Made in Italy: أوجه تشابه مثيرة للاهتمام بين الواقع والخيال.. ولكن

  • نقد
  • 05:22 مساءً - 13 اغسطس 2020
  • 5 صور



هناك العديد من الأعمال الفنية، التي تحاول نقل الجاذبية الإيطالية من خلال السينما، حيث يتدفق الجميع منا في خياله بجحافل الأراضي الرومانسية هناك، وينظر إلى البلاد من منظور خاص، يجمع بعض المشاهد واللقطات للواجهات المشمسة، والسكان الحريصون على الوقوع في الحب.

وفي فيلم Made in Italy حاول المخرج جيمس دارسي، وهو مخرج قادر على تقديم مشاريع قادمة بأسلوب مميز، ومضمون حقيقي، التعمق في نفسية أبطالنا، مع الزج ببعض الحياة الإيطالية التي يتطلع لها أغلب الجمهور.

فتتبع قصة فيلمنا هذا جاك فوستر (مايكل ريتشاردسون)، مدير معرض فني مكافح على خلاف مع والده الغائب روبرت (ليام نيسون)، بعدما فقد أمه منذ سنوات عديدة في حادث سيارة. في ذلك الوقت ، كان روبرت رسامًا ذائع الصيت،

جاك على وشك أن يخسر نصف حصة ملكيته في المعرض الفني الذي يمتلكه مع روث، ولديه شهر لتسوية القضايا المالية. فيضع خطة مع والده لإصلاح وبيع عقار قديم لوالدته في إيطاليا، للحصول على الأموال اللازمة.

ومن هنا تظهر محاولة جيمس دراسي، في المزج بين أوجه التشابه المثيرة للاهتمام بين الواقع والخيال، لأن ليام نيسون ومايلك ريتشاردسون لا يلعبان دور الأب والابن فحسب بالفيلم، بل يلعبان أيضًا في الحياة الواقعية. وعندما لا يزال روبرت يحزن على زوجته في الفيلم ويفتقد ابنه جاك والدته، يعرف نيسون وريتشاردسون نفسيهما شعور ذلك. في عام 2009، حيث توفيت زوجة نيسون بالفعل الممثلة ناتاشا ريتشاردسون، بعد تعرضها لحادث تزلج.

وإذا حكمنا على هذا الفيلم، فإننا نرى أن دارسي أرد التعمق في الأمر. وهو ليس كذلك. حيث نهج في الشخصيات والمواقف والأحداث بشكل سطحي. فهناك العديد من المشاكل التي ظهرت في مسار هذا الفيلم، كانت متوقعة بشكل كبير، ولا يوجد انعكاس لها، ولما يفكر فيه المخرج والمؤلف من تقديم مثل هذا الفيلم، غير عرض لقطات من حياة واقعية ومحاولة تسليط الضوء على حياة ليام وابنه ريتشارد من خلال لقطات التسامح والانفتاح والتحدث، والتذكر والاعتراف والعفو والقبول....

لا شيء لم نرَه من قبل، ولا مفاجأة في الأحداث، كل ذلك جعلنا لا ننزعج ولا يحدث جذب لما يدور. وبالرغم من أن القصة تبدو بسيطة في البداية، إلا أن المشاعر الدرامية من الأب والابن يشوبها الملل بعد ذلك. وهكذا المشاهد العاطفية، التي كانت أكثر اعتيادية، فلقد شاهدنا تلك المشاهد مرات عديدة في أعمال مختلفة، أما بالنسبة للجزء الكوميدي بالفيلم، فلا يوجد الكثير من المشاهد الكوميدية، فهي غالبًا عالقة بين المشاعر الحزينة التي تعج بها الأحداث.

يمكن تخمين القصة بأكملها من البداية، لكن تمت صياغتها بشكل ساحر من قبل جيمس دارسي، الذي قام بعمل جيد في ذلك من خلال تكوين بعض الشخصيات الداعمة الصغيرة مثل ليندساي دونكان، في دور كيت، وكذلك الأشخاص الذين جاؤا لشراء المنزل،

ولحسن الحظ، هناك أيضًا الممثلة فاليريا بيليلو، التي تعلق بحبها جاك، واعتقدمن أكثر الأشياء اللطيفة بالفيلم.

يعتبر فيلم فاليريا بيليلو، هو أول ظهور إخراجي لجميس دراسي بعد عدة أعمال تمثيلية هائلة، نذكر منها أدواره بفيلم Dunkirk، وشخصية (الكولونيل وينانت)، وفيلم Jupiter Ascending، ودور (ماكسميليان جونز)...وغيرها

ولكن من أكثر الأشياء المبهجة في الفيلم تضمنه لقطات المناظر الطبيعية، الرائعة والنابضة بالحياة في توسكان، مع التلال والبيوت الصغيرة ومزارع الكروم والأشجار، حيث تجعلك تنعمس في مشاهد حسية، ومزاجًا جيدًا وشعورًا بالاسترخاء في أي وقت من الأوقات على الإطلاق. وتخلق فكرة نقل مزيج مجنون من الأب والابن الإنجليزي إلى هذا المشهد، وتجديد منزلهما القديم نقطة انطلاق جذابة بينهما. لأنه بهذه الطريقة يعيد الرجلان العنيدان التواصل مع ماضيهما المشترك، الذي انتهت سعادته مبكراً بوفاة زوجته وأمهما بالخطأ. في الوقت نفسه، يؤكد على أن المكان به أيضًا مباهج جديدة ليقدمها.

أما بالنسبة للإداء التمثيلي فإن ليام نيسون استطاع أن يلعب دورا معقولا في كيفية تأرجح شخصيته بين الاضطرابات الداخلية، والعاطفة الخرقاء تجاه ابنه بسخرية لطيفة، حيث يفسر روبرت على أنه متوحش بعض الشيء ومهمل. في النهاية، فإن الشخصية لديها كشف آخر يفسر محنته بشكل أفضل. على الرغم من أنها تدور حول أعمال الحداد والتذكر ، إلا أن ليام روى القصة بخفة مذهلة.

وبالرغم من أن دور مايكل ريتشارسون، ليس الأول في التمثيل، فقد كان أول دور له بفيلم Anchorman 2: The Legend Continues حيث ظهر في شخصية مراسل، ثم شارك في فيلم Vox Lux عام 2018، وفي فيلم Cold Pursuit خلال عام 2018، مع والده أيضا، فإنه أدى دور الشاب جاك المتحمس والغير مبالي ﻷي شيء غير مصالحه الشي بشكل مقبول، وقد قام ريتشاردسون سابقا بإجراءات قانونية لتغيير لقبه إلى والدته ريتشاردسون لإحياء ذكرى والدته الراحلة ناتاشا ريتشاردسون.

وللعلم هناك العديد من الأفلام التي ظهر فيها آباء وأبناء سويا،نذكر منها إلتقا رايان أونيل، وتاتوم أونيل في فيلم It Runs in the Family، والنجم الكبير دونالد ساذرلاند، وابنه كيفير سازرلاند، في فيلم Forsaken.

في نهاية المطاف أن ما تراه ليس أكثر من دراما عائلية حسنة النية، تعاني فيها الكثير من الشخصيات من مشاكل عاطفية، وهو ما آراه محاولة استغلالية لإثارة مشاعر المشاهد. بالإضافة إلى أنه لم يتم الحفاظ على الحالة المزاجية للجمهور، فأحيانًا تكون الميلودراما كوميدي، وهي حقيقة تفرض في النهاية حتى على هذا السيناريو البدائي أن يفقد تركيزه ومصداقيته.




تعليقات