من سيربح في سباق الأوسكار؟

  • مقال
  • 06:27 مساءً - 3 فبراير 2020
  • 10 صور



أيام قليلة تفصلنا عن الحدث السينمائي الأهم وهو الحفل الثاني والتسعون لتوزيع جوائز الأوسكار الذي يُعد بمثابة تتويج لعام مضى مليء بالأفلام المميزة والتي تركت علامات في وجدان المشاهدين حول العالم. وتشمل جوائز الأوسكار- وهى 24 جائزة- على فئات متعددة في العمل السينمائي، على رأسها فئات التمثيل، الإخراج والسيناريو إلى جانب فئات أخرى مثل الموسيقي، المونتاج، التصوير والمؤثرات السمعية والبصرية وأيضًا فئات الأفلام الوثائقية والقصيرة والرسوم المتحركة. وتضم قائمة الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار لعام 2019 العديد من الأفلام التي تتنوع ما بين أفلام قائمة على سير ذاتية، أفلام مأخوذة من قصص حقيقية وأعمال أدبية إلى جانب أفلام الخيال العلمي والأكشن (المرشحة في فئات الجوائز التقنية). وفيما يلى سنستعرض أهم الأفلام المتوقع فوزها بجوائز أوسكار بناء على ما مرت به في جوائز أخرى سابقة مثل الجولدن جلوب ونقابة ممثلي الشاشة.

يأتى الفيلم الحربي الملحمي 1917 للمخرج الإنجليزى سام ميندز- والذي ترشح لعشر جوائز أوسكار- على رأس الأفلام المتوقع فوزها بأهم الفئات وهى أفضل فيلم ،أفضل مخرج وأفضل تصوير، إلى جانب الجوائز التقنية في فئات المؤثرات البصرية والسمعية. وأهم ما يميز الفيلم براعة تصوير لقطات طويلة لإعطاء الإيحاء أن الفيلم عبارة عن مشهد واحد مستمر منذ أن تلقى بطلي الفيلم أوامر بتوصيل رسالة هامة خلف حدود العدو أثناء الحرب العالمية الأولى مرورًا بالأهوال التي مروا بها فى سبيل تنفيذ هذه المهمة المستحيلة. وقد فاز ميندز من قبل بجائزة أوسكار كأفضل مخرج عن فيلم American Beauty عام 1999.
أما فى فئة أفضل ممثل رئيسي فيأتى الممثل واكين فينيكس على رأس المرشحين بالفوز لأدائه العبقري والمخيف لشخصية الكوميكس الشهيرة. وقد ترشح فينيكس ثلاث مرات سابقة لجائزة الأوسكار من ضمنها أدائه لشخصية مطرب موسيقى الكانتري الشهير جوني كاش في فيلم Walk the Line وبعد نجاح فيلم الجوكر الهائل والإشادة الواسعة لأداء فينيكس بمثابة تتويج لمسيرته حيث أنه لم يحصل على التقدير الذى يستحقه ممثل بمثل موهبته بالرغم من أدائه لأدوار هامة عديدة طوال تاريخه الفني. ومن الفئات المرشح الفيلم الفوز بها بقوة فئة أفضل موسيقى تصويرية للمُلحنة الأيسلندية الموهوبة هيلدر جونادتير والتي قامت بتأليف موسيقى الفيلم المميزة أثناء تأليفها موسيقى المسلسل التليفزيونى الشهير "تشرنوبل". وقد حصل الفيلم على أكثر عدد من ترشيحات الأوسكار هذا العام والتي وصلت لإحدى عشر ترشيح، على رأسها أحسن فيلم، أحسن مخرج (تود فيليبس) وأحسن سيناريو مقتبس.
وتأتي الممثلة رينيه زيلوجير بأدائها الرائع في فيلم Judy -والذي جسدت فيه شخصية النجمة جودي جارلاند- كأقوى مرشحة للفوز في فئة أفضل ممثلة رئيسية بعد فوزها بأغلب الجوائز الهامة الأخرى وعلى رأسها الجولدن جلوب ونقابة ممثلي الشاشة والبافتا البريطانية. و قد فازت زيلوجير من قبل بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم Cold Mountain عام 2003 وقد تم ترشيح الفيلم أيضًا لجائزة أوسكار أحسن مكياج وتصفيف شعر.
أما فى فئة أفضل سيناريو أصلي فالمرشح الأقوى هو كوينتين تارنتينو عن فيلمه Once Upon a Time in Hollywood - وقد ترشح الفيلم لعشر جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم وأفضل إخراج- حيث برع تارانتينو في رسم عالم هوليوود في أواخر عصره الذهبي عام 1969 عن طريق أخذ المشاهد في جولة -على مدى ساعتين وأربعون دقيقة- في شوارع لوس أنجلوس لنعيش في كواليس عالم السينما بمصاحبة نجم سينمائي يحاول أن يستعيد أيام مجده وصديقه الدوبلير. وقد فاز تارانتينو بنفس الجائزة من قبل مرتين عن فيلمي Pulp Fiction وDjango Unchained. ومن المرشحين بقوة أيضًا بالفوز في نفس الفيلم النجم براد بيت كأحسن ممثل مساعد عن دوره كصديق ودوبلير الممثل ريك دالتون (قام بأداء دوره ليوناردو دي كابريو). وقد ترشح بيت من قبل لجائزة الأوسكار لكنه لم يحصل عليها إلا في فئة الإنتاج وليس التمثيل.

أما في فئة أفضل ممثلة مساعدة تأتى الممثلة لورا ديرن كأقوى مرشحة للفوز عن دورها كمحامية شرسة تترافع عن بطلة الفيلم (سكارليت جوهانسون) في قضية طلاقها من زوجها (آدم درايفر) وقد فازت بالعديد من الجوائز عن دورها من ضمنها الجولدن جلوب وجائزة إختيار النقاد. في الفيلم الدرامى Marriage Story، وفي حالة فوز ديرن بالجائزة سيكون أول فوز لها بالأوسكار بعد أن ترشحت من قبل مرتين، مرة كأفضل ممثلة رئيسية عام 1991 عن فيلم Rambling Rose والمرة الثانية كأفضل ممثلة مساعدة عن فيلم Wild عام 2014. وقد ترشح الفيلم لست جوائز أوسكار من ضمنها أحسن فيلم وأحسن سيناريو أصلى لنواه باومباخ.

أما فيلم العصابات الملحمي The Irishman للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي فقد ترشح لعشرة جوائز أوسكار على رأسها أحسن فيلم، أحسن مخرج وأحسن سيناريو مقتبس. ويعد من الأفلام التي لم تأخذ حظها فى سباق الجوائز برغم من إشادة النقاد ببراعة الإخراج والتمثيل حيث لم يفوز بأغلب الجوائز السابقة للأوسكار التي ترشح لها وقد يكون من ضمن أسباب عدم فوزه أنه من إنتاج نتفليكس (رائدة بث الأفلام حصريًا عن طريق منصتها) حيث يرى البعض أن الأفلام التي تعرض عن طريق خدمات بث محتوي لمشتركيها -وليس في دور العرض- أنها لا يجب أن يتم ترشيحها لجوائز الأوسكار مثلما نادى المخرج ستيفن سبيلبرج من قبل. لذلك يبدو أن الأمل ضعيف أن يفوز الفيلم بالرغم من تميزه في فئات مثل المؤثرات البصرية حيث تم إستخدام تقنية تصغير الأبطال رقميًا (روبرت دي نيرو، آل باتشينو وجو بيشي) حتى يبدوا أصغر سنًا من أعمارهم الحقيقية أثناء مرورهم بمراحل عمرية مختلفة.

أما فئة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس فنجد فيلمان مرشحان بقوة للفوز، فهناك فيلم Jojo Rabbit وقد فاز مؤخرًا بجائزة نقابة الكتّاب الأمريكية وجائزة البافتا البريطانية. وهو مأخوذ عن رواية Caging Skies. ويدور حول الصبي الألماني جوجو المتعصب للجيش النازي بقيادة هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، حين يكتشف وجود فتاة يهودية تختبىء بمنزله يجد نفسه في صراع داخلي بين معتقداته ومشاعره. وقد قام تايكا وايتيتي بإخراج وكتابة السيناريو والتمثيل في الفيلم (قام بدور أدولف هتلر وهو صديق جوجو الخيالي). وتميز السيناريو بطابعه الإنساني المرح بالرغم من أنه يناقش موضوع الحرب وأهوالها، حيث أراد أن يقدم رسالة هامة عن أهمية التسامح وقبول الآخر ولكن بطريقة غير تقليدية. وقد تم ترشيحه لستّ جوائز أوسكار على رأسها أفضل فيلم وأفضل ممثلة مساعدة لسكارليت جوهانسون.

أما الفيلم الآخر فهو Little Women وهو أحدث معالجة سينمائية للرواية الكلاسيكية الشهيرة "نساء صغيرات" للكاتبة لويزا ماي ألكوت والتي صدرت عام 1868. قامت جريتا جيروج بإخراج وكتابة سيناريو الفيلم وقد ترشحت من قبل عام 2017 لجائزتي أوسكار كأفضل إخراج وأفضل سيناريو أصلي عن فيلم Lady Bird. الفيلم مرُشح لستّ جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم، أفضل ممثلة رئيسية (سيرشا رونان) وأفضل ممثلة مساعدة (فلورنس بوج). ومن الجوائز المتوقع أن يفوز الفيلم بها جائزة أفضل ملابس بعد فوزه بجائزة البافتا البريطانية عن نفس الفئة.
أما فى فئة أفضل فيلم رسوم متحركة - والتي تم ترشيح أفلام غير متوقعة فيها مثل I Lost My Body من إنتاج نتفليكس وتجاهل أفلام ضخمة مثل فيلم ديزني "Frozen 2”- و "Klaus” - فالفائز من المرجح أن يكون فيلم بيكسار وديزني الشهير "Toy Story 4” وهو الجزء الرابع في السلسلة الشهيرة للثنائي وودي راعى البقر وباز رائد الفضاء وبقية الألعاب المرحة والتي بدأت بأول جزء عام 1995. وقد فاز الجزء الثالث الذي صدر عام 2010 بنفس الجائزة بجانب جائزة أحسن أغنية والتي ترشح لها هذا الجزء أيضًا.

وأخيرًا في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية يأتي فيلم "Parasite” من كوريا الجنوبية كأقوى مرشح بعد فوزه بالعديد من الجوائز الهامة من ضمنها جائزة السعفة الذهبية بمهرجان كان وأفضل طاقم عمل سينمائي في جوائز نقابة ممثلي الشاشة وهو من تأليف وإخراج بونج جون هو. ويعد هذا الفيلم أكثر فيلم أجمع عليه النقاد حيث من الصعب إيجاد شيء سلبي يقال عنه، فهو بالفعل يعتبر تحفة سينمائية وقد استطاع أن يُبهر النقاد والجمهور على حد سواء بالرغم من حاجز اللغة. وقد تم ترشيح الفيلم لستّ جوائز أوسكار على رأسها أفضل فيلم ،أفضل سيناريو أصلي وأفضل مخرج وهى أول مرة فى تاريخ الأوسكار يتم ترشيح فيلم من كوريا الجنوبية. وقد برع بونج جون بمنتهى الحرفية في رسم التمييز الطبقي والجشع عن طريق قيام أسرة فقيرة بتضليل وخداع أسرة ثرية حتى يتمكنوا من العيش معهم والتمتع بحياة الرفاهية التي يعيشوها حتى تأخذ الأحداث مجرى غير متوقع. ومن الجوائز الأخرى المتوقع أن يفوز بها الفيلم أوسكار أفضل مونتاج ومن المحتمل أيضًا أن يفوز بأوسكار أفضل سيناريو أصلي. وبالطبع لن يخلو حفل الأوسكار من بعض المفاجأت مهما كانت تبدو بعض التوقعات قوية وليس في وسعنا سوى أن ننتظر في ترقب ما سيحدث ومن سيكون سعيد الحظ الذي سيفوز بالتمثال الذهبي.




تعليقات