Cuties... عندما تعتقد أن ضالتك في الجانب الأخر من العالم المتطرف

  • نقد
  • 11:47 مساءً - 17 سبتمبر 2020
  • 3 صور



كثيرا ما يكون هناك مبدأ محكم يتعلق بفيلم ما أو مجموعة من الأفلام، ونظرًا ﻷن السينما هى الباب الكبير الذي يٌفتح على العالم الخارجي، لترى من خلاله كل بعيد، حتى ولو كان هذا البعيد يُثير الجدل، ويحدث ربكة كبيرة، فإنه لا يمكنك أن تنتقد بجدية أو تفكر في فيلم بشكل سلبي لمجرد أنه يعرض فكرة ضد مبادئك الشخصية،

فقد يكون هناك نتيجة هامة ومؤثرة من وراء هذه الدراما، تثير بعض التحولات الاجتماعية، وهذا ما قدمه فيلم "Cuties" بالفرنسية "Mignonnes"، حيث أضحى مثيرًا للجدل، ومتسببًا في أزمة كبيرة، عندما بدأت Netflix في توزيعه، بإضفاء الطابع الجنسي على الفتيات على بوستر الفيلم، والذي تم استخدامه للترويج

القصة

فتاة مسلمة تبلغ من العمر 11 عامًا، تٌدعى إيمي، مهاجرة سنغالية تعيش في باريس مع والدتها وشقيقيها الصغار، في حالة مستمرة من القيود، تجد نفسها محاصرة ليس فقط في شقتها القذرة الغير مرتبة دائما، ولكن أيضا في حياتها مع والدتها التي تكتشف أن زوجها سيتزوج بأخرى، وعليها تجهيز غرفة نومها الرئيسية للعروس، فتصبح إيمي ليست سجينة فقط في مكانها وإنما في عقلها وثقافتها ومكانتها،، وتبدأ في البحث عن طريق لحريتها. التي تجدها في رغبتها في الانتمام إلى مجموعة صغيرة من أربع فتيات في نفس سنها يتحدن ويستعدن لمسابقة الرقص، فتبدأ إيمي في إثبات قدرتها على الرقص.

طاقم العمل:-

الفيلم بطولة مجموعة من الأطفال المراهقين المتميزين، من بينهم بطلات الفيلم فتحية يوسف، في شخصة الطفلة إيمي، ومدينة العايدي العزوني، في دور أنجيلكا، واستير جوهورو، وإيلانا كامي جورسولاس، وميريام حمة، ومأمونة جوي في دور الأم مريم.

إخراج وتأليف:- مأمونة دوكوري.

السيناريو والتنفيذ:-

من خلال ميلودراما تحتوي على العديد من اللقاءات بين مجموعة من الفتيات الصغيرات السن، والعالم الخارجي، والتي رُكز فيها وبشكل كبير ومتكافئ ومتطور، على رحلة صعبة خلال فترة البلوغ، استطاعت مأمونة دوكوري، أن تقدم صورة رائعة ومعقدة ومثيرة للقلق عن فترة الطفولة، وأن تندد وبشدة بمشكلة الإفراط في ممارسة الجنس، وتوقع نداءً حنونًا ومتشددًا للحفاظ على براءة الفتيات الصغيرات اللائي لديهن متسع من الوقت لترك شرنقة الطفولة الواقية.

وأثارت بسيناريو بسيط، ومشاهد لا تتعدى مجتمعة الساعة ونصف الساعة، قلق حقيقي وتشويش في الهوية الناتج عن مجتمع محاصر، مخنوق بالقيود المفروضة عليه، من ثقافات وعقبات كبيرة، فمثل جميع الفتيات الصغيرات على وشك الدخول في مرحلة المراهقة، تحاول إيمي السيطرة على الفوضى التي تلوح في الأفق قدر الإمكان. وتزداد المحنة صعوبة بالنسبة للفتاة حيث تجد نفسها ممزقة بين ثقافتين متعارضتين مع قيم متعارضة. للهروب من قيود التقاليد الأبوية فأمها ترغب في أن تكون أكثر إلتزاما، في الوقت الذي تجد إيمي في الرقص مكان الحرية الوحيد الذي يظهر في عينيها.

ومن خلال تبني تصميمات رقصات إباحية؛ لا تدرك إيمي أنها تستبدل عبودية بآخرى، ولأنها مهووسة بفكرة أن تفعل مثل العارضات اللاتي يقدمهن لها المجتمع، لا ترى إيمي وصديقاتها الجدد أي ضرر في تصميمات الرقصات هذه ذات الدلالات الجنسية التي تفلت منهن. أي قلق أو إزعاج، فتتدرب الفتيات الصغيرات في حلقة مفرغة، ويقلدن ما هو شائع ليكون بدوره موضوع كل الاهتمام. في استكشافها لبناء الأنوثة،

وعلى نفس الوتيرة نجحت مأمونة دوكروي مرة أخرى في جعل عذاب بطلتها في عدم تحقيق المساوأة بين الجنسين، فتطلعت إيمي أن تكون صبيا بدون رفض أنوثتها، معتقدة أن الحياة ستكون أكثر عدلا إذا كانت ولد، واعتقد أن Cuties احتل مرتبة عالية عند البعض؛ بسبب صدق وألم، ما يتم تقديمه من مشاهد مليئة بالشحن العاطفي الحقيقي، مؤطرة بتكوين مدهون بألوان زاهية، فإيمي لم يمزق حياتها العنف أو الغضب المنزلي مثلا بقدر ما مزقها الانغماس البطيء في الثقافة الأخرى واللامبالاة تجاه العرق.

ولهذا ارى أن الفيلم لا يريدك أبدًا أن تنسى أن هؤلاء أطفال، ولا يطلب منك ذلك الإعجاب بهم أو حتى التشجيع على ما يفعلوه، ولكن لفهم أنهم يبحثون عن مكان ما للانتماء إليه بعد قضاء حياتهم القصيرة في إخبارهم بأنهم أقل مما كانوا يتصورون

إن مشاهدة الفتيات الصغيرات يرتدون ملابس ويرقصن حركات استفزازية ليس مشهدًا مريحًا لرؤيته. ومع ذلك، يبدو أن المخرجة مأمونة دوكوري تنوي خلق هذه الانطباعات والمشاعر على الجمهور عند مشاهدة Cuties ، لتقديم دليل حقيقي في الحياة اليومية حيث يكون للضغط البيئي والأقران ووجود وسائل التواصل الاجتماعي تأثير عميق - خاصة بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا مراهقين ومن الواضح أنهم ما زالوا يحاولون العثور على هويتهم. وعندما يأتي هذا الضغط دون توجيه قوي من الكبار أو مهارات تأقلم موثوقة، فمن الواضح أن النتائج السلبية ستتبع.

وأخيرا وليس أخيرا الفيلم يقدم العديد من الرسائل والدروس الهامة الحياتية، فإيمي بعد هذه المغامرة، تمكنت من اتخاذ خطوة مهمة في حياتها، وعليها الآن أن تصبح امرأة خاصة بها، وترفض القيود المفروض عليها وأن تتأكد أن هناك أمل

وكانت الإشارة إلى مسألة تعدد الزوجات، وتشابك القضايا المطروحة في هذه المساحة، ومسار المرأة في عالم استفزازي بشكل متعمد حول مكانتها في مجتمعنا ويرى من منظور فتاة صغيرة، أمرا هاما.

عرضت أيضا المشكلة الكبيرة التي تحدث دائما مع استخدام مواقع السوسيال ميديا، ونبذ الأشخاص دون أي معرفة ومدى خطورة الإنترنت، وذلك عندم نشرت إيمي صورة لها ومقطع فيديو على انستجرام، مؤكدة من خلال ذلك على الدور المدمر الذي تلعبه الشبكات الاجتماعية في بعض الأحيان، والذي يسمح بسهولة الوصول إلى المواد الإباحية دون أن تدري من أين جاءت.

في النهاية الفيلم قدم دراسة صادقة للفتيات الصغيرات قبل سن المراهقة، واللائي يستكشفن أنفسهن من خلال حياتهن الجنسية، ويعطي رسالة قوية للبالغين من الآباء والأمهات أن ينظروا بعناية فائقة إلى هؤلاء الفتيات وتقافتهن.

واعتقد أن كل من كان ضد نتفليكس في تقديم مثل هذه الدراما فقد بنى رأيه على الإعلان الدعائي الذي خسرت بسببه نتفليكس المعركة مبكرا، بالإضافة إل البوستر الذي لاقى رد فعلي عنيف على الإننترنت، وأحدثت ضررا ماليا كبيرا بنتفليكس، واعتقد أن هؤلاء الذين ألغوا اشتركاتهم على المنصة سيعيدون الاشتراك مرة أخرى مع إصدار الجزء الجديد من مسلسل الرعب المنتظر The Haunting of Bly Manor.

إعلان الفيلم الرسمي:-




تعليقات