوذ عن روايات، ومنها ما يعتمد على قصة وحبكة مثيرة ومنها ما هو تقليدي ومكرر. أما الأفلام المأخوذة عن روايات، فكان مؤلف روايات الرعب الأشهر ستيفن كينج له النصيب الأكبر منها هذا العام: كان فيلم Pet Sematary في ثاني معالجة لرواية كينج التي كتبها عام 1983 وتم عمل أول معالجة لها عام 1989. وتدور الأحداث حول أسرة تقوم بالإنتقال إلى منزل جديد في بلدة صغيرة ويكتشفوا لاحقًا وجود مقبرة غامضة بالغابة خلف منزلهم وبعد حادث مروع، يضطر الأب أن يذهب للمقبرة لاستخدام قواها التي تعيد الموتى. وبالرغم من وجود ممثلين مميزين في الفيلم (جيسون كلارك وجون ليثغو) فإنه لم يقدم شىء مميز حتى مع إختلاف الأحداث عن الرواية والفيلم الأول.

أما ثاني معالجة لكينج فكانت It Chapter Two وهو تكملة لأحداث الجزء الأول الذي عرض عام 2017 والمأخوذ من رواية كينج عام 1986. الفيلم عاد بطاقم العمل من مخرج وكاتب سيناريو ومجموعة الأطفال الذين كونوا" نادي الخاسرين" في الجزء الأول ليواجهوا المهرج القاتل "بينى وايز" وتعاهدوا أن يجتمعوا مجددًا في حالة ظهوره من جديد. وقد تم الإستعانة بهم في مشاهد الفلاش باك حيث بعد مرور 27 عام، اجتمع الأصدقاء من جديد ليقضوا على المهرج نهائيًا. الفيلم ضم نجوم كبار على رأسهم: جيمس ماكفوي وجيسيكا شاستاين، وعاد بيل سكارسجارد في دور المهرج (الشىء). الفيلم لم يكن بنفس مستوى الجزء الأول من حيث الرعب كما يؤخذ عليه طول مدته وكثرة الرجوع للماضي لمعرفة ما مرت به كل شخصية حتى الوصول للوقت الحالى ولكنه في المجمل كان نهاية جيدة لملحمة المهرج والأصدقاء السبعة.

أما ثالث معالجة لكينج فكانت لفيلم Doctor Sleep، وهو الجزء الثاني لرواية The Shining التي صدرت عام 1977.اعتمد المخرج و كاتب السيناريو مايك فلاناجان (والذي عمل على فيلم سابق لكينج وهو Gerald’s Game)على التوفيق ما بين رواية كينج والتى صدرت عام 2013 و معالجة ستانلي كوبريك لفيلم The Shinning الذي عرض عام 1980 ويعد من أشهر أفلام الرعب على الإطلاق. الفيلم يعتبر درامي أكثر منه رعب، حيث يغوص في شخصية داني تورنس بعد أن أصبح شخص ناضج ولكنه إنسان محطم وحيد يعاني من إدمان الكحول ويحاول أن يمنع التفكير في قدراته الخارقة وأن يعيش بشكل طبيعي حتى يقابل فتاة صغيرة لديها نفس "البريق" وتدفعه ليواجه طائفة تتغذى على أشخاص لديهم نفس قدراته. برع الممثل (إيوان مكريجور) في أداء شخصية داني بكل ضعفه وانهزامه ولكنه في الوقت المناسب استطاع أن يظهر معدنه الحقيقي.
ومن الأفلام الأخرى المأخوذة عن أعمال أدبية نجد فيلم Scary Stories to Tell in the dark وهو مأخوذ من قصص رعب قصيرة قام بكتابتها ألفن شوارتز منذ عام 1981، الفيلم شارك في إنتاجه وكتابة السيناريو له المخرج المكسيكي الشهير جيليرمو ديل تورو، وتدور أحداثه حول أربعة مراهقين يدخلوا بيت مهجور ويجدوا كتاب كان يخص ابنة أصحاب البيت ولكن يتضح لهم أن روح الابنة تطاردهم عن طريق كتابة قصص مرعبة في الكتاب تحدث لهم بالفعل. وقد استطاع الفيلم إلى حد كبير تقديم تجربة سينمائية ممتعة ومخيفة تجعل المشاهد يتعايش معها حتى لو أنه لم يقرأ سلسلة القصص المأخوذ منها. أما أهم أفلام الرعب القائمة على براعة الأداء والقصة القوية، فسنجد أكثر من فيلم، على رأسهم يأتي The Lighthouse للمؤلف و المخرج روبرت إيجرز في ثاني عمل سينمائي له بعد فيلمه الناجح The Witch الذي صدر عام 2015. الفيلم من نوعية الرعب السيكولوجي النابع من الهلاوس والتهيؤات لحارسي فنارة - في أواخر القرن التاسع عشر- بعد أن ظلوا بمفردهم أسابيع منعزلين عن العالم وأصبحوا غير قادرين على التفريق بين الحقيقة والخيال. برع الممثلان (ويليام دافو وروبرت باتنسون) في أداء أدوار الحارس العجوز القاسي وزميله الشاب المنعزل واللذان يتقاربا تدريجيًا ويكتشفا أسرار تجعلهما ينقلبا على بعضهما. تكمن براعة المخرج في استخدام أدواته المختلفة بداية من التصوير الأبيض والأسود، مرورًا بالإستعانة بالكلاسيكيات الأدبية والأساطير اليونانية كمادة لقصة الفيلم ونهاية بعدم تقديم إجابات عما دار فى الفيلم وترك المشاهد في حالة من التساؤلات حيث يفسر ما حدث كيفما شاء.

فيلم Us للمخرج و كاتب السيناريو جوردان بيل والذي حاز على أوسكار أحسن سيناريو أصلي عن فيلم الرعب الشهير Get Out الذي صدر في 2017. ويعد هذا الفيلم ثاني تجربة إخراجية له، وتدور أحداثه حول أسرة تقوم بالذهاب لقضاء عطلة في بيت على الشاطيء ليفاجئوا بأربع أشخاص نسخة طبق الأصل منهم يريدوا القضاء عليهم. وبالرغم من الأداء التمثيلى المفزع للأبطال وعلى رأسهم الحائزة على الأوسكار (لوبيتا نيونجو)، إلا أن الفيلم لم يكن بنفس قوة فيلم "بيل" السابق من حيث القصة ولكنه احتوى على جرعات رعب وعناصر مفاجئة كثيرة تجعله من أقوى أفلام الرعب لهذا العام وأكثرها نجاحًا فقد بلغت إيراداته عالميًا 255 مليون دولار وميزانيته كانت فقط عشرين مليون دولار.

Midsommar كان من الأفلام المرتقب نزولها حيث أنه من إخراج و تأليف آرى أستر الذي أخرج العام الماضي فيلم الرعب المفزع Hereditary والذي لاقى نجاحًا هائلًا على مستوى الجمهور و النقاد معًا. في هذا الفيلم نجد ثنائي، علاقتهما مضطربة، يذهبا في رحلة مع أصدقائهم إلى قرية سويدية منعزلة ليحضروا احتفالهم بمنتصف الصيف والذي يحدث مرة كل تسعين عامًا، ووسط الطبيعة الساحرة وأهالي القرية الودودين يكشفوا تدريجيًا أنهم محاطين بطائفة تقوم بطقوس غامضة ومميتة. الفيلم من الصعب أن يتفق عليه الجميع، فالمشاهد المزعجة فيه جعلته منفر بشكل كبير. أما من أفلام الرعب التي تحتوى على جرعات عالية من العنف والدماء فنجد Ready or Not، فبعد زفاف رائع في قصر عائلة زوجها الثرية، تقوم العروس بالإشتراك معهم في لعبة الغميضة حتى تصبح رسميًا فردًا من العائلة، لتكتشف أن اللعبة هى مطاردة أفراد العائلة لها ليصبح عليها قضاء ليلة زفافها، محاولة النجاة بحياتها من مجموعة أغنياء مختلين. من أكثر ما يميز الفيلم طابع الكوميديا السوداء الذي يسيطر على الأحداث حتى في أصعب المواقف وفريق الممثلين الذين أجادوا لعب أدوار العائلة المهووسة بالحفاظ على تقليد عائلي شيطاني مهما كلفهم الأمر. وقد أجادت بطلة الفيلم الأسترالية (سمارا ويفينج) -التي قامت منذ عامين ببطولة فيلم الرعب The Babysitter- دور العروس التي كانت متشوقة لجعل عائلة حبيبها يتقبلوها لتجد نفسها في مواجهة دامية معهم.

The Haunt من إنتاج إيلي روث وإخراج وكتابة سكوت بيك وبراين وودز كاتبي سيناريو فيلم A Quiet Place الشهير الذي عرض العام الماضي، وحقق نجاح هائل مما جعل صناع الفيلم يقدموا جزء ثاني من المقرر عرضه العام القادم. في هذا الفيلم نجد ستة أصدقاء يقرروا قضاء ليلة الهالوين بالذهاب لتجربة بيت رعب ولكنه لم يكن فى حسبانهم أن المكان يديره مجموعة من المُقنعّين المختلين الذين يتلذذوا بتعذيبهم وقتلهم واحدًا تلو الآخر. الفيلم بالطبع لا يقدم أي تفسير لسبب قيام هؤلاء الأشخاص لما يفعلونه والخط الدرامي الوحيد فيه هو للبطلة هاربر التي تعاني من ذكريات والدها الذي كان يعامل والدتها بعنف وقسوة.

Escape Room من إخراج آدم روبيلتر مخرج فيلم Insidious: The Last Key، فكرة الفيلم تقوم على ستة غرباء يجتمعوا في غرفة الهروب والفائز في الخروج من المتاهات الموجودة فيها سيفوز بمبلغ مادي، ويجد المتسابقين أنفسهم ينتقلوا من تحدى لآخر ولكنهم في لعبة، الخاسر فيها يواجه مصير أبشع من فقط الخروج من التحدى. بالرغم من أن فكرة الفيلم ليست جديدة ولكن القصة والمتاهات التي يجد الأبطال فيها كانت مثيرة وشيقة. من الجدير بالذكر أن فريق العمل يجهز لجزء ثاني من المقرر عرضه في عام 2020.

أما الأفلام من التي كانت ضمن سلسلة سابقة فنجد الجزء الثالث لسلسلة الدمية الملعونة، وفي هذا الجزء Annabelle Comes Home، يكتفي المختصين في عالم الشياطين إد ولورين وارين بالظهور كضيوف شرف حيث أنهم وضعوا الدمية أنابيل في صندوق زجاجي في غرفة التحف الخاصة بهم، ولكن عندما سافروا وتركوا ابنتهم الصغيرة مع شابة مراهقة لترعاها، تقوم صديقتها بدون قصد بإطلاق سراح الدمية والتي بدورها تطلق العنان لجميع أنواع الأشباح المرعبة التي كانت بالغرفة لتطارد الثلاث فتيات في ليلة من الرعب والفزع. الفيلم من كتابة وإخراج جاري دوبرمان (في أول تجربة إخراجية له) وقد قام بكتابة الجزئين السابقين وبالرغم من وجود لحظات مخيفة، إلا انها لم تكن قوية في تأثيرها كما أن القصة تخلو من العمق. Happy Death Day 2U وهو الجزء الثاني للفيلم الذي تم إنتاجه عام 2017، وقام بكتابة السيناريو والإخراج كريستوفر لاندون والذي قام أيضًا بإخراج الجزء الأول. وتعود فيه الممثلة (جيسيكا روث) لأداء شخصية الطالبة الجامعية التي تجد نفسها محاصرة في نفس الحلقة الزمنية ولكن مع إختلافات جديدة، حيث يطاردها قاتل مُقَنَّع آخر وتحاول النجاة والخروج من دائرة الموت المتكررة. الفيلم كان محافظًا على الطابع المسلي بالإضافة إلى بُعد الخيال العلمي مما جعله تكملة جيدة للجزء الأول. وأخيرًا نمر سريعًا على أفلام أخرى لم تستطع تقديم كامل إمكاناتها مثل: Child’s Play وهو إعادة إنتاج للفيلم الذي صدر عام 1988 حول الدمية تشاكي التي تدب فيها الحياة وتطارد الفتي أندي وتقوم بالإنتقام من كل من حاول إيذائه. بداية من تصميم الدمية للقصة الضعيفة والأحداث غير المؤثرة فإن الفيلم لم يكن بنفس قوة الفيلم الأصلي. وBrightburn يدور حول زوجان يتبنوا طفل رضيع من عالم آخر وعندما يكبر يتضح أن لديه قدرات خارقة ولكنه يستخدمها في الشر مما يعرض كل من حوله للخطر. بالرغم من أن فكرة الفيلم شيقة وهى وجود سوبرمان ولكنه شرير إلا أنه لم يتم استغلالها بشكل جيد. The Curse of La Llorona يحكي قصة مستوحاة من الفولكلور المكسيكي عن شبح المرأة الباكية التي تقوم بمطاردة أطفال أخصائية إجتماعية والفيلم يعتمد على قفزات تخويف مكررة تجعله يذهب بسهولة في طي النسيان.




تعليقات