"لما كنا صغيرين" الكل متهم والجاني في ثوب الحمل

  • نقد
  • 12:00 صباحًا - 17 يونيو 2020
  • 7 صور



العديد من مشاهدي الأعمال الدرامية لا يهتموا كثيرًا بتترات المسلسلات علمًا بأن في الماضي كان تتر وكلمات المسلسل من العلامات الأساسية التي تتعلق في وجدان الناس، مثل مسلسل ليالي الحلمية والمال والبنون ورأفت الهجان وفي مسلسل لما كنا صغيرين والتي قامت بغناء التتر الخاص به الفنانة سميرة سعيد لخص معنى العمل في بضعة جمل تتضمن كلمات التتر (لما كنا صغيرين كنا شايفين الحياة كأنها حلم ابتدي وكل واحد فينا كان أجمل كدا وكبرنا واكتشفنا مين اللي قلبه مخلص ومين اللي ادعي) تكفي هذا الجمل لتوضح لنا أننا عندما نُولد وتحديدًا في مراحل الصبا والشباب نكون مثل الصفحة البيضاء ونكون صداقات تعيش معنا طول العمر.

وفي النصف الثاني من التتر يكشف الوجه الأخر أننا عندما نكبر تزال أمامنا أقنعة كثيرة نكتشف بها أسرار وبحور عميقة سواء عن نفسنا أو عن أصدقائنا وعندما ننظر اليوم إلى ذكرياتنا نكتشف أننا أشخاص مختلفة في هذا الاطار، تدور أحداث مسلسل لما كنا صغيرين حول 5 أصدقاء منذ الصغر يعملون في شركة واحدة تحت قيادة محمود حميدة، يتم قتل أحدهم في الحلقات الأولي ثم تبدأ الشبهات تتمحور حول كل شخص في العمل لنكتشف خزين من الاسرار عن كل واحد منهم تبدو هذه التيمة جاذبة خاصة مع مقومات أخري تؤهل العمل للنجاح مع وجود قطبين كبار مثل محمود حميدة وخالد النبوي ليبارز كل منهما الأخر في الاداء بالاضافة إلي هاني عادل بحضوره اللافت حتي مع قلة عدد مشاهده، مع اداء متميز لجميع النجوم الشباب.

بالنسبة للنصف الأول فينطبق عليه كل ما سبق من سيناريو وحبكة درامية جيدة مصحوبة بإيقاع سريع وعناصر تشويقية ومفاجأت مع كل حلقة جديدة عن كل واحد في العمل، فمنهم من كان مدمن ويتاجر في المخدرات وأخر كان علي علاقة غير شرعية بأحدهم وجميع الشبهات كانت تتجه نحو قائدهم محمود حميدة وانه يحاول التخلص منهم لسبب غير معروف ومع كل حلقة تكتشف أن لكل شخصية دافع أو مبرر للقتل ساعد علي ذلك بعض مشاهد "الفلاش باك" والذي مزجها المخرج محمد علي بشكل جيد جمع فيه بين الماضي والحاضر وأما بالنسبة للنصف الثاني فبدأ إيقاع العمل يبطئ إلي درجة كبيرة شهدت الأحداث بعض الرتابة والملل لدرجة أنك أذا تركت حلقة أو أكثر تجدهم في نفس المنطقة وعلي وتيرة واحدة خاصة بالنسبة لمشاهد ريهام حجاج وانفعالاتها المستمرة والمبالغ فيها حتي في تعاملها مع وكيل النيابة وتشكيكها المستمر في محمود حميدة مما أكد شكوك الجميع بتورطها معه في جرائمه بالاضافة إلي حواراتها الطويلة والمتكررة مع خالد النبوي فضلًا عن شخصيات لم يكن لها مبرر درامي في الأحداث مثل منة فضالي وهي الزوجة السابقة لخالد النبوي والتي أستمرت في مطاردته بدون داعي.
وأما بالنسبة للحلقات الأخيرة فلحقت بمسلسلات رمضان الأخري المليئة بالعنف والقتل والشر المفتعل والتي تتطلب منك الغاء المنطق والتركيز علي الجانب التجاري فقط، فليس من المفاجئ اكتشاف أن ريهام حجاج متورطة بشكل أو باخر مع سليم ( محمود حميدة) في مجموعة الجرائم التي تضمنها العمل بل يتضح انها العقل المدبر لكل شيء وأن في رقبتها 4 جرائم قتل بمفردها وأن سليم لم يكن أكثر من وجه تختبئ وراءه لاخفاء جرائمها بداية من قتلها لوالدها وهي في سن الـ20 ثم التخلص من جثته بمساعدة والدتها وصديقتها فهل أصبح أمرًا اعتياديًا أن تقوم فتاة عشرينية والمفروض أن طبيعتها الرقيقة تمنعها من العنف أن تخطط وتدبر لكل هذه الجرائم، بالاضافة إلي صديقها نبيل عيسي والذي نكتشف مؤامرته ضدها باعطاءها حقن تتسبب في عدم إنجابها مما أفاق الشر، أي توقعات يستوعبها العقل ناهيك عن مشهد النهاية وتفاصيل خطوات إعدام ريهام حجاج الذي يحبس الأنفاس والذي ينضم هو الأخر لعدة مشاهد إعدام اختتمت بها مسلسلات رمضان.




تعليقات