الصندوق الأسود: على ماذا ينفتح؟

  • نقد
  • 10:41 مساءً - 13 نوفمبر 2020
  • 4 صور



تعتبر أفلام اليوم الواحد سلاح ذو حدين، خاصة عندما تكون في مكان واحد، فهي تتطلب مواصفات خاصة في الصورة والابهار والموسيقة، فأما أن تكون جاذبة بشدة مليئة بالتشويق والاثارة مما يجعل المشاهد يتشبث بمقعده وإما أن تكون رتيبة ومملة، والسينما المصرية بدأت تسير نحو هذا الاتجاه بصورة لا بأس بها مثل فيلم خانة اليك والمركب وآخرهم فيلم 122 والذي كان أول تجربة للمخرج العراقي ياسر الياسري الذي حقق ايرادات كبيرة بلغت أكثر من 25 مليون جنيه.

وفي فيلم الصندوق الأسود والذي ينتمي لهذا النوع من الأعمال، وعلى الرغم من أن إيقاعه جاء سريعًا ولا يشعرك بالملل إلا أنه عاني من أخطاء إخراجية تعد ولا تحصي، خاصة في النصف الثاني من الفيلم، بالاضافة إلى أن مشاهد تنفيذ الأكشن جاءت ضعيفة وغير متقنة، علمًا بأن المخرج محمود كامل قد نجح في مثل هذه الأعمال من خلال مسلسل زودياك والذي لاقي نجاحًا كبيرًا، وعلى الرغم من أنه كان يمتلك جميع الإمكانيات والمقومات للنجاح في فيلم الصندوق الأسود سواء في سرد القصة والسيناريو والتيمة، أو لوجود 3 نجوم كبار مثل منى زكي، والتي تعود للسينما بعد غياب 4 سنوات بعد فيلم من 30 سنة ومحمد فراج والذي أثبت نجاحه عدة مرات في دور المجرم أو الشرير وشريف سلامة والذي كان دوره هامشيًا في العمل. وتعريف الصندوق الأسود هو اختراع لاكتشاف وقوع حوادث الطائرات وهو لا يقتصر استخدامه على الطائرات فقط بل يستخدم أيضًا في السفن والقطارات فهو جهاز مختص لتسجيل البيانات الخاصة كما يسجل المحادثات الخاصة بين أفراد طاقم الطائرة وأيضًا بالجهات الأخرى ومن ثم، فهو جهاز يكشف جميع الخفايا والأسرار والمعلومات التي لا يعرفها أحد و التي لا تظهر إلا بعد حدوث الكارثة، وفي فيلم الصندوق الأسود كان الصندوق الأسود في غرفة محصنة لا يدخلها أحد، تحتوي على أسرار ومعلومات عن أعمال مشبوهة اشترك فيها شريف سلامة زوج منى زكي والذي تكتشف أنه شخص أخر لا تعرف عنه شيئًا عندما تختبيء فيها أثناء مطاردة اللصوص لها.
أولًا: مشاهد الحركة والانتقالات بين الغرف جاءت غير محبوكة والتجاوزات المعروفة في مثل هذه الافلام و هى لجوء البطل أو البطلة للدفاع بواسطة ضرب المجرم علي رأسه بآلة حادة جاءت بصورة غاية في السذاجة وغير مقنعة علي الإطلاق فكيف تقوم مني زكي بطعن محمد فراج بالمقص وضربه علي رأسه دون أن يصاب بحالة اغماء ولو لبضعة دقائق بل يكتفي المخرج بصراخه الهيستيري بشكل مفتعل، وكذلك منى زكي التي تصاب بنزيف يستمر لوقت طويل دون أن تففد الجنين ثم نفاجأ بمشهد حلم لمني زكي تم إقحامه على العمل دون أي داعي، و نأتي إلى لجوءها إلى الاختباء باحدى الغرف المحصنة وعثورها على المستندات التي تدين زوجها شريف سلامة، والتي استنزفت الكثير من الوقت بشكل أضر بايقاع الفيلم وسرعة حركته، وأما بالنسبة لمشهد النهاية، فحدث ولا حرج، فهنا نرى حالة من الهلهلة غير المفهومة: من مع من، ومن ينتقم من من، ومن يتعاطف مع من، بالإضافة إلى سذاجة انتقام منى زكي من زوجها والتي اكتفت بترديد بعض الكلمات (اخرس) وهى حاملة المسدس في يدها ومساعدتها لأحد اللصوص على الهرب دون أي حوار متبادل بينهم.
وأما بالنسبة لأداء النجوم، فبالنسبة لمنى زكي فأجادت دور السيدة الحامل بملامح الإجهاد الظاهرة على وجهها وسرعة التقاط أنفاسها في معظم المشاهد سواء في الحركة أو بصعود السلالم، بل أخفقت منها بعض المشاهد خاصة في الجزء الأخير من الفيلم، وأما بالنسبة لمحمد فراج والذي يعتبر هذا الدور داخل ملعبه، إلا أن أداءه كان مصطنعًا وإجرامه جاء بالصوت الخشن والعين المشوهة على طريقة فيلم المشبوه وأما المفاجأة فكانت مصطفى خاطر والذي لأول مرة يخرج عن الإطار الكوميدي المعتاد والذي اجتهد بقدر المستطاع في دور المجرم الإنسان.




تعليقات