المتحولون الجدد .. فيلم تائه يبحث عن هويته

  • نقد
  • 10:46 مساءً - 12 نوفمبر 2020
  • 10 صور



بعد طول إنتظار وتأجيل عرض وصلت مدته لثلاث سنوات، صدر أخيرًا فيلم الأبطال الخارقون "المتحولون الجدد" في صيف 2020 وهو مأخوذ من قصص مارفل المصورة وهي مشتقة من سلسلة إكس-مين الشهيرة، وتعد بمثابة الجيل الثاني من المتحولين بعد أن تخرج المراهقين الأصليين من مدرسة "إكسافيير" أو تم إستبدالهم بشخصيات أكثر نضجًا.

تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من المراهقين يتم إحتجازهم في منشأة سرية من قبل الطبيبة سيسيليا رييس (أليس براغا) حيث يكتشفوا أن لديهم شىء مشترك وهو أنهم متحولون، فكل واحد منهم لديهم قوة خارقة ولكنهم مازالوا يواجهون صعوبة في السيطرة على قواهم والتحكم فيها بدون أن يعرّضوا من حولهم للخطر. تصبح المراهقة داني (بلو هانت) هي أحدث عضوة في المجموعة وهي الوحيدة التي مازالت لم تعرف ماهي قوتها بالضبط، على عكس بقية المجموعة وهم: سام (تشارلي هيتون) والذي كان يعمل مع والده في المناجم ويمتلك قوة الطيران بسرعة هائلة مثل القذيفة، إليانا (أنيا تايلور جوي) وهي متحولة روسية لديها قوى سحرية وتستطيع أن تحول ذراعها إلى سيف وتستخدم أقراص النقل عن بعد للسفر، راين (مايسي ويليامز) وهي متحولة إسكتنلدية تتحول إلي ذئب، بوبي (هنري زاجا) وهو متحول برازيلي يستطيع التحكم في الطاقة الشمسية. تجد داني نفسها في البداية تواجه صعوبة في التـأقلم مع بقية المجموعة وخصوصا مع إليانا التي تقع في صدام معها بسبب طبيعتها العدائية، ولكنها على العكس تجد راين تمد لها يد المساعدة وتقف بجانبها في أصعب الظروف. وخلال الأحداث تجد المجموعة نفسها تواجه خطر يهدد حياتهم مما يجعلهم يتحدوا لمواجهته في محاولة أن يهربوا من هذا المكان الغامض. وخلال أحداث الفيلم لم يتم ذكر أسماء المراهقين البديلة، فقد كان الفيلم بمثابة قصة أصل للشخصيات، حيث يعرض خلفية كل شخصية وما الذي أتى بها لهذا المكان.

قام بإخراج الفيلم جوش بوون والذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو مع نات لي، ويعتبر رصيد بوون السينمائي محدود حيث أنه أخرج فيلمين قبل هذا الفيلم كلاهما من نوعية الدراما الرومانسية وكان أشهرهم فيلم " The Fault in Our stars" عام 2014. وقد واجه الفيلم صعوبات عديدة قبل أن يخرج إلي النور، فإلى جانب التغييرات العديدة في السيناريو وحذف عدد من الشخصيات التي كان من المفترض أن تظهر في الفيلم (مثل بروفيسور إكس و وورلوك)، فقد كان هناك تشتت في تحديد التوجه الرئيسي للفيلم حيث كان بوون يسعى لتقديم نسخة خالصة من الرعب ولكن تم تقليل جرعة الرعب والتركيز أكثر على إطار الشباب المراهقين والصدمات التي عانوا منها في الماضي. وقد تم أيضًا إعادة تصوير مشاهد من الفيلم لجعله أكثر رعبًا على غرار فيلم "IT" الشهير، حيث قررت وقتها الشركة المنتجة "فوكس" أن تجعل الفيلم أقرب لرؤية بوون الأصلية. ثم جاء إستحواذ ديزني على شركة فوكس، مما قام بتعطيل إصدار الفيلم لمدة أطول وكان من الصعب عمل مزيد من إعادة تصوير مشاهد جديدة، حيث أن أبطال الفيلم قد تغير شكلهم خلال الفترة الطويلة ما بين بداية تصوير الفيلم عام 2017 وحتى عام 2020. وأخيرًا تم تأجيل إصدار الفيلم بسبب وباء كورونا إلا أن تم عرضه في السينمات في شهر أغسطس.

ولم يستطع الفيلم تحقيق إيرادات عالية (وصلت إيراداته إلى 46 مليون دولار عالميًا في حين أن ميزانيته تترواح مابين 67-80 مليون دولار) شأنه في ذلك شأن أغلب الأفلام التي تم عرضها أثناء وباء كورونا حيث أن جمهور السينما حول العالم متخوف من الإصابة بفيروس كورونا خصوصا في التجمعات المغلقة. وقد كان من المقرر أن يكون الفيلم الجزء الأول من ثلاثية، حيث كان سيتم إدخال شخصيات عديدة على الأحداث مثل شخصية إيمانويل دا كوستا (الذي كان من المقرر أن يقوم بدوره أنتونيو بانديراس)، ولكن بعد التقييمات الضعيفة للفيلم وضعف إيراداته على شباك التذاكر، إلى جانب دمج شخصيات إكس-مين إلى عالم مارفل السينمائي، فإنه من غير المرجح أنه سيكون هناك أجزاء أخرى للفيلم.

بالنسبة لعناصر الفيلم المختلفة نجد أن أول شيء غير مشجع فيه هو مدة عرضه القصيرة والتي وصلت لتسعون دقيقة فقط، وهي عادةً علامة غير إيجابية خصوصًا في نوعية أفلام الأبطال الخارقين. بالنسبة لأبطال الفيلم نجد أن العنصر النسائي هو المسيطر على البطولة، وكانت الوجه الجديد بلو هانت جيدة في دور الفتاة "داني مونستار" ذات الأصول الأمريكية الأصلية التي تعاني من كوابيس بعد تدمير المحمية التي كانت تعيش فيها مع والدها، أيضًا نجحت الممثلة الموهوبة أنيا تايلور-جوي في أداء دور الفتاة المضطربة العنيفة التي تحاول أن تبعد الجميع من حولها، كما أن الممثلة مايسى وليامز (والتي إشتهرت بأداء دور أريا ستارك في المسلسل الشهير صراع العروش) إستطاعت أن تؤدي دور الفتاة التي تعاني من صراعات داخلية بسبب معتقداتها الدينية بشكل جيد. نأتي إلى أحداث الفيلم التي دارت كلها تقريبًا في مكان واحد وهو المصحة التي تم إحتجاز المتحولين المراهقين فيها، وهو من العناصر الضعيفة في الفيلم حيث كان مكان كئيب ويفتقر لأي عناصر جمالية. وبالرغم من أنه من المفترض أن يكون فيلم رعب فإنه لم يحتوى على عناصر مخيفة بالشكل الكافي، والأحداث كانت مملة إلى حد كبير. وقد تأثر الفيلم بجو الأفلام التي دارت أحداثها في مصحات أمثال الفيلم الشهير "One Flew Over the Cuckoo’s Nest"، حيث يجلس المتحولين المراهقين في دائرة ليحكي كل واحد منهم ذكرياته المؤلمة عندما إكتشف لأول مرة أنه ليس شخص عادي وأنه يمتلك قدرات خارقة. بالنسبة للسيناريو نجد أنه كان ضعيف ولم يستطع أن يجعلنا نتفاعل مع الشخصيات أو نهتم بها، حتى الخط الرومانسى بين داني و راين لم يكن له تأثير وكان غير مقنع. وكانت المؤثرات البصرية (التي لم تستخدم سوى في آخر جزء في الفيلم) غير مبهرة وضعيفة. ولم يتمكن جوش بوون أن يستغل إمكانيات الفيلم الإستغلال الأمثل، حيث أن الفيلم فقد هويته فلم يستطع أن يكون فيلم رعب كأفلام الرعب الكلاسيكية مثل "The Shinning"،وفي نفس الوقت لم يقدم لعشاق القصص المصورة (وخاصًا محبي أفلام إكس- مين) ما إعتادوا عليه من المغامرات الممتعة والمثيرة. وبالرغم من فكرة المخرج والمؤلف جوش بوون الطموحة في عمل فيلم غير تقليدي عن المتحولين ذات طابع شبابي مرعب، إلا أنه تشتت في إخراج عمل متسق وقدم نهاية فاترة لسلسلة أفلام X-Men التي حققت نجاح وشعبية هائلة على مدى عشرين عامًا.




تعليقات